المقالات

نكون أو لا نكون

1956 14:30:00 2006-07-29

بقلم: عبد العزيز الهرموش

عبدالعزيزالهرموشazizharmosh@yahoo.comنكون أو لا نكون تساؤل قديم جديد ,بالأمس سأله الكثيرين كلٌ حسبما رأى أين يوجه السؤال وبأوقات وصيغ مختلفه ,منهم من سأل نفسه"متى يصير بينه خير" وكان السائل لم يجد من ينصفه بعدما هُضم حقه ولم يستطع فعل شئ لمن سلبوه ذلك الحق ,وهذا النوع من المتسائلين يحدوه الأمل بأن يتغير واقع من يمارس عليه الظلم ليحل محله من يعتقد أنه لا يظلمه لكونه شيعى ,ومن الناس من سأل من يثق بهم ولا يخاف وشايتهم "ما راح نخلص من هالضيم الى علينا "وهى من أقوى جُمل التحريض في ذلك الوقت على الظالم ,وتعبّر عن ضيق ممر النجاة وأحباط شديد أما أكثر الأسئله شيوعا ذلك السؤال المصحوب بآهات أحيانا وأحيانا أخرى بدموع لا تخلو من أحمرار,ولكن نوعية السائل هنا مختلفه تماما أما من أمٌ أعدم ولدها ,أو طفل فقد أبيه ,أو زوجة جعلوها أرمله,أوأخ تأكد أن أخاه دُفن حيا كل هؤلاء كان سؤالهم "اللهم أنتقم من صدام وأعوانه"صحيح أنهم مختلفون بالجنس والعمر والأنتماء العشائرى والمناطقي ولكن العامل المشترك بينهم هو المذهب الشيعى بلا شك أن كل عراقى شريف كان يتطلع الى يوم زوال الدكتاتوريه الصداميه ,ولكن تطلع المقهورين من الشيعه والكورد كان مختلف كليا كان تطلع الى تحقيق الكينونه ,والشعور بالمواطنه الحقه ,فى وطن تعود خيراته لهم ولمستقبلهم أما اليوم وبعد مضى ثلاث سنوات وربع السنه لم تتحقق الكينونه المرجوّه للجانب الشيعى من العراق ,فلا زلنا مكانك راوح وعلى كل الصُعد ,الا من تبؤ مناصب سياسيه لا تخلو من العراقيل جراء تغلل زمره من المنافقين الطائفيين لا يكترثون ألا لمصلحتهم الخاصه ومصالح بعض الدول العربيه التى يعتبرونها عمقا طائفيا لهمفبعدما تبين أن كل ذو توجه معين أو مذهب مختلف يعمل بأطاره الضيق ويلهث وراء تحقيق مآرب تعود بالفائده على أقليه من الشعب أو أعطاء دور أكبر لمن لا مكان لهم فى عقول وقلوبالعراقيين وخصوصا بعد تجربه مريره دامت أكثر من ثمانيه عقودعجاف أن واجب من يمثل الأكثريه من الشعب العراقى ,أن يخلص العمل فى خطين متوازيين للعراق كبلد واحد , ولتحقيق طموح الشيعه فى العراق الذين يمثلون الغالبيه السكانية والجغرافية فلا حرمة أو كراهة فى ذلكأن من حق الشيعه العراقيين أن يستعيدوا حقوقهم السياسيه التى حرموا منها وضمان عدم التعرض لها من أى طرف كانويتم ذلك دستوريا وجغرافياو بعد ان ضمن الدستور لهم حقهم و خصوصيتهم المذهبية كما هي معترف بها لباقي الاديان والمذاهب بحكم الجغرافية المساندة لهم,أوالكثرة العددية للمذهب او الدين الذي ينتمون اليه. يجب فرض الاعتراف بعروبة الشيعة على أي طرف تربطه بالعراق علاقات دوبلوماسيه وتجاريه غيرها ,ولنا من تخرصات وخزعبلات بعض العرب درسا كبيرا لعدائهم للحاله العراقيه بسبب حصولالشيعه على حقوقهم السياسيه وعزوفهم عن تفعيل الدبلوماسيهالبينيه أوالأمتناع عن التمثيل الدبلوماسى مع العراق بحجة الأحتلال متناسين لهثهم وراء الأعتراف بالكيان الصهيونى المحتلومن البديهىأن فى عدم هضم حقوق المواطنين هو أستقرار سياسى وأقتصادى وأجتماعى ولا يفوتنا تجربة صدام الطائفيه التى جعلت حالة أعتقاد أحقية حكم العراق لطائفه السنه تزداد عند الطائفيين من السنه, مما جعلها معظله على الواقع العراقى بعد أنهزام البعثفمن واجب الشيعه العمل على تكريس حقهم بأن يكون لهم كيانذو ملامح سياسيه ودينيه معترف به ومحترم من قبل الآخرينوالعمل على جعل هذا الطموح واقعيا بتجاوز الأختلافات الحزبيهوالتى لا يستطيع أن ينكرها أحد ,وجعل المرجعيه العليا ,التى يثق فيها الجميع هى المرشد والموجه ,وأن يكون الموقع الجغرافى للشيعه معنون مع أحترام حق باقى الأقليات فى هذا الموقع الجغرافى و لكى لا يكون للمندسين فرصه للعبث بأمنه وأن يتم العمل على تطوير المدن الشيعيه أسوة بباقى مدن العراقمع الحفاظ وتطوير الرموز مثل أضرحه أهل البيت وجعلها محطات عالميه دينيه وأدخال التكنلوجيا بمفاصلها وتأهيلها من جديد لتكون مرجعية شيعة العالمفالزمن كفيل بأن يفرض علينا ما يجب فعله للحفاظ على مقدراتنا التى أهدرت وأمكانياتنا التى عُطلت وخصوصيتنا المذهبيه التى حُوربت وقمعت أن من لا يتّعض من دروس الماضى والحاضر الممتلأ حقدا على شيعة العراق يكون مشاركا بالعدوان على الشيعه وسيشارك بقتل أبنائنا وأحفادنا لأن كل المعطيات تؤكد أن العدوانيه ضد الشيعه متأصله ولها تأريخ فى داخل العراق ومن دول عربيه جاهر زعمائها بذلكولا شك أن شعار وحدة المصير والعدو المشترك الذى أنخدع به الكثير من الشيعه وعلى مر السنين الطويله كان سببا فى تعطيل ولادة كيان شيعى مستقل ,لقد أستعمل القومجيه هذا الشعار لرفد تسلطهم وقمع كل فكر ينشد العدل والمساواه ولا شك كان فى الطليعه الفكر الشيعى ,لقد كانوا يستنجدونبالأمه العربيه لأعانتهم بالمال وأرسال الجيوش فى حروبهم مع أسرائيل تحت هذا الشعار وخصوصا على الجبهه الأردنيه والمصريه ,مما أستنزف أموال وأنفس أتّضح أنها ذهبت للدفاع عن مصالح قطريه بحته , حيث أن نفس الأصوات وقفت ضد لبنان والعراق لأسباب طائفيهوالأمثله كثيره فى الحاله الوهابيه والسلفيه الرجعيه والقومجية والعروبيين الاستئصاليين, تجعل من المفروض علينا التفكير الجدى بأن يكون لنا دورا موازيا ونظير ومستقل فى المشاركه بقضايا الأمه ولكى ننتهى من معضلة نكون أو لا نكون
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك