إسماعيل النجار
إنهُ التاريخ يكتُب ولا يَمحو واللذينَ يُزَوِّرون التاريخ كَمَن يغتالون عالِماً ويهيلون التراب عليه ليخفوا مكان وجودهُ وآثارهُ مدىَ الحياة،
أحاديث نبوية شريفة بالجُملة أُخفِيَت أو أُحرِقَت صحائفها أو زُوِّرَت جميعها إلَّا حقيقَةً واحدة لَم يستطِع الزمان مَحوَ آثارها ولا تزوير واقعها هيَ ثورة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام بقِيَت حَيَّة تطوي السنين ولا تطويها تقلبات الممالك والحكومات والأمبراطوريات على مدى ألفٍ وأربعمائَة عام مَرُّوا عليها،
ثورة الإمام الحسين هيَ ثورة تحررية إسلامية تُمثلُ نبضَ السماء على الارض كُتِبَت حروف رسالتها بحوافر الخيول ونِصال السيوف وعطش آل البيت والأصحاب وعذابآت الحرائر والسَبي والنَفي، بعدما أُحرِقَت خيام مُخيَّمهم في أرض كَرٍ وبلاء،
ثورة جاءَت تَتِمَة لرسالة النبي الأكرم هدفَت إلى تحرير الإنسان من قيود ونَير العبودية الفكرية المنحرفة وإعادة سهم البوصلَة المحمدي إلى إتجاههُ الصحيح،
استشهد الإمام العطشان ورفاقه ولكن ثورته لم تنطفئ شعلتها ولا جذوتها ولأوَّل مَرَّة في التاريخ تحصل معركة ينتصر فيها الدَمُ على السيف،
وبعد أربعة عشرة قرن من الزمان عادَ الدمُ والفكر المحمدي الكربلائي لينتصر على السيف في اليَمَن والعراق وغَزَّةَ وجنوب لبنان رغم التحالف والتكالب والتخاذل من قِبَل أحفاد أولَئِك المشركين مع الكفار الجُدُد من أحفاد المشركين القدآمَىَ ضد أحفاد المؤمنين من أحفاد الإمام الحسين وزهير ابن القين والحر الرياحي،
حزب الله حآله فكرية سياسية دينية إلهية تحررية جاءَت في المرتبة الثالثة بعد الدعوة النبوية الشريفة وكربلاء بفاصلٍ زمني وبتوقيتٍ إحتاجت إليه فلسطين ومَن سُمِيوا عرب من حولها جميعهم تصهينوا وتآمروا وتحولوا إلى عبيد سلطة ومال،
مقاومَة حزب الله لَم تفاوض لَم تهادن لَم تستكين لَم تُلدَغ من نفس الجُحر مرتين، لَم تخاف، ولم تتراجع، قالت كلمة حق، رفعت صوتها يومَ خافت وخَفَتَت الأصوات، ضَربَت يَوم عَجِزَ الأنذال، إنتصرت في زمن الهزائم، قدمت الشهداء في زمن تتسابقُ فيه الناس إلى التَرف في هذه الحياة الفانية،
هَدَّد حزب الله جبابرة الأرض وحارب خوارج العصر، والمقنعين بالإسلام من صناعة أميركا وإسرائيل “isis”،
حزب الله رفع لواء تحرير فلسطين فاتهموه بالإرهاب، وبالصفوية، وبالمجوسيه، وبالحزب الرافضي، ونعتَتهُ بعض عمائم الزَيف بحارس حدود إسرائيل، وبقيَت قافلته تسير نحو فلسطين رغم كثرة العواء والنباح فلم يلتفت حتى أضحى الحزب المرعب الراعب، المخيف الغير خائف، المُهدِد الذي لا يخاف التهديد، رسمَ قواعد الإشتباك مع العدو وأرسى المعادلات، على مقولة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلَم،
حزب الله متسامح مع أبناء الوطن وأبناء الدين وابناء العروبة لَيِّين كالذهب عيار ٢٤،
ومع الأعداء صلب كالفولاذ،
أنه طليعه من طلائع جيش الإمام الحُجَة (عج) فرجَه الشريف، وقائده أحد قادة الإمام المهدي القادم إلينا بالنصر المؤزَر المبين،
إنه حزب الله ألم يَقُل الله إن حزب الله هم الغالبون؟
https://telegram.me/buratha