المقالات

إلى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام: هل قرأتَ رواية "أحدب نوتردام"؟

1117 2025-05-31

خُيِّلَ إليَّ، للوهلة الأولى، وأنا أُصغي إلى تخرُّصاتك بحقّ سلاح الحزب الذي حماك، وحمى رهطك، وبلدك، واستنقذكم من فم الشيطان، أنّ المتحدِّث ليس سوى كيم جونغ أون، ذاك الذي يُرعبُ العالم بتصريحاته النوويّة!

لكنني، ما لبثتُ أن أبصرتُ أمامي "أزميرالدا" فاتنة نوتردام، الشقراء الباريسية التي طمع فيها الجميع، فإذا بي أراها تعرض خنجرها للبيع، خنجرها الوحيد، وسط وحوشٍ بشريّةٍ تتربّصُ بها، وتنتظرُ اللحظة المناسبة للانقضاض عليها، ولسلبها ما تبقّى لها من شرفٍ تسيرُ به بين الناس.

تخيّل يا سيادة الرئيس!

أنْ تُقدِم تلك الحسناء على التخلّي عن سلاحها الوحيد، عن كرامتها، عن شرفها، عن وسيلتها الأخيرة للدفاع عن نفسها!

لبنان، يا سيادة الرئيس، هو تلك الفاتنة التي يطمع بها الجميع، والخنجرُ الذي بين يديها هو سلاح حزب الله، السلاحُ الذي قطع – وما يزال – أيادي ورؤوسًا عفنة، ظلّت تتحيّن الفرصة للانقضاض على لبنان وأرضه وشعبه، لإعادتهم إلى حظيرة الذلّ والاحتلال والمهانة.

هل صحيحٌ ما سمعناه منكَ في منتدى دبي للإعلام؟

بماذا وعدوكَ "الصهاينة العرب" و"الإسرائيليون" مقابل دعوتك إلى نزع سلاح الحزب؟

بالكرسي؟ بالمال؟ بالجاه؟ بالصَّولجان؟

ألا تعلم أنّك لم تبلغ سدّة الحكم لولا ذاك السلاح، الذي لولاه لكنتَ ولبنان من الماضي السحيق، من طيّات النسيان؟

وأين وعودكَ التي أطلقتها يومًا: تحرير الأرض؟ إعادة الإعمار؟

كيف اختزلتَ كلّ ذلك في شعار "التخلّص من سلاح حزب الله"؟

وهل تظنّ حقًّا أنّ سيادة لبنان، وأمنه، واستقراره، ستُصان إذا رُفع هذا السلاح؟

وهل صدّقتَ فعلًا إعجاب اليهوديّة مورغان أورتاغوس بمواقفكَ العدائيّة تجاه الجمهورية الإسلامية وثورتها؟

هبْ أنّ مشروعك الذي أطلقتَه من دبي تحت مسمّى "أزمة وطنية"، وتحقيق "التحرّر من ثنائية السلاح والقرار"، قد رأى النور، فهل سينفعكَ ذلك إن اجتاحت الدبّابات الإسرائيليّة الحدود، وانطلقتْ نحو قصر بعبدا؟

فاعلم، أيّها الرئيس...

لا وطنَ، ولا سيادةَ، ولا كرامةَ، بل ولا هويّةَ، من دون سلاح حزب الله، ذاك السلاح الذي كان وما يزال، وسيبقى الحصنَ الحصين، والدرعَ الواقي، والمخلبَ الفولاذيّ الذي يُرعب أعداء لبنان، أعداء الصمود، والتضحية، والشهادة، والانتصار.

وإنْ دونَ هذا السلاحِ لَخَرْطُ القتاد!

ما عجزت عنه "إسرائيل" في ساحات الجهاد، لن تُحقِّقه أنت، ولا حكومتك المنحرفة عن مطالب شعبها، لا في الواقع ولا في الأحلام.

فلا وجود لبلدٍ اسمه "لبنان" دون حزب الله وسلاحه، الذي ما فَتِئَ حاميًا ومدافعًا ومضحِّيًا.

وستُقطعُ – لا ريب – كلُّ يدٍ مريبةٍ، مشبوهةٍ، خائنةٍ، تمتدُّ لذلك السلاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك