أبو فاطمه الشويلي
في التاريخ الإسلامي ارتبط اسم جيش يزيد بالوحشية والقمع خصوصاً في واقعة كربلاء التي شهدت مقتل الإمام الحسين بن علي (ع) وأطفاله وأصحابه بطريقة دموية لا تنسى هذا الجيش كان أداة للطغيان والظلم تماماً كما نرى اليوم في ممارسات جيش العدو الإسرائيلي الذي يواصل ارتكاب المجازر بحق الأبرياء مستهدفاً الأطفال النساء الشيوخ وحتى القادة
عند دراسة أحداث كربلاء وما فعله جيش يزيد نجد أوجه تشابه مؤلمة مع ما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين في كربلاء سالت دماء الأطفال والأبرياء بلا رحمة واليوم يتكرر نفس المشهد في غزة والضفة الغربية أطفال فلسطين يعانون كما عانى أطفال الحسين ولكن الفرق اليوم هو أن العالم يرى ويسمع ومع ذلك يختار الصمت كما صمت أمام جرائم جيش يزيد
استهداف الأطفال هو جزء من سياسة العدو الإسرائيلي التي تعكس أقصى درجات العنف والظلم فكما لم يرحم جيش يزيد أطفال الحسين في كربلاء لا يرحم الاحتلال الإسرائيلي الأطفال الفلسطينيين مناظر الأطفال الشهداء في حضن أمهاتهم في غزة تشبه تلك المآسي التي عاشها أطفال كربلاء حيث يتحمل الأطفال عبء ظلم لا يعرف حدوداً
إلى جانب الأطفال يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي القادة الفلسطينيين في محاولة لكسر إرادة المقاومة الفلسطينية وتدمير معنويات الشعب القادة مثل الشهيدين إسماعيل هنية ويحيى السنوار ليسوا مجرد شخصيات سياسية أو عسكرية بل هم رموز للنضال الفلسطيني كما كان الحسين رمزاً للحق في مواجهة جيش يزيد
إسرائيل بعمليات الاغتيال التي تستهدف قادة المقاومة تسير على نفس النهج الذي اتبعه جيش يزيد في محاولة تدمير روح الثورة ومع ذلك تظل المقاومة هي الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني وكما انتصر الحسين بفكره وقيمه سينتصر قادة المقاومة بإرادتهم وعزيمتهم المدعومة من شعوبهم
السؤال المطروح اليوم هو أما آن لجيش يزيد المتمثل بجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يتوقف أم أننا سنرى التاريخ يعيد نفسه حيث يعتقد الظالم أن القوة والعنف هما السبيل للاستمرار حتى يأتي اليوم الذي يلقى فيه نفس المصير الذي لاقاه كل طغاة التاريخ.
https://telegram.me/buratha