ميثم العطواني
عندما يأتي يوم العاشر من محرم تتوج القيم ويرتسم الحزن على ملامح المبادئ المتألقة في سماء الوجود، تلك هي ثورة عاشوراء التي رسمت رموز القيم الانسانية بكل وضوح وجلاء في واقعة لم يكن لها نظير على مستوى التاريخ، وإنما كانت ثورة حضارية جسدت معاني الإنسانية بعظمة نهضة الحق ضد الباطل، وطوت مسافة آلاف السنين، واختصرت جانب الإستقراء، وسجلت انها ثورة متجددة في كل زمان ومكان من حيث الأسس والمعاني والمقومات، وما نهضة الثائرون في واقعة الطف إلا رمز التضحية من أجل القيم والمبادئ وطاعة القيادة المتمثلة بالإمام الحسين بن علي عليه السلام .
ان ثورة أبا الأحرار عليه السلام في يوم العاشر من محرم الحرام بإرض كربلاء جاءت لإعادة القيم وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتقويم اعوجاج قانون الحكم وانحراف عدالة الحاكم وتبديل قانون الله بجور السلاطين وطغيانهم وفسقهم، حيث كان هدف الثورة وشعارها المطالبة بالحرية التي يعتقد الطغاة دوماً انها تسقط عروشهم الخاوية، وهكذا تعلقت أنظار الشعوب بمادة "الحرية" فأصبحت هي المحور فضلا عن فقدان الحريات، إذ أصبحت الحرية في واقعنا تكتب حروفها على الورق ولا وجود لمعناها الحقيقي .
علينا في كل زمان ومكان ان نبحث عن أسس نهضوية نشحذ بها الهمم لنعيد الأمور الى نصابها، ولا نجد مهما بحثنا غير ثورة الإمام الحسين عليه السلام الذي يمثل بحق نهضة تهز عروش الظلم والطغيان .
https://telegram.me/buratha