مانع الزاملي
وضع العلماء والباحثون تعاريف عديدة لمفهوم الوعي ،وبأختصار عرفوه ( بأنه اي الوعي حالة فهم وادراك للاشياء، وهو حالة دراية الانسان بمحيطه، والاستحابة له ) والوعي يسبق الادراك ،فلايمكن ادراك شيء دون الوعي به ،اذن الوعي هو ملازم للانسان العاقل المدرك ، الذي من خلال وعيه يقرر ماذا يريد، وماذا يراد منه ،وهو مفهوم كلي لايقتصر على امر محدد،فهناك وعي داخلي للانسان ، اي يعي ذاته ومقوماتها وسبل نجاحها، ووعي ديني يتعلم من خلاله كيف يسير وفق ارادة الله في ان يكون خليفة لله وينتهج سبل واسباب الكمال لكي يعبده سبحانه ومن خلال وعيه يمكنه ممارسة طقوسه الصحيحة في بلوغ الكمال ، انا وانت لو لا وعينا وادراكنا لأحقية منهج اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام ، لسرنا في طرق ظلال لاتفضي لموفقية في الدنيا وفي الاخرة،وهناك وعي اجتماعي ، اي ان اضع نفسي في المكان الصحيح اجتماعيا، لان المجتمع بحر كبير وواسع وعميق جدا ، دون الوعي بنواميسه وعاداته الحسنة والسيئة لايمكننا ان نكون في الموقع الصحيح، فعادات وتقاليد المجتمع لايمكن حصرها بمقال ،وعلى ضوء ما املكه من وعي وادراك اتخذ السلوك والممارسات التي تجعلني مميزا في ممارسة ما اعتقده في الحياة، من دين وامانه ، وصدق حديث ، ومرؤة ، وشهامة، ووووو ،وحرص على الذات وتوابعها ، وهكذا ،
وهناك الوعي السياسي ؛ وهو اخطر وسيلة يمكن من خلالها ان اكون منتجا ونافعا وفائزا في المحصلة النهائية، ونظرة سريعة ومتفحصة للاحداث التي مرت على الدين الاسلامي او بعضها نجد انه كلما تراجع الوعي والفهم والادراك كلما حصلت النكبة، عدم اتباع وصية النبي في استخلاف امير المؤمنين علي عليه السلام والتصويت لغيره من هو ادنى منه ، تسبب في بداية الانكسار ! فالبناء اذا وضع على اساس معوج ومائل ومنحرف لايمكن ان ننتظر منه ان يكون مستقيما وناجحا ، وهذا يدركه كل عاقل فطريا، الامة التي لم تعي مفهوم ان قول النبي ووصاياه واجبة الاتباع على ضوء نظرية السماء( وما ينطق عن الهوى إن هوً الا وحي يوحى) عدم اتباع هكذا تصريح رباني يدركه اهل الفهم بأنه قول النبي صلى الله عليه وآله ليس اجتهادا شخصيا او محاباة او انحيازا لقرابة اوقوم ، فعندما لم يدرك القوم هذه الحقيقة ،ماعدى مجموعة قليلة ، هو الذي جعل الدنيا تتغير من انقاذ الانسان من العبودية والذل والفقر والمسكنة ، والرذائل ، الى ماهو اسوء منه ، حيث ان النسخة التي طبقت بأسم الاسلام ، جعلت الامور تسير بأتجاه الفوضى الفكرية والعقائدية والسلوكية، ومثال على ذلك : اي عاقل لديه مسكة من دين وتقوى وخلق ومرؤءة يرتضي ان يكون شخصا بمواصفات يزيد الخمار الفاسد المفسد الجاهل ، قاتل النفس المحترمة ، خليفة للمسلمين دون ان يغير عليه احد رغم وجود اعداد هائلة من الصحابة وحفظة القرآن ! السبب الاصلي والرئيسي هو غياب الوعي ، او ان هناك عوامل وضعت مقدمات خطأ لتنتج نتائج خطأ، وهل هناك ابشع من قتل الامام الحسين وسبي اهل بيته ! كل ذلك مرده لأن الامة كانت ينقصها الوعي والفهم الذي ان تحقق لحصل العكس، لو كان هناك وعيا سياسيا ودينيا لكان يزيد ورهطه واتباعه هم المقتولون ! وان تدرجنا في التاريخ ووصلنا لعصر الامام الحسن عليه وعلى آبائه آلاف التحية والسلام وما جرى على الامام من ظلم وخذلان مرده قلة الوعي ليس من اعداءه بل من اصحابه وقادة جيشه لدرجة ان يخاطبه بعضهم ب( يا مذل المؤمنين ) لو ان القائل يفهم ماذا تعني العصمة لما تجرأ هكذا ولو كان يفهم المغزى السياسي من الصلح لما عصوه اتباعه الذين يفترض ان يكونوا هم وعامة المسلمين معه لا مع معاوية عليه لعائن الله ، ورغم ماقام به الائمة من دور ريادي كبير لم ينقذ الامة من التقهقر القيمي والسلوكي ،وكل ما جرى ضد اهل البيت على طول التاريخ هو انعدام الوعي والفهم الصحيح ، ونحن في هذا الزمن ندفع ثمنا باهضا، جراء الاخطاء السابقة ! ولك ان تلقي ببصرك على احوال الامة اليوم ،لترى ان قادة الدول الاسلامية تقدم الدعم بكل انواعه ، لعدو الأمة الذي يقتل الابرياء ( كالطاعن نفسه ليقتل ردفه ) والامة صامتة تتفرج ، والانكى من ذلك ينعتون من يقدم العون والدعم والمساندة للضحايا يصفونه بالارهاب والاعتداء ! هذا امر يشيب منه الوليد ! من هنا نعلم خطورة ووجوب التبيين لكي تعي الامة موقعها وطريقها ، فأن تحقق ذلك فنعما هو ، وان لم يتحقق برأنا ذمتنا امام الله والناس ، وهذا اضعف الايمان
https://telegram.me/buratha