إيمان عبد الرحمن الدشتي
علمتنا الحياة؛ أنَّ مواقفَ الإنسانِ عُنوانُه!
إلى كلِّ من انطلتْ عليهم حقائقُ الأمور، واختلَّت عندَهم موازينُ الإنصاف! وإلى المغفلينَ ومن في آذانِهم صمم! إلى عُميانِ البصيرةِ والحاقدين والناقمين! إلى كلِّ الذين ما شُفي غليلُهم من كيلِ الاتهاماتِ لأبناءِ سلمانِ المُحمدي، أبناءِ الجمهوريةِ الإسلامية، أبناءِ دولةِ الوليِّ الفقيه أعزَّهم الله! إلى الذين ما تركوا موضعَ ذلةٍ ولا خيانة، إلا وأقحموا به إسمَ أولئك زوراً وبهتاناً! إلى كلِّ هؤلاء نقول: هذه أرضُ فلسطين وشعبِها؛ يُعانون من جورِ الصهاينةِ المجرمينَ أمامَ مرأى ومسمعِ العالمِ أجمع، تتفرجُ عليهم المنظمات التي تدَّعي حقوقَ الإنسانِ ومنظمةُ الدولِ الإسلامية! تسمعُ صرخاتِهم جامعةُ الدولِ العربية! والبهلواناتُ التي تمثّل على مسرحِها! ما يُسَمَّون "حكام الدول العربية!" وكلُّهم لم يحركوا ساكناً، ولم يتخذوا موقفاً إنسانياً ليُخلِّده لهم التأريخ!
أخبرونا بضمائرِكم إن كنتم تملكونها! من هو المغيثُ والمساندُ لشعبِ فلسطين؟ من هو المؤازرُ لهم والمتألمُ لوضعِهم المأساوي؟ أليستْ الجمهوريةُ الإسلاميةِ الإيرانية وخطّها المقاوم، هي من تصدرتْ هذا الدورُ الإنساني والقيَميِّ؟!
نقولُ لخونةِ الأمةِ العربيةِ بلسانِ العقيدة الحي، كما قالها الإمامُ الخميني (قدس سره): لو أنكم توحدتُم من أجل (قضيتكم الكبرى كما تزعمون!) قضية فلسطين؛ لما كان هذا حالها! بل لو أنَّ أسلافَكم لم يخونوا أرضَ فلسطين من الأساس ما كانت لتُعاني من الغدةِ السرطانية الصهيونية كل هذه العقود!
أتدرون يا من تسلطتم على رقاب الشعوب العربية أنَّ أمتَكم التي صدعتُم رؤوسَنا بتمجيدها باتت ذليلة؟! خانعة لقوى الشرِ والرذيلةِ بسبب خُنوعِكم وغدرِكم! وكأنَّها تحولت من "العربية" إلى "العبرية" تصافحونَ المحتلَ الزنيمَ وتقبضون أكفَّكم من أن تُبلسمَ جراحَ أبناءِ أمتِكم! تجردتُم من الدينِ والقيمِ والمبادئ وحتى من الإنسانية! تتصورون أنكم تتجملونَ بأثوابٍ فاخرة؛ لكنها عاجزةٌ عن أن تُخفي حيوانيتِكم التي تحتقرُها حتى الحيوانات!
يا أيتها الشعوبُ العربيةُ ويا شعوبَ العالم؛ إرجعوا بذاكرتكم قليلاً لتتأملوا ترسانةَ الدولِ العربية، لا سيما السعوديةِ والإماراتيةِ والبحرانية، التي أصابها الجمود إلا عن استهدافِ الشعوبِ العربيةِ والإسلامية! فلشيعة البحرين كان نصيبٌ منها! وللسوريين كان كفلٌ منها، ولم يبخلوا على العراقيين واليمنيين! وإن تطلب الأمر فلن يقصروا مع الفلسطينيين؛ فهاهم -الفلسطينيون- قد تجرعوا الحصة الكبرى من غدر وخذلان أشقاء صهيون! فهل صحوتم الآن من سُباتِكم؟! هل تبدَّدت عن أبصارِكم وبصائرِكم سحائب الارتياب؟!
لقد بينوها سادة العرب والعجم (صلوات الله وسلامه عليهم) في مدح قيام الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانية، كعلامة ممهدة لظهور المخلص، الإمام الحجة المهدي (عجل الله فرجه الشريف) فعن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) قال: (رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحقِّ، يجتمع معه قوم قلوبهم كزُبرِ الحديد، لا تزلُّهم الرِّياحُ العواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا يجبَنون، وعلى الله يتوكَّلون، والعاقبة للمتَّقين) [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٧، ص٢١٦] فكان روح الله الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وكذلك جاء في روايةٍ تصفُ حركةَ الخراساني: (تخرج من خراسان رايات سود فلا يردَّها شيءٌ حتى تُنصبَ بإليلياء القدس) [المصدر: الملاحم والفتن ص43] وما قاله المعصوم حتميٌّ والله!
إعلموا يا كلَّ مَنْ عليها؛ إنكم إلى فناء! وستُحاجَّون وتخاصمون فانظروا لمن الفلج! اعدِلوا في حُكمِكم، وزنوا الوقائعَ بقسطاسٍ مستقيم، فللباطل جولةٌ وللحقِّ دولة، ولا يستخفنَّكم الذين لا يوقنون.
طُوفانُ الأقصى قد قلبَ سافلها على عاليها، أغرق كلَّ المؤامراتِ التي حاكها الأعداءُ والأذلّاءُ وفضح أُكذوبتَهم، وأحاقَ بهم ذلَّةً وصَغارا، وأظهر لشعوب العالم أنَّ الحقَّ يملأُ اهلَه عنفواناً وإباءً، وتحدياً لقوى الجورِ والضلالة، وعزيمةً على نصرةِ المستضعَفين، وما النصر إلَّا من عندِ اللهِ العزيزِ الحكيم.
https://telegram.me/buratha