المقالات

الانفعال بين المزاج والواقع


في خضم وسائل الاعلام المتعددة والمتنوعة وتقنية اجهزة الاتصال وثورة السوشيال والذكاء الاصطناعي جعل الامور تلتبس على كثير ممن يتابعها ، واصبح في حيرة بين ما هو صحيح وما هو كذب ، وبين هذا وذاك اصبح بيد الطواغيت استخدام الكذبة لدراسة كيفية اتخاذ قرار مثلا نشر خبر كاذب يمس ثوابت معينة لجهة معينة لمعرفة ردود الافعال فان راتها شديدة تقوم بتشخيصها اولا وثانيا انكار ما نشرته وان رات الردود ضعيفة اقدمت على ما تريد ان تقوم به .

ايام القلم والورقة والاستنساخ كان اصحاب الاختصاص يعرفون الحديث المزيف والمدسوس بخبرتهم وتصبح الورقة وثيقة ، ماذا نفعل اليوم عندما ينشر خبر على موقع معين ويمكن حذفه بعد ذلك بل يدعي صاحب الموقع ان موقعه مخترق وامكانية التحقق من ذلك لا يمكن لان اصل هذه التقنية والخدمة والمغذي لها هي بيد قوى الشر العالمي .

هنا على المتلقي ان يكون حريصا ودقيقا في تلقيه الخبر وردة فعله ، فمثلا عندما نشرت قناة 14 الصهيونية صورة السيد السيستاني باعتباره مستهدف للاغتيال ، ثارت ضجة وانتقادات لذلك ومن اهم من صرح بهذا الخصوص السفارة الامريكية في العراق رافضة المساس بالسيد باعتباره قامة مهمة ورجل سلام وله مكانة في العالمين العربي والاسلامي ، وبحكم خبرة العراقيين عن سياسة امريكا والكيان فانهم لا يصدقون بهم بل انهم منافقون بدرجة الامتياز ، ظهرت قناة مجهولة تتحدث عن راي قناة 14 بانها اي القناة الصهيونية قالت ان ظهور صورة السيد السيستاني كانت عشوائية وليس المقصود المساس به وان الفنيين عن اخراج الاخبار كانوا منهكين فوضعوا الصورة دون قصد ، من هذه القناة التي بثت هذا التصريح ؟ مجهولة ، هل يستبعد انها من ادوات الصهيونية ؟ كلا

بينما مؤيدو السيد لا يتهاونون في السكوت على هكذا استفزاز حتى وان كان كذبا لانهم يعلمون ان سكتوا فالكيان سيتمادى اكثر .

على الجانب الاخر هل السيد السيستاني شخص مرغوب به لدى الصهاينة او امريكا ؟ من المؤكد كلا والف كلا ، هل يصعب على الكيان او امريكا معرفة مقر اقامته ؟ ايضا كلا والف كلا ، وكذلك هل يخشى السيد السيستاني الموت اذا ما فكر الكيان بذلك ؟ ايضا كلا والف كلا ، ولكن تعلم الصهيونية وامريكا سيكون الرد عنيفا بكل ما له علاقة بامريكا والكيان هذا من داخل العراق واما الراي العام العالمي سوف لا يقل تنديده واستنكاره بحق من يقدم على هكذا عمل ارهابي ـ لا سمح الله ـ عن اي حدث ارهابي عالمي ، اعلم ان التنديدات والاستنكارات فضفضة لسان لكن شكل من اشكال التعبير عن وجهة نظر فقط بلا تاثير ـ .

نعم السيد السيستاني رجل السلام لكن اي سلام هذا يريده السيد ؟ السلام الذي لا ينتقص من وطن الاسلام وعقيدة الاسلام ومقدسات الاسلام ويكفي فتوى الجهاد الكفائي التي ضرب فكرة السلام عرض الحائط لان الامر يختلف عن ما يجب ان يكونوا عليه .

الامر الرائع عند السيد السيستاني لهكذا تفاهات وقد سبقها الكثير مثلها ايام الاحتلال الامريكي انه لا يتعامل معها بانفعال او باهتمام لكن يتابعها بدقة وهو الحكيم في رايه الثاقب وتصوره الصائب ، حتى ان رامسفيلد الامريكي اشاد بحكمة الرجل وانه لا يرد على هكذا تفاهات .

تحت شماعة الحرية وخصوصا حرية الاعلام بان دول البهرجة الديمقراطية تدعي ان لها قناة رسمية واحدة تنطق باسم الحكومة وان بقية القنوات هي تابعة لمالكيها وليست رسمية تحت غطاء حرية الاعلام ، وكأن يصعب على رئيس الحكومة او الاستخبارات او من له اليد الطولى بالقرار ان يمول هكذا قنوات لتبث نواياهم الشريرة .

هنالك جريدة في العراق اسمها الوثائق العراقية ايام الطاغية ـ لا زالت تصدر اليوم ـ لا يتابعها اغلب العراقيين كان ينشر فيها قراراته الطاغية مثلا صرف كذا مبلغ الى طه الجزراوي او بناء قصر الى عزت الدوري وهكذا فعندما يتحدث عن ذلك يقول قد نشر الخبر في الجريدة الرسمية وامام الراي العام العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك