المقالات

الوطنية أم التخاذل والخيانة

1059 2024-01-18

التعدي على أرض العراق تعدي على سيادته واستقلاله وهذا يرفضه كل إنسان وطني وشريف يحب بلده ويضحي بالغالي والنفيس من أجله ، ولكن علينا مناقشة الأسباب والعوامل التي أدت الى انتهاك سيادة العراق من قبل دول الجوار.

هناك سببان رئيسيان هيئا الأجواء والظروف لهذه الانتهاكات للسيادة :

الأول : التواجد العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية .

الثاني : استقلال حكومة كردستان في قراراتها ومواقفها وتحركاتها وعلاقاتها عن الحكومة المركزية.

السبب الأول : القوات الأمريكية تتنقل وتتحرك بكل حرية واستقلالية على أرض العراق وتبني القواعد وتدرب المجاميع الإرهابية في قواعدها ومعسكراتها والحكومة العراقية ليس عندها أي علم عن أي تحرك او عمل تقوم به القوات الأمريكية واستخبارات هذه القوات مكاتبها تخطط وتتآمر على البلدان الجارة كإيران وسوريا ، وتتدخل السفارة الأمريكية في شون العراق الداخلية بشكل علني فهي تقف أمام اي تحرك حكومي من أجل تقديم خدمات افضل كتجميد الاتفاقية الصينية العراقية وكذلك الالمانية العراقية وإخراج العراق من مشروع طريق الحرير وغيرها كثير بالإضافة الى أعمال السفارة والقنصليات الأمريكية العدائية للعراق وشعبه ودول الجوار وخصوصاً إيران وسوريا ، هتك السيادة العراقية من قبل الأمريكان بصورة علنية واستفزازية ألم يقتلوا قادة النصر الحاج سليماني وأبي مهدي المهندس على أرض عاصمة العراق بغداد ؟؟؟ ألم يزور الرئيس الأمريكي قواعده العسكرية بدون علم الحكومة المركزية ؟؟؟ ألم تتخذ الاستخبارات الأمريكية أرض العراق وخصوصاً كردستان كقاعدة لنشر الإرهاب في المنطقة وخصوصاً سوريا وإيران ، ألم تقدم القوات الأمريكية كل الدعم والمساندة للصهاينة في قتل الفلسطينيين وتدمير غزة وتعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية للعراقيين ألا يعتبر هذا الدعم استفزازاً للشعب العراقي ويعارض مواقف الحكومة العراقية الثابتة ؟؟؟.

السبب الثاني : استقلال حكومة كردستان في جميع قراراتها ومواقفها عن الحكومة المركزية ، فقد اصبح اقليم كردستان العراق الأرض التي تحتضن مكاتب الموساد الصهيوني والاستخبارات الأمريكية بالإضافة الى معسكرات التنظيمات الإرهابية ، هذه المكاتب والمعسكرات عملها الأساسي زعزعت استقرار وامن دول الجوار وخصوصاً ايران وتركيا ، ويعتبر شمال العراق منطلقاً للعمليات الإرهابية التي تقتل شعبيّ ايران وتركيا ، وقد حذرت الدولتان حكومة العراق مراراً ولكن الحكومة المركزية ليس عندها القرار ولا القوة في منع أو انهاء هذه العمليات وغلق جميع مكاتب الصهاينة والأمريكان بالإضافة الى معسكرات تدريب التنظيمات الإرهابية .

هذان السببان اكبر وأخطر العوامل التي تؤدي الى إنتهاك سيادة العراق ، فإذا كانت الحكومة العراقية حريصة على صيانة السيادة العراقية وإجبار حكومات دول الجوار على احترامها عليها إخراج القوات الأمريكية من العراق وإجبار حكومة اقليم كردستان على الالتزام بدستور العراق واحترام وتنفيذ قرارات الحكومة العراقية وغلق مكاتب الموساد الصهيوني وكذلك الاستخبارات الأمريكية ومنع اي تحرك ترفضه الحكومة المركزية مع طرد التنظيمات الإرهابية من ارض كردستان العراق وغلق جميع معسكراتها وعلى حكومة كردستان العراق عدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول الجوار .

فمن يريد التحدث عن الوطنية عليه ان يحمي سيادة العراق وصيانة استقلاله من خلال رفض ومنع الانتهاك نفسه وكل سبب او ظرف يشجع دول الجوار على انتهاك هذه السيادة ، ومع عدم القضاء على هذين السببين سيجعلان سيادة العراق معرضة في كل يوم الى الانتهاك والذي يقف متفرج وصامت ويغطي على وجود هذين السببين التواجد الأمريكي واستقلال قرار حكومة كردستان عن الحكومة المركزية فهو اما متخاذل او خائن لأنه يهيئ الاسباب والظروف التي تؤدي الى انتهاك سيادة العراق واستقلاله وضرب استقراره وأمنه .

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك