كوثر العزاوي-
لقد ازدانت أسوار المهرجان الفاطميّ بشعاره الهادف{ السيدة الزهراء ألقُ المآثر وربيع المفاخر} ومابين"روح النبوة"وكوثر العصمة" تتجلى مكانة المرأة الفاطمية، بين أروقة هكذا مهرجانات تقيمها عتباتنا المقدسة في كل عام ومن جوار أهل بيت العصمة"سلام الله عليهم"حيث يتم تسليط الأضواء على جوانب مشرقة لحياة سيدة نساء العالمين، مما يعكس الاهتمام بنشر الفكر السماويّ الاصيل للسيدة فاطمة عليها السلام ذلك الإنموذج الإلهيّ الملكوتيّ الذي ينسجم مع كل القيم الإنسانية والحضارات، كما أنّ هذه الأنشطة تُعدّ فرصة لتبادل الرؤى والافكار التي تُساهم في رفد الفكر النسوي واسثماره من خلال الحضور الفاعل للشخصيات النسوية بمختلف صنوفها من شتى البلدان الاسلامية وغير الاسلامية، ثم استخلاص العبر والتجربة من زبدة البحوث المقدَّمة من قبل باحثات متصدّيات للشأن الثقافي النسويّ الذي يهدف الى صناعة الوعي لدى النساء، بما يثبت حقيقة، بأنّ القدوة الصالحة التي تُؤَمّن الحياتَين الدنيا والآخرة إنما هي فاطمة الزهراء"عليها السلام" لأنها الإنسان الأكمل كأبنة وزوجة وأمّ، فضلًا عن كونها صاحبة رسالة تحمل من الشمولية مايناسب كل عصر ومِصر، ولايقاس بها غيرها أبدا ومن هنا نستطيع الوقوف عند الهدف الأسمى من إقامة هكذا أنشطة تساعد على ترسيخ مفهوم الأسوة والقدوة الصالحة، وتحديد الأثر الايجابي الفاعل الذي يؤكد حقيقة أخرى، بأنّ مَن انتهجت نهج فاطمة الزهراء "عليها الزهراء" من نساء العالم في أي بقعة ومن أي فئة أو ديانة أو طائفة، فلا أقلّ من أن تراها إمّا عالمة باحثة، أو أستاذة مربية، أو خبيرة في شؤون الحياة والأسرة، أو فقيهة في مجال التبليغ الديني والقرآني، أو كونها شاعرة او طالبة متعلّمة على سبيل نجاة،فضلًا عن كونها الأم الصالحة والزوجة الناجحة والإبنة الراجحة! ولعل الشاهد على ذلك، مانشاهده في كل عام على أعتاب مهرجانَي "روح النبوة وكوثر العصمة" الذي تنظمه العتبتين المقدستين في كربلاء الحسين وأخيه أبي الفضل"عليهما السلام" وروعة الحضور للمرأة الإنسانة المسلمة وغير المسلمة، حيث يشكّل حضورها الحاشد نسبة لاتقلّ عن ثلاث عشرة دولة عربية وغربية، وهو مايُثبت رجحان الوعي لدى العقول الباحثة عن جوهر الحقيقة المتمثلة بسيدة نساء العالمين، بأنها المثال المعصوم الذي تكفلّ حياطةَ إنسانية المرأة، ورفع شأنها بما وُهِبت من مَلَكات وهِبات وخصوصية راشدة لها القدرة على الإرتقاء والرفعة، والمشاركة العملية في جميع ميادين الحياة، كما يثبت حضورها الفاعل في مواطن العلم والشرف بطلان مايسعى له الغرب والاستكبار العالمي من تدليس وتزوير المفاهيم التي تخص أصل خِلقة المرأة، وهو يسعى بخبث الى طمس جوهرها الإنساني، وتدنيس صبغتها النقية تحت عناوين دخيلة صدّع بها الرؤوس وأربك منظومة الفكر النقيّ، من قبيل تمكين المرأة، وحرية المرأة، والانفتاح على العالم بلا أدنى ضابطة!! ظنّا بأنّ شعاراتهم هذه ستنطلي على من اتخذت من فاطمة الزهراء وحياتها نهجًا واضحًا ومنهجًا لا لَبس فيه، وفكرًا لاشبهة معه ولاعوج، ولأنها الباحثة والعالِمة ومَن عرفت مصطلحات الغرب الحديثة وأدركت ماوراءها، لذا لم تكترث، ولاتزال المرأة الفاطمية الزينبية على بصيرة من أمرها طالما هناك وسائل تعمل وأدوات شيطانية متنوعة تلعب على الوتر الحساس، مستهدفة منظومة القيم، وتفكيك النسيج الأسري، وخلْق صراع بين الجنسين بما يؤدي إلى هدم أسس المجتمع! ومن هنا نهيب بجميع المؤسسات الدينية والتربوية للحث على تنظيم الأنشطة الهادفة وتعيين شخصية السيِّدة العظيمة فاطمة الزهراء"عليها السلام" إنموذجًا آمِنًا، وقدوة حسنة لصدّ الانحرافات الفكرية، ومواجهة الأفكار الشاذة الدخيلة، من أجل مجتمع متماسك، وضمان استقامة الحياة وديمومتها.
https://telegram.me/buratha