قاسم الغراوي
منذ السابع من أكتوبر 2023 يشن جيش العدو الصهيوني عدوانا غاشما على غزة خلّفت 24 ألفا و762 شهيدا و62 ألفا و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة وتسببت بنزوح أكثر من 85 في المائة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
واليوم جيش الاحتلال الإسرائيلي نبش 1100 قبر في مقبرة التفاح شرق غزة وسرق منها 150 جثماناً في “مقبرة اليوسفية” التاريخية التي افتتحت قبل 15 قرن ويعود تاريخيها الي الدولة الايوبية ويروي المتخصصين بالتاريخ المقدسي ان هذه المقبرة مدفون فيها صحابيان هما (عبادة بن الصامت) و(شداد بن اوس) القاضيان . كما ذكر الباحثين ان المقبرة مدفون فيها عدد من المجاهدين الذين استشهدوا في معركة فتح القدس.
جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بنبش قرابة ألف ومئة قبر في مقبرة حي التفاح (شرق مدينة غزة)، حيث قامت آليات الاحتلال بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء والأموات منها، وداستها، وامتهنت كرامتها، دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر .
أن الاحتلال الصهيوني قام بعد نبش القبور وتجريف المقبرة بسرقة قرابة 150 جثماناً من جثامين الشهداء التي دُفنت حديثاً، حيث أخرجها من القبور وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة، مما يثير الشكوك مجدداً نحو جريمة أخرى وهي جريمة سرقة أعضاء الشهداء .
الكيان الصهيوني كرر هذه الجريمة أكثر من مرة، وكان آخرها تسليم 80 جثماناً من جثامين شهداء سابقين كان قد سرقها من محافظتي غزة وشمال غزة، وعبث بها، وسلَّمها مُشوَّهة ودفنت في رفح، رافضاً تقديم أية معلومات حولها، وقد ظهر عليها تغير في ملامح الجثامين في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء، كما نبش سابقاً قبوراً في جباليا وسرق جثامين شهداء أيضاً منها، إضافة إلى استمراره في احتجاز عشرات جثامين الشهداء من قطاع غزة .
وكذلك في العام 1967 حينما دارت معركة كبيرة بين الجيش الأردني وقوات الاحتلال الغازية التي استشهد فيها أكثر من 14 عشر جنديا وضابطا اردنيا وتم دفنهم في المكان واليوم قامت جرافات الاحتلال بسحق هذه القبور جميعا وعند ظهور الرفات جمع الناس هذه الرفات وصلوا عليها وأعادوا دفنها من جديد.
ان هذه الجريمة النكراء تدل على وحشية الاحتلال غير الأخلاقي ، ونحن نستغرب من المواقف الصامتة للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة تجاه مثل هذه الجرائم الفظيعة التي يرتكبها جيش الاحتلال دون أن تحدد موقفها .
ولا نعرف كيف تستوعب عقول دعاة حقوق الانسان وحماة القانون الدولي هذا الجرم الذي لايمت للانسانية والقيم بشيء فهل يكفي الإدانة والشجب ..؟
وهل تكفي رسائل الاحتجاج شديدة اللهجة …!! ام ان هناك إجراءات اكبر..؟ ,لا اعتقد ان شيئا كهذا سيحدث لان ضمائر العالم ماتت ولم يعد لهم صوت قوي امام القوي، فقط صوتهم يرتقع امام الضعيف والشعوب المغلوبة على امرها .
نطالب كل دول العالم الحر والمجتمع الدولي بلجم الاحتلال ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، والذي وصل عدد ضحاياه خلال العدوان قرابة 90 ألف ضحية ما بين شهداء ومفقودين ومصابين ومعتقلين.
الى متى يبقى صمت الانسانية ؟؟!!
https://telegram.me/buratha