الحياة ليس فيها خلود ، الجميع متوجهون للموت ، وفي هذا الطريق يكتب بني البشر سجلاتهم التي سيأخذونها معهم ، فأما هذه السجلات تكتب بماء الذهب والكرامة والشرف والشجاعة وأما أن تكتب بماء النجاسة والذل والعار والخيانة والجبن ، فكل يعمل على شاكلته فالأحرار يجتهدون في مقاومة الظلم والاستبداد من أجل حياة أو طريق ليس فيه ذل او خنوع وشعارهم هيهات منا الذلة فيفوزون بالدارين فالحياة كانت لهم حياة كرامة وشرف وإباء وتنتظرهم الجنان في الآخرة ، ويبقى لهم الذكر الطيب والمحبة في قلوب الناس ، لأن الخلق مجبول على حب الصفات الحميدة والنبيلة والشجاعة والحرية والأخلاق الحسنة ، فتلاحظ عندما يستشهدون من أجل مبادئهم السامية تنهمر عليهم الدموع من شدة الحزن والقلوب بالانكسار والعواطف الجياشة ، و اما العبيد ( وإن كانوا ملوكا أو حكام او قادة او سياسين ) فأنهم أذلاء وخانعين منبطحين لسادتهم من ظلام ومستكبرين ينفذون ما يطلب منهم ويهبون ما لا يطلب منهم لأنهم تعودوا على عيش الذلة والخنوع فأنهم قد خسروا الدارين ، فالحياة عاشوا بها عبيداً اذلاء وفي الآخرة ستنتظرهم سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر ، وأما الشعوب فستلعنهم أحياءا و امواتا لأنهم قدموا كل ينفر منه الناس من خيانة وذلة وجبن وخنوع وأخلاق بذيئة ، فكم من ملك أو رئيس أو حاكم أو سياسي هلكوا ولم يحصلوا إلا على اللعنة والسباب وقد نستهم الناس بعد دقائق من موتهم وأن تذكروهم تذكروا سيئاتهم فلعنوهم ولعنوا كل من يرتبط بهم ويسير على خطاهم ، وأما الأحرار فأن ذكراهم سلوه وبطولاتهم قصص تروى للأجيال وأخلاقهم عبر تعتبر بهم الشعوب وجهادهم تجارب تتعلم منها الشباب وشجاعتهم دروس تقتدي بها الشجعان و استشهادهم غايات تنظر لها الأحرار بشغف وعشق وشخصياتهم نماذج تقتدي بها الأجيال وهكذا سيكون سيد المقاومة السيد حسن نصر الله قدوة وملهم لجميع الأحرار لأنه أستشهد واقفا ولم ينحني للاستكبار في العالم الذي أنحنى له أغلب القادة والحكام والملوك وقدم نموذجاً رائعاً للبشرية في موت الأحرار وقال لهم هكذا يموت الأحرار .
خضير العواد
https://telegram.me/buratha