الدكتور عبد الله علي هاشم الذارحي
انظروا إلى إسلامنا الحنيف وحقيقته كيف يعلم من لا يعلمون حقيقته، هذه الحقيقة نطق بها وكتبها الأسير الإسرائيلي الروسي، لقد أثنى بعد إطلاق سراحه يوم السبت الماضي عن معاملة رجال سرايا القدس والقسام وعن الإسلام وعن كيان العدو ..
فبعد أن قرأ مجاهدًا من سرايا القدس قرار الإفراج بالعربية على الأسير “الإسرائيلي” ألكسندر توربانوف” قال مبتسما: “الحمد لله”..
وبعد الإفراج عنه نشرت سرايا القدس مشاهد من تسليم الأسير الإسرائيلي ألكسندر تروبانوف ضمن الدفعة السادسة في قطاع غزة في إطار المرحلةالأولى من “صفقة طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى..
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن السفير الروسي في تل أبيب، أناتولي فيكتوروف قوله: من دواعي السرور أن يكون من بين المحرَّرين من غزة كجزء من الاتفاق بين إسرائيل وحماس اليوم ألكسندر تروبانوف، الذي يحمل أيضًا الجنسية الروسية، ولأجل إطلاق سراحه بذلنا كل جهد ممكن..
بعد ذلك تداول عدة ناشطين عدة مشاهد لتجول الأسير الأسكندر تروبانوف،بعد الإفراج عنه،والكلام الذي كتبه وعبر فيه عن إعترافه بالحق وأهله، وقال مخاطبا
المجاهدين في غزة العزة مايلي:-
“جميلكم محفور في وجداني، فخلال498 يومًا عشتها بينكم، تعلمت معنى الرجولة الحقّة، والبطولة الخالصة، واحترام الإنسانية والقيم، رغم ما تعرضتم له من عدوان وإجرام..
كنتم أنتم المحاصرون الأحرار، وأنا الأسير وأنتم الحراس على حياتي، اعتنيتم بي كأب رؤوف بأبنائه، حفظتم علي صحتي وكرامتي وأناقتي، ولم تسمحوا للجوع أو الذل أن يمسّني، رغم أنني كنت في قبضة رجال يقاتلون لأجل أرضهم وحقهم المسلوب تقاتلهم حكومة بلادي التي تمارس أبشع إبادة بحق شعب محاصَر..
لم أكن أعرف معنى الرجولة حتى رأيتها في أعينكم، ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشتها بينكم، حيث كنتم تواجهون الموت بابتسامة، وتقاومون بأجسادكم العارية عدوًا يملك كل أدوات القتل والدمار. مهما أوتيت من فصاحة وبلاغة، فلن أجد من الكلمات ما يفيكم قدركم، وما يعبر عن دهشتي وإعجابي بسموّ أخلاقكم، أهكذا يعلّمكم دينكم أن تعاملوا به أسراكم؟..
أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية، وتتهاوى بجانبه كل بروتوكولات التعامل مع الأعداء،
لقد طبقتم العدالة والرحمة في أصعب اللحظات، ليس بشعارات زائفة، بل بواقع عشناه، والتزمتم بمبادئكم حتى في أحلك الظروف..
صدقوني، لو كُتب لي أن أعود إلى هنا يومًا، فلن أعود إلا مقاتلًا في صفوفكم، لأنني عرفت الحق بأهله، وأدركت أنكم لستم فقط أصحاب الأرض، بل أصحاب المبدأ والقضية العادله ..؛”انتهى..،
مماسبق يتبين معاملة المسلمين لأسراهم، وهي معاملة تمليها عليهم قِيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، بينما معاملة العدو لأسرى المسلمين تشذ عن كل القيم والمبادئ والقوانين وكل شيئ، الفرق فعلا واضح ولا وجهة للمقارنة غير القول، فأين الثُريا واين الثَرىٰ وأين معاوية من علي؟
ولاشك أن هذا الإعتراف يعتبر شاهدٌ من الإسرائيليين بالحق، وهذا بحد ذاته يعتبر نصر لحماس وللمقاومة.
https://telegram.me/buratha
