بقلم بدر جاسم
هنالك مثل يقول (لا تسقط التفاحة بعيداً عن الشجرة) وهذا من البديهيات المُسلّم بها، وكذا يقيناً حال البنت مع أمها، وكيف تورّث الأم قيم الشرف والعفة والطهارة وتزرعها في وجدان ابنتها، أما حينما يحصل تهاون ولم يعد باستطاعة الأم نقل مجموعة القيم تلك، وقتئذ يظهر العجب!
نحن الآن أمام ظواهر مرعبة في مجتمعنا المحافظ، ففي الوقت الذي نرى فيه الأم محتشمة بالعباءة العراقية والإلتزام التام بالأخلاق، نرى البنت متبرجة سافرة ترتدي البنطال والملابس الضيقة! كأن الأم قد تخلّت عن مسؤوليتها في نقل تلك الرسالة العظمية، من الإيمان وحفظ ابنتها من الضياع!
إن التلوث الفكري الذي بدأ يظهر في السلوك والملابس، جاء نتيجة تراجع أداء رسالة الأم، وحيث أن هؤلاء البنات سوف يصبحن أمهات بعد بضع سنين، وسيكون مقود الأسرة وتربية جيل جديد في أيديهن، فهذا يعني المزيد من التراجع في الحشمة والحياء، وربما المنظومة الأخلاقية بأكملها!
إن تسليط الأضواء على هذه الظاهرة، وتحديد الأسباب ومعالجتها واجب على الجميع، كذلك يجب تنبيه الأب على مصير أسرته، هل هو راضٍ بهذا السقوط التدريجي؟! فإن أول تنازل بسيط ولأي سبب، سوف يفتح الباب لتنازلات أخرى، لذا على الأب والأم الحفاظ على أبنائهم من الانحلال الأخلاقي، فالأخلاق تمثل روح الإنسان وسمته الإسلامية.
هذه الظاهرة تسير تحت غطاء (الحرية الشخصية) التي إن سكتنا عليها الآن فسوف تقلب كل الموازين، وسيتغير المجتمع بالكامل في قادم الأيام! لذا نداء للجميع أن يأخذوا هذا الأمر على محمل الجد، ويولوه من الاهتمام ما يوفي قدره وحقه من الأهمية.
ويقيناً إن سكت الأبوين على هذه الظاهرة، وكذلك المجتمع دون أي ردع، فسوف تتمدد كثيراً وسوف تدمر المجتمع، ولات حين مندم!
https://telegram.me/buratha