انت والمسؤول

المستشفيات الاهلية بعنوان دكان قصابة لحم


 اسعد عبدالله عبد علي ||   يوم السبت الماضي تعرض ابني الى وعكة صحية حرجة جدا, احتاجت لتدخل جراحي سريع, وبسبب علمي بحال المستشفيات الحكومية من تحولها لبؤرة لفايروس الكورونا, اتجهت به مسرعا نحو مستشفى اهلي, كان يجب اجراء العملية بسرعة, مما جعلني اقبل بكل شروط المستشفى, ولكن تفاجئت بالأجور الكبيرة جدا التي يطالب بها المستشفى!  لقد اضمحلت قيم الطب الانسانية في العراق, ليتحول الطب لمجرد دكان او مهنة للكسب وبأعلى الاجور, مما جعل الشفاء متاحا فقط للأغنياء والمترفين وابناء الاحزاب, الحقيقة لم اكن املك المبلغ المطلوب, لكن جاءت المساندة من شخص عظيم النفس, استدنت منه المبلغ وتمت العملية. • تساؤلات مشروعة هل يعقل ان عملية جراحية في المستشفى الحكومي بأجور لا تتعدى المائة الف دينار, لكن يتم اجراءها في المستشفيات الاهلية بمليون دينار, اي بعشرة اضعاف وهذا حرام ومخيف وخطر, بل هو كإعلان حرب ضد المواطن, تصور معي لو ان عائلة المريض لا تملك المبلغ, فسيمنع من دخول المستشفى حتى لو كان في انفاسه الاخيرة, فالدفع قبل العلاج, هكذا الامر في العراق يستهينون بالنفس البشرية من دون اي وخزة ضمير, ولا يفكرون بقدرة المواطن المريض على دفع اجوره, ولا يهتم بهم تم شفائهم او ماتوا حتى, الاهم عندهم كم ورقة نقدية تدخل جيبه, ثم بعدها يكون الحديث عن الشفاء متاحا. وأتسائل لماذا لا نكون مثل كل بقاع العالم تحترم الانسان, وتعتبر حياته خط احمر لا يجب المساس بها, وتدافع عن حياته, وتفرض على المستشفيات توفير العلاج بأجور ممكنة الدفع, وتدعم الفقير في الحصول على العلاج المجاني, اننا بسبب حكم احزاب السوء تحولنا لبلد يتفنن في عملية قتل الناس. انها الاحزاب هي من تستثمر اموال السحت التي بهبتها من خزينة البلد, وبها تفتتح مستشفيات اهلية, لتمارس عهرها الاخر عبر اذلال المواطن, وتخيره ما بين الخضوع لها ودفع ما تريد, او الموت كمصير لا مهرب منه. • اين الرقابة الحكومية الشيء الغريب في الموضوع هو: غياب الرقابة عن استهتار المستشفيات الاهلية في فرض اجور مزاجية, مما جعل البيئة الصحية غير انسانية وبعيد عن الاخلاق التي تدعو للرفق بالإنسان المريض المحتاج للعلاج, حيث تحول العلاج الى وسيلة للضغط على الناس, بهدف تعظيم ايرادات المستشفيات. اننا اليوم بحاجة ماسة الى وضع اسعار مناسبة للعلاج, بحيث يكون الكل خاضع لها, ثم تشكل كيانات رقابية وفتح خطوط لاستلام شكاوي المواطنين, بحيث يتم غلق المستشفى اذا رفع اجور العلاج, وهذا اقل شيء تقدمه الحكومة "الكسولة والمقصرة" للشعب المتعب, وهو من ضمن مسؤولياتهم التي قصروا بها, حكومة بعد اخرى. • دور الاعلام الغائب  الاعلام العراقي اليوم غارق في التفاهة! وبعيد بألاف الاميال عن هموم الناس ومشاكل المجتمع, ومن اهم مشاكله المهمة - القضية الصحية -, والدور السلبي للمستشفيات الاهلية في عدم رفد المجتمع بالصحة والعلاج, حيث تحولت المستشفيات الى مشاريع استثمارية, هدفها فقط النيل من جيب المواطن وباي وسيلة متاحة لهم, بحيث يكون المواطن المريض امام خيارين لا ثالث لهما: اما الموت, او العلاج بثمن كبيرا جداّ! نحتاج اليوم من القنوات الفضائية القيام بحملات ممنهجة ضد سلوك المستشفيات الاهلية, وقضية الاجور المرتفعة جدا, والتي يصعب على الفقير وحتى محدود الدخل في الحصول على العلاج والدواء, انها قضية مصيرية تهم اغلبية الشعب العراقي, ويجب ان تنظر لها القنوات الفضائية والصحف بعين الاهتمام بدل اهتمامها بقضايا تافه كالاهتمام بالقادة الكبار (اللصوص الكبار), او اهل الفن والرياضة ومشاكلهم, حيث تفرد ساعات طويلة من البث في هذا المثلث المخزي. نطالب من القنوات الفضائية تسليط الضوء على قضية الاجور الطبية, وليس لمجرد ساعة بث واحدة, او مقالة يتيمة في صحيفة وتنتهي, بل نطالب بحملة اعلامية الى ان يتم امراً ما, من قبل سفلة الامة (الساسة والاحزاب), والذين لا يعملون الا بالشتيمة والضغط عليهم, عسى ان يخلصنا الله منهم ومن شرهم. واطالب الاقلام الشريفة بكتابة مقال اسبوعي, حول واقع الصحة في العراق وخصوصا قضية اجور العلاج المرتفعة جدا, الى ان يحدث الله امراً وتعود الحقوق لهذا الشعب المظلوم.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك