المقالات

بين الثورة الايرانية وحرب حزب الله

1844 14:34:00 2006-07-29

بقلم: مروان توفيق

عند قيام الثورة الاسلامية في ايران ضج العالم بذلك الزلزال القوي غير المتوقع وكانت امريكا واسرائيل من اول الدول التي تباكت على حليفها الشاه وعلى نظامه الذي امن المنطقة لزمن طويل من صحوة المارد الاسلامي . و بعد تاريخ طويل ونضال مرير انتصرت قوى الخير في ايران لتعصف بامال الكثير من الدول التي ظنت ان الثورة ما هي الا انتفاضة سيقضى عليها, لكن الثورة انتصرت لتقيم نظاما جديدا انشأ قوى ثالثة في الحرب بين المعسكر الغربي والمعسكر الشيوعي, نظاما أسرى قوة جديدة غيرت كثير من المفاهيم لدى شعوب المنطقة بل في العالم اجمع وازاحت الثورة الغبار عن مذهب جهلته جموع غفيرة من الناس ومن المسلمين لتضمحل افكارا مشوهة عن الاسلام عامة وعن المذهب الشيعى خاصة, افكارا كانت معشعشة في عقول اجيال , سرت تلك الافكار والمفاهيم الجديدة كنهار يبدد ظلمة مئات السنين من الاجحاف بحق مذهب الثورة. ونتيجة لذلك انتبه كثير من الناس الى حقائق كانت مطموسة عن عامة المسلمين فتغير الكثير ممن كان يبحث عن الحقيقة فسقطت مذاهب واحزاب لتنبري الحقيقة الناصعة لترشد من ضل في بحثه عن مصدر النور. لاقت الثورة في بداياتها وحتى يومنا هذا الكثير من المحاولات لتدميرها والقضاء عليها وكان من اكبرها الحرب التي شنها نظام البعث المقبور في العراق ولاقت تلك الحرب العدوانية الكثير من المساعدات من انظمة العرب الخاوية التي خشيت من سريان عدوى الثورة الجديدة لشعوبها. فاغدقت تلك الانظمة الخاوية على اعداء الثورة العطايا على من حارب الجمهورية الفتية . وانبرى المتعصوبون من اليمين واليسار بنقد الثورة وحربها بالدعايات المغرضة وبالادبيات الرنانة فاليسار اتهمها بالرجعية والتخلف واليمين اتهمها بالمروق من خط الدين ومذهب السلف. وبدا للعوام ان الثورة لا تحتكم للمنطق والسياسة فهي في حربها مع الغرب الرأسمالي تكيل لليسار الشيوعي الاتهامات والانتقادات وكأنها تحارب العالم لوحدها دون سياسة أو حنكة وفات الكثير ان الثورة لا تحتكم الى القوانين والنظم المعهودة وهي اذن على شفا حفرة من انهيار قادم سيعصف بها وبعنجهيتها غير المفهومة. ولكن تمضي الايام لتقف الثورة على قدميها محاربة العالم كله لتزيدها الضربات الموجعة قوة وتصميما. ولاول مرة في التاريخ الحديث تنزوي القوى الكبرى في تقهقرها امام هذا المارد العجيب وتصيب اللوثة الكثير من قادة الدولة المتجبرة وتنتهي روسيا متفتتة بعيد سنين قلائل من التحدي الفكري للدولة الفتية وتتخبط القوة الرأسمالية الكبرى لتخسر حلفائها في افغانستان بعد ان كانت تأمل في عدوان جديد على ايران في غربها ثم لا تلبث ان تأتي للحفاظ على حليفها في العراق لتجهز على نظامه في ورطة فادحة. اليوم الحرب في لبنان لها عين الحالة, الكل يتهم هذا الحزب الذي هاجم اقوى دولة في المنطقة بالرعونة ونفسها الدول المسلمة الخاوية تنظر لهذا الحزب الفتي نظرة المقت التي نظرتها من قبل لايران الاسلامية وتحاول بشتى الاساليب ضعضعة هذه الحرب التي تبدو غير متكافئة, منتقدة هذا الحزب الذي نكد العيش الرغيد لاصحاب الملايين من ملوك وحكام العرب . فماذا ستكون النتيجة يا ترى, اصحاب اليسار الذين تباكوا على شيوعيتهم التي ماتت يكيليون الانتقادات الى رعونة الحزب ويتهمونه بولاءه لايران عدوهم الرجعي المتخلف, واهل اليمين يخافون من نهار جديد سيفضح ظلماتهم فيستعينون بفن السياسة وفذلكة الكلمات ويطعموها بعدم الرمي في التهلكة وان كانوا هم في اسفل التهلكة, انظمة خاوية متهالكة تنام على ذهب العالم لكنها ويا للتعاسة تعيش على جرعات المساعدات من الدولة المتكبرة وترتمي في احضانها خوفا على العيش الرغيد المخادع. حرب لبنان بل حرب حزب الله في لبنان زلزال اخر سيفضح المزيفين وستوقد ثورته النار في نفوس الحيارى الضائعين المتمسكين بدين يقدس اطاعة ولي الامر وان كان ظالما ما اقام الصلاة ويرضى بالخنوع من اجل حب السلامة والعيش الهنيئ. حرب الجنوب هذه ستقلب مفاهيم هذا الجيل كما قلبت ثورة الامام في ايران الافا مؤلفة من الناس. الحريصون على انتصار الجنوب في لبنان يتأسفون على التضحية الكبيرة من اجل الاحزاب العربية في الارض المحتلة تلك الاحزاب التي تظهر الولاء وتخفي المقت لهذا الحزب ومذهبه الشيعي , أقول لهؤلاء الطيبين الغيارى لا تضيعوا صبركم فالثورة لها غايات بعيدة ابعد من هذا الكسب الاني , فهذه الزلزلة ستصدع البناء وستهدم الهيكل كله كما صنعت الثورة في ايران وفي هذه الزلزلة سيصحو الكثير من الشعوب على صوت الحق وسيدركوا خطأ ولائهم وبهذا الادراك سيأتي النصر حثيثا, و الله غالب على امره ولو كره الكافرون.29-7-2006
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك