المقالات

نتنياهو ، يُرحِّلُ خيبة (غولانيـ)ـه بغزة ، لـ(دواعشـ)ـه بـ (كرمان)


سعد صاحب الوائلي

الخِسَّةُ هي أنْ تتجرد من كُلِّ أخلاقيات الحرب مع عدوك حينما يصيبُك بمقتلٍ، او حينما لا تستطيع مجابهته، فتأتي بما ينافي أخلاقيات الحرب ككشافي العورات أمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وليس آخرهم عمر بن العاص بل عُدَّ منهم في كتب التأريخ سبعة عشر عورة، ولا غروا أنَّ هناك غيرهم كثير طيلة حروب امير المؤمنين عليه السلام.

إسرائيل التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بترسانتها وأسلحتها وتجهيزاتها وقبتها الحديدية وإستراتيجياتها لسبعين عاماً، أذلتها بضعةُ مجاميع فلسطينية مسلحة عقائدية رسالية، فحطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر، وجرجر كيان الاحتلال ألوية الخيبة والخسران لا يلوي على شيء بعد هزائم مذلة مُنيَّ بها خلال توغل نخبة جيشه وصفوة جنوده في غزة التي باتت مستنقعاً لا تعرف تل ابيب كيفية الخلاصة منه.

ماسكو خيوط اللعبة في تل ابيب ادركوا خسرانهم المُدوِّي امام حماس والقسام وفصائل المقاومة التي باتت تلعب معهم لعبة الكر والإختباء وراء وتحت ركام انقاض غزة التي دمرتها عنجهية نتنياهو، والذي مازال يُصِرُّ على حربه الخاسرة، مع ادراكه وعلمه علم اليقين بانه سيُقاضى ويُحاكم في المحاكم الإسرائيلية في اليوم الذي يلي انتهاء الحرب وتوقف مجازره الدموية في القطاع، ناهيك عن احتمالياتٍ كبيرةٍ جداً بمحاكمته امام محكمة العدل الدولية، خصوصاً بعد أن رفعت جنوب افريقيا -تُعَاضِدُها تركيا وآخرون- دعوةً ضد نيتنياهو وضد كيانه المتداعي بتهمِ إرتكابه جرائم ضد الإنسانية ومجازر إبادة جماعية ضد المدنيين في غزة.

ماسكو خيوط اللعبة في كيان الاحتلال –كما اسلفنا- حاولوا الهروب الى الأمام، وذلك بنقل سهام معركتهم الخاسرة في غزة، الى القوة الداعمة لفصائل المقاومة المتمثلة بإيران، حيث حركوا اذنابهم وعملائهم ودواعشهم في الداخل الإيراني ليستغلوا تجمهر المدنيين المشاركين في إحياء الذكرى الرابعة لشهادة قادة النصر عند مقبرة كرمان حيث إحتشد المعزون عند مقتربات مثوى الشهيد الحاج قاسم سليماني ليفجروا مفخخاتهم الارهابية الغادرة بأوساط المدنيين أطفالا ونساءا ورجالاً، إنتقاماً من ذلك الجنرال الذي أعطى القوة والمَنَعَة لحماس وغيرها كثير بالمنطقة، والذي أذل الكبرياء الأميركي والصهيوني الداعشي في الشرق الأوسط برمته بدعمه اللامتناهي لفصائل المقاومة في المنطقة ككل.

التفجيران الإرهابيان الغادران اللذان راح ضحيتهما قرابة ثلاثمئة شخص بين شهيد وجريح، يدللان بوضوح على عجز أميركا وكيان الاحتلال الإسرائيلي عن تحقيق أي نصر سوى المجازر المفضوحة للعالم، فها هما يعودان الى الأسطوانة المشروخة بإستخدام داعش والمجاميع الإرهابية المُجنَّدة المُندَسَّة في أوساط شعوب المنطقة لتنفذ اجنداتها الخائبة الخاسرة بان تنالَ من أرواح الأبرياء الذين تقاطروا لينهلوا من فيض نورانية ذلك القائد الفذّ الذي قَدَّم كُلَّ العون لجميع فصائل المقاومة بالمنطقة ، حتى أضحى هو ورفيقه في درب الشهادة القائد الشهيد أبو مهدي المهندس أضحوا إيقونةَ المقاومة والمواجهة والريادة في منهجيات عدم الخنوع للذل الأميركي والغطرسة الصهيونية والعنجهية البريطانية والغربية.

ودونما ادنى ريب، فإن ترحيلَ إسرائيل لإستحقاقات عدم تحقيقها أيّة نتائج تذكر في غزة، حيث جرجر لواء غولاني وكتائب جعفاتي اذيال الخسران، وعزمها تسريح خمسة ألوية قتالية، فضلا عن إرهاصات سحب اميركا لحاملة طائراتها من المياه الإقليمية لإسرائيل، كل ذلك يشير الى ان إستراتيجية تل ابيب في نقل المعركة الى جغرافيات خارج غزة، لهي ضرب من اضراب الهروب الى الامام، وهي شهقات مخنوق ضيق حول رقبته حبال التخبط والإرتباك.

ولعل سائل يسأل، من اين جئنا بهذه القاطعية بان وراء التفجيرين الإرهابيين في كرمان هي إسرائيل واذنابها وعملائها في المنطقة، والجواب يكمن في حجم الاستحقاقات المفروضة على شرذمة نتنياهو في تل ابيب التي باتت تواجه شتى صنوف الفشل في غزة، وترزح تحت فضائح العجز المدوي لكتائبها بمستنقع المقاومة وانفاقها، فضلا عن عودة القضية الفلسطينية بفعل طوفان الأقصى كقضية أولى لدى جميع الجماهير الإنسانية في كل بلدان العالم بدلالة استمرار التظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني وتعاظمها في مدن وعواصم الارض، ناهيك عن جيوش المحامين المتأبطين لملفات مجازر الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وهم يعتزمون التوجه صوب قاعات محكمة العدل الدولية منشدين تحقيق العدالة والحق والانصاف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك