شخصية ليس من السهل تكوينها او تهيئتها او تربيتها في زمن تلاشت به المبادئ وندر فيه الصدق وقلت فيه الأمانة وعزة فيه الشجاعة وذبل فيه الوفاء وانمحى من الوجدان نكران الذات ، في زمن تعاظمت فيه قوى الاستكبار وسيطرت على جميع حواس الإنسان وقامت تحركه كيفما تشاء وتلبسه مثلما تريد وتشبعه ما تحب وتغسل عقوله بأفكار وثقافة الشيطان اي لم يصبح الإنسان انسان بل دمية منزوعة العقل والإرادة والقرار ،في هذه الأجواء والظروف يثور رجل لبنان من بين ركام هذا الزمان ويجعل البشرية تنصعق تعجبا لوجود هكذا انسان يحطم اغلال عبودية الشيطان وقوانين الحكومة العالمية الواحدة ويجعلها تحت نعله ويقفز عليها وعلى جميع قوانينها وانظمتها ومؤسساتها وجعلها بالية وأثبت انها اوهن من بيت العنكبوت بعد أن كانت المملكة التي يركع لها كل الطواغيت في العالم ،اذا قال فعل واذا أخبر صدق واذا هدد او وعد اوفى اصبح خطابه حديث العالم بل ينتظر خطابه ويسمعه بكل ما يملك من حواس قادة البيت الأبيض وهم قائمون شابحة اسماعهم وعيونهم لصوته وحركات يده و وجهه يفكرون في كل كلمة تخرج من شفتاه وفي كل حركة تظهر من يداه ، حتى اصبح القوة الاولى في العالم التي يهابها الأعداء قبل الأصدقاء ويحسب لها ألف حساب ، أخذ بيده الضعفاء وجعلهم في قمة القرار اللبناني بعد كانوا مجرد ارقام يكتبها الآخرون ، ربى شبابا جعلهم في وسط البركان نائمين وفي المعارك واقفين ومتعتهم وسرورهم في بذل الأنفس رخيصة من أجل المبادئ وحقوق المظلومين ، فأتحدة الشر ونسق العمل و وحدة الخطط للتصدي لهذا الاسد، لانه اصبح التهديد الأكبر لحكومة العالم الأوحد، فأستعملوا كل أدوات الشر والخيانة والرذالة والانحطاط من أجل قتل بذرة الحرية في قلوب جميع الاحرار في العالم ، جابههم وقاتلهم بالرغم ما قدموه له من اغرأأت وتسهيلات يسيل لها لعاب أغلب الناس ولكنه ابى وردد كلمات سيده وامامه وقائده ومثله الإمام الحسين عليه السلام هيهات منا الذلة ولم يهادن او يضعف بل تسامى في الشجاعة والفداء ولم يتزحزح من موقفه وهو يرى ويسمع سقوط أقوى واشد واشر قنابل صنعتها القوى الشيطانية ولم يأبه بهم بل بقى واقفا يصرخ اننا لا نهزم عندما ننتصر ننتظر وعندما نستشهد ننتصر ، وبفقده خسر الاحرار لسانهم وخطابهم وقوتهم ومنعتهم و تحديهم و وعيدهم فحق لهم الحزن والبكاء والتألم على فقدان أمل و صوت وهيبة الحق في العالم .
خضير العواد
https://telegram.me/buratha