المقالات

تشييع سيد العشق تحت سماء التحدي: طائرات العدو تحلق وأولاد الزنا في صمت.. وثورة المختار تقترب..!

712 2025-02-26

كاظم الطائي 

لم يكن استشهاد الشهيد نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) مجرد حادثة عابرة في تاريخ الأمة، بل كان لحظة كاشفة، عرّت الوجوه المتآمرة، وأظهرت الفرق بين الأحرار والخانعين. فبينما كان أبناءه وأتباعه وأنصاره يشيعونه تشييعًا يليق بمقام العشق والتضحية، كانت طائرات الكيان الصهيوني تحلق فوق المشيعين، في رسالة تحدٍّ واضحة، أمام عيون المنبطحين الذين لم يحركوا ساكنًا، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأنهم قد تواطؤوا بصمتهم وخنوعهم مع العدو الذي دنس سماء الشهادة.

 

خيانة المنبطحين وتواطؤ أبناء الزنا

 

ما أشد الألم حين يكون العدو واضحًا، لكن طعنة الخيانة تأتي من الداخل. لم يكن للكيان أن يجرؤ على ارتكاب جرائمه لولا من تواطؤوا معه وسهّلوا له الطريق. هؤلاء، الذين لا شرف لهم ولا كرامة، وقفوا متفرجين على الطائرات التي دنّست سماء التشييع، وكأن دماء الشهيد لا تهمهم، وكأن العشق الذي جمع الملايين حوله لا يعني شيئًا لهم.

 

وبينما كان موكب العشق يزف الشهيد إلى مثواه الأخير، كانت طائرات العدو تحوم فوق المشيعين في استعراض وقح لجبنهم وإرهابهم. والأدهى من ذلك، أن هذا المشهد كان أمام مرأى ومسمع الذين ينصبون أنفسهم قادة لهذا البلد، هؤلاء الذين لم يحركوا ساكنًا، ولم ينبسوا ببنت شفة، بل اكتفوا بالمراقبة كما لو أن ما يحدث ليس شأنهم.

 

التشييع: بيعة متجددة للثأر

 

لكن كما كان هناك خونة، كان هناك أوفياء لا يُشترون ولا يُباعون. وقفوا في وداع الشهيد، ليس فقط ليبكوه، بل ليجددوا العهد، مؤكدين أن دمه لن يذهب هدرًا، وأن الأقدار ستصنع ثائرًا جديدًا، تمامًا كما خرج المختار الثقفي (رضوان الله عليه) بعد كربلاء، ليقتص من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام).

 

اليوم، الأمة تحتاج إلى مختار جديد، ليثٌ يخرج من رحم العشق والثورة، ليحمل الراية، ويعيد للأحرار كرامتهم، ويحاسب كل من خان وتآمر وركع للعدو.

 

هل يصنع القدر ثأرًا جديدًا؟

 

إذا كان التاريخ قد أنجب رجالًا مثل المختار الثقفي (رضوان الله عليه)، فإن دماء الشهيد نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) لن تجف دون أن تلد رجاله الجدد. فما دامت الأمة تنبض بالعشق والوفاء، فإن موكب الثأر لن يتوقف، ولن يكون التشييع مجرد وداع، بل بداية لمرحلة جديدة من المواجهة والصمود.

 

زمن المختار لم ينتهِ

 

قد تظن قوى الشر أنها باغتيال الشهيد نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) قد أطفأت نوره، لكنهم لا يدركون أن كل شهيد يولد من دمه ألف ثائر. وكما أنجبت كربلاء المختار، فإن هذه الأمة لا بد أن تنجب اليوم من يحمل راية الثأر والكرامة، ويكتب بدمه عهد الوفاء لسيد العشق والتضحية.

 

إن الطائرات التي حلّقت فوق موكب العشق ليست إلا نذيرًا بأن المواجهة لم تنتهِ بعد، وأن العدو يعرف جيدًا أن هذا الدم سيُنبت ألف مختار جديد، سيكمل الطريق، وسيعيد للأمة شرفها وكرامتها المسلوبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك