ميثم العطواني
مازالت ماثلة أمام أنظارنا قصة السباح الكاذب الشهيرة، يدعي الغرق وينادي النجدة بأعلى صوته ويخدع الناس، حتى جاء يوم كان يغرق فيه حقاً، لكن أحداً لم يصدقه، وبيت القصيد هنا، أن كثرة الكذب تفقد المصداقية، لكن يبدو أن لدى الحكومات العراقية المتعاقبة رأي آخر !!، حيث أَجمعت تلك الحكومات منذ عام (٢٠١٠) وحتى قبل أيام قليلة على انسحاب القوات الأمريكية من العراق بموجب مايسمى الأتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين، وأراد الشعب العراقي ان يصدق السباح بمزاجه، إلا أن ما أعلن عنه اليوم وزير الدفاع الأمريكي للوفد العسكري العراقي الذي يناقش انسحاب القوات الأمريكية من العراق: "خطر د اعش مازل ماثلاً"، هو دليل كذب حكومات العراق المتعاقبة التي طالما هللت بتصريحاتها انسحاب تلك القوات !!.
يرصد هذه التصريح قضيتين في غاية الخطورة ..
الأولى: كذب الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام (٢٠١٠) والى يومنا هذا ونحن نعيش إكذوبة انسحاب القوات الأمريكية من الأرضي العراقية بموجب الاتفاقية الأمنية.
والثانية: تهديد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن العلني والصريح للوفد العسكري العراقي المتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية لبحث انسحاب القوات الأمريكية من العراق، الذي أشاره فيه الى أن "د اعش" صناعة أمريكية خطره لم ينتهي بعد في العراق !.
تصريح أوستن الذي تم تداوله في وسائل الأعلام الدولية و المحلية على أنه نصيحة يقدمها للوفد العراقي المفاوض، إلا أنه خطط زمنية مؤكدة تتحكم واشنطن بتفعيلها متى ما أقتضت مصالحها.
والسؤال ذو الضرورة المُلحة اجابته، هل تعلم الحكومة العراقية حجم اعداد القوات الأمريكية في العراق؟، وما هي أنواع واعداد الأسلحة التي بحوزتها في القواعد العسكرية؟، وهل يحق لقيادة العمليات المشتركة أو وزارة الدفاع العراقية زيارة القواعد الأمريكية للإطلاع على الكثير من الحقائق ذات السرية بحسب تصنيف الكونغرس؟.
رئيس تحرير جريدة البينة
رئيس تحرير وكالة السلطة الرابعة للأنباء
https://telegram.me/buratha