المقالات

تقييم الموقف هجوم إيران على الموساد في أربيل. الأهداف والدلالات


هادي بدر الكعبي 

أعلن الحرس الثوري الإيراني في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين / الثلاثاء عن تبنيه الهجوم الصاروخي الذي استهدف هدفا اسرائيليا في أربيل بحوالي ١٢ صاروخ بالستي، كاشفا عن تفاصيل الهجوم الذي جاء متزامنا مع قصف صاروخي مماثل طال مواقع في سوريا، مبينا انه " دمر أماكن تجمع القادة والعناصر الرئيسية المرتبطة بالجرائم الارهابية الأخيرة في إيران،  وطالت هذه الهجمات مقرات في سوريا، فضلا عن مقر تجسس للكيان الصهيوني في إقليم كردستان العراق،  بالصواريخ الباليستية".

رابطا بين استهداف " جماعات داعش في سوريا، والموساد في أربيل ".

تنفيذ هذه العملية الصاروخية في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة وفي هذه المنطقة بالتحديد، وتبني الحرس الثوري الواضح لها، بالرغم من كافة الادانات التي صدرت في العراق وخارجه، تؤكد على عدة أمور اهمها:

١- ان الجمهورية الاسلامية تمتلك الشجاعة والقدرة والإصرار بالرد على جرائم الكيان الصهيوني في اي ساحة من الساحات وبالطريقة التي تراها، وهي قادرة على فرض قوتها وفق الخبرات والقوة التي تمتلكها.

٢- هذه الضربة لها أهداف استراتيجية هامة ومنها:

أ- المساهمة في تأمين الأمن في المشهد العراقي لاسيما في شمال العراق. 

ب- الدفع نحو ايقاف مشاهد الحرب في غزة والذهاب تجاه التفاوض.

ج- التأكيد على منع إيجاد مقرات للموساد والامريكان في هذه المنطقة.

ح- افشال اي مشروع او مخطط يهدف إلى محاصرة العراق وإيران اقتصاديا.

٣- هذه العملية ارسلت رسالة واضحة الى مسعود البارزاني مفادها  بان سياسة توفير الملاذات الآمنة لمقرات التجسس الصهيوني ضد إيران والعراق، ستواجه بالقوة، مع عدم الاغفال عن التدليل بأن أربيل باتت منطقة غير قادرة على توفير الحماية لتلك المقرات.

٤- رسمت العملية معادلة ردع إيرانية بأن كافة الاعتداءات الإسرائيلية او غيرها والتي تؤدي الى سقوط الشهداء وفي أي ساحة من الساحات سيواجه برد ممثال حتما ولن تتردد إيران عن تنفيذه.

٥- قد تستبطن هذه العملية القول باننا أمام حرب استنزاف طويلة، تتخللها عمليات أمنية متبادلة وضربات عسكرية مؤلمة.

٦- كشفت العملية عن حقيقة  الانزلاق إلى المواجهة المباشرة في المنطقة بأنها غير مستبعدة،  ولكنها مرهونه باحدى الجبهات وهي :(جبهة الجولان،جبهة البحر الاحمر،جبهة جنوب لبنان).

٧- الجمهورية الاسلامية استطاعت بهذه الضربات ان تربط ما بين الشمال السوري والكيان الصهيوني بطريقة ذكية.

٨- الجمهورية الاسلامية أبدت موافقتها وبشكل واضح على دخولها هي و فصائل المقاومة بآن واحد في المواجهة بشكل المباشر حال نشوبها مع الأطراف الآخر والرسالة قد فُهمت من الجميع.

٩- لن تكون هناك استجابة عسكرية امريكية تجاه ما حدث لأنها قد تفسر كاعلان لحالة حرب وهو ما لا ترغب فيه اميركا الان نظرا لسياساتها الحالية وضغوطها الداخلية.

١٠- حكومة السيد السوداني قد تتعرض إلى حرج شديد وهذا الحرج  قد يتسبب في تعمق الانقسام الشيعي أكثر لاسيما وأن توقيت الضربة جاء بعد تداعيات جلسة مجلس النواب لاختيار مرشح الرئاسة و التي أثرت مضاعفاتها في الواقع الشيعي بشكل ملحوظ.

١١- قد تستفيد الماكنة الاعلامية الإقليمية والدولية في تشتيت الجهد الاعلامي الضاغط على الكيان الصهيوني وتغيير وجهته من غزة إلى ما حدث في اربيل والمناطق الأخرى.

١٢- من الآفاق المستقبلية المتوقعة أن تكون هناك عمليات أمنية  تستهدف بعض قيادات الحشد والفصائل والقيادات الايرانية الامنية من قبل الامريكان والكيان الصهيوني.

١٣- هذه الضربة سوف تستفيد منها المقاومة الفلسطينية مستقبلا في انهاء العدوان على غزة بشكله العنيف المكثف. 

١٤- هذه الضربة مع عوامل اخرى قد تُقرب من خيارات التهدئة في المنطقة رغم ما نشاهده من تصعيد و سينتهي المطاف الى التفاوض و ايجاد الحلول و المخارج لمختلف الاطراف الاقليمية في المنطقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك