د. أمل الأسدي ||
إن الشعوب تُصنع، ويفترض أن الدولة هي التي تصنع شعبها عبر مؤسساتها وخططها ومشاريعها وسلطتها الإعلامية، ولكن هذا الأمر مفقود لدينا!!
فلايتم توظيف مقدرات البلد وأمواله وخيراته في حماية كتلته البشرية وضمان أمنها وتحصين نسيجها من الاختراق!!
والمحافظة علی رصيدها الحضاري وموروثها وعاداتها وتقاليدها التي تشكل هويتها!!
لذا تشاهد وبشكل محزن الانفلات الأخلاقي والقيمي عموما، وضرب الثوابت، واستغلال حرية التعبير بشكل بشع، فنحن مجتمع بلا قيادة ولاتوجيه ولاقانون قوي يضبطه!! مجتمع تحركه:
١- وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الممولة التي تضرب كل شيء، وتمس كل شيء، الخاص والعام!!
٢ـ مجموعةمن القنوات الفضائية المحلية الطائفية العائدة للأحزاب، وغيرها من القنوات المدعومة من الخارج والداخل والتي بات نهجها مفضوحا ومرفوضا من الناس، إذ تسهم في تدمير المجتمع وتصدر إليه السوقية والابتذال وتعصف بنسيجه وتعمل علی نشر السخافات والتفاهة وضرب الثوابت والنيل منها.
٣- مجموعة الـ mbc وتشويهها للواقع العراقي مابين تصويره كمجتمعٍ منحل أو مجتمع الغابة أو مجتمع متخلف يظن بعض أفراده أن الأسد ليس له أسنان!! ، أو مجتمع يعاني من الفقر المدقع حتی تتصدق قناتهم علی العراقيين!!
٤- رتابة الخطاب الديني وتحميل الفرد والناس كل المسؤولية وهذا يؤدي الی مزيد من التشرذم والتشتت والنفور!!
وبين هذا وذاك يتم استخدام أبناء البلد نفسه في تحقيق هذه الصناعة ونجاحها، المحزن بعد هذا كله أنك تشاهد الإفساد والحث عليه عبر قناة الدولة الرسمية!!
ففي مشهد من مسلسل ملاك الذي تعرضه قناة العراقية وانتاج شبكة الإعلام العراقي الذي يشارك فيه محمد السالم صاحب أغنية:” بس بس ميو” يدور الحوار بين ملاك ونسرين، فتسأل الأولی قائلة:
ـ گوليلي شنو هذا المقترح؟
ـ دزيله رسالة وگوليه اريد اشوفك باچر!
ـ اگلها ما اگدر اباوع بعيونه تگلي تدزيله رسالة وكوليله اريد اشوفك!
– اسمعيني، بس كتبيله اريد اصارحك بموضوع
ـ اييي واگوله احبك واموت عليك!!!
– لاااا انتي حتروحين بس مراح تحچين، راح تشوفين شنو رده فعله من خلال الكلام.. اسلوبه
اذا بقه مصر علی موضوع الصداقة انتي گوليه اني اضطريت اگول احبك گدام طليقي حتی اخلص منه واني اسفه!
ـ خوش فكرة
ـ واذا رحتي وصارحچ بحبه بعد ما اوصيچ بنص الكافتريا وجيبي ابوسه!!!
– ام البوسه اتحمست خل ادز له مسج!!
هذا مقتطف من الحلقة 13 وإلا فالمسلسل مليء بالتفاهة والتجاوزات والملابس الفاضحة والتشويه، ناهيك عن أداء الممثلين البائس!!
السؤال الآن: لماذا تنفقون أموال الشعب علی التفاهات؟ لماذا تلوثون سمع الجمهور وبصره؟
لماذا تظهرون هذه السياقات المشوهة علی أنها طبيعية وظاهرة في المجتمع؟
لماذا تحولت الدراما من خانة المعالجات والإمتاع والتطهير إلی خانة إفساد المجتمع؟
ومن يخلصنا من هذا الواقع المفروض علينا؟؟
https://telegram.me/buratha