المقالات

جوبز العراقي و جوبز الأمريكي !!


 

يتصرف الإنسان في حياته العامة لاسيما الكثير ممن يحصل على منصب معين وكأنه يعيش مدى الدهر، فنجده يلهث وراء النسب في المشاريع والأرباح تارة، ولا يتوان عن الدخول في الرغبات تارة أخرى، متناسياً ان تأتي عليه لحظات قاسية تذكره بمصيرهُ الحتمي الذي سيؤول به إلى زوال، إذ يؤكد الملياردير ستيف جوبز، ان "في هذه اللحظة وأنا مستلق على سريري مريض وأتذكر شريط حياتي، أدرك أن كل سمعتي والثروة التي أمتلكها لا معنى لها في وجه الموت الوشيك".

 

الجدير بالذكر إن الملياردير ستيف جوبز رئيس مجلس إدارة شركة آبل، توفي عن عمر يناهز (56) عاماً نتيجة أحد الأمراض الخبيثة، وخلف ثروة قدرها سبعة مليارات دولار، وفي نهاية المطاف أدرك تماماُ إن الموت حق ولا مهرب منه مهما بلغت ثروة الإنسان من رصيد مالي او علمي او اجتماعي، حيث يقول: "حياتي هي جوهر النجاح، لكنني ليس لدي فرح كبير بما أملكه، في النهاية الثروة أصبحت مجرد رقم أو شيء من الأشياء التي اعتدت عليها، ويمكن للمرء أن يقتني أشياء مادية كما يحب، ولكن هناك شيء واحد لا يمكن العثور عليه عند فقده الحياة" .

 

جوبز الذي يعد أحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة، امتلك قصور فريدة من نوعها وعاش حياة فارهة لم يعيشها الكثير من الملوك ورؤساء الدول، بعد مرضه صار على يقين وحقيقة قد ذكرها، "إنه يمكنك استئجار شخص ما لقيادة سيارتك أو خادم لقضاء أغراضك أو توظيف قياديين لإدارة أعمالك وكسب المزيد من المال والشهرة، ولكن وبالتأكيد لا يمكنك استئجار شخص ما وبأي ثمن لحمل الألم أو المرض نيابة عنك" .

 

جوبز البعيد عن الله في حياته ولا يتعامل إلا بلغة الأرقام، أدرك في نهاية المطاف حقيقة أكد عليها القرآن الكريم قبل ما يقارب (1400) عام، "قل يتوفاكم ملكُ الموتِ الذي وكل بكم ثم إِلى رَبكم تُرجعون"، وكذلك الآية الكريمة "كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راقِ وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساقُ" .

 

متى يدرك (جوبز العراقي) الذي يدعي أنه قريب من الله وما أكثرهم حين تَعدهم، حقيقة الموت، ويدرك أن أمواله التي جمعها لن تنفعه بشيء، وإن مصيره إلى الزوال، ويحاسب على كل كبيرة وصغيرة، كما يدرك ان مال الشعب يستوجب براءة الذمة من الملايين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك