لقد احتلت قبيلة بني سعود أرض القطيف والاحساء منذ ما يربو من أربع وتسعين عاماً , ولم يعلم حتى الكثير من أهلها بأنهم كانوا محتلون , وكم من ذليل طأطأ رأسه لحكامهم , إلى أن قال أحد الثوار كلمة الفصل , وألقى العصا بوجه الملك .
لقد أراد حكام بني سعود ان يمرروا حكماً على أمة وصفها التأريخ بالنبل والكرم والذي ورثته من انتمائها إلى مدرسة قل نظيرها في هذا العالم الموحش , شعب ينتمي ويدين بالولاء لأشرف ما في هذا الكون ألا وهو الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام , وكان في حسابات حكام بني سعود ان يخضعوا هذا الشعب لسلطانهم وان طال الزمن , ولكن الأحمق من لا يعرف , والأحمق من يسوس الناس بالعبودية .
لقد اعتقد حكام بني سعود بأنهم قد روضوا الشعب من الشيعة لأهوائهم , وتيقنوا بأنهم انهوا أمة بأكملها , ولكن أحلامهم سفهها رجال ثورة خرجوا يصدحون بصرخات ثورية , وشعارات وكلمات تعلموها من أئمتهم , فلم يرف لهم جفن خوف , ولم توقفهم شراذم وحرس الملك .
لقد فات في عضد حكام بني سعود أن يتعضوا من درس صاحبهم في الأمس عندما حكم شعب العراق الأبي دهراً , وحوله منافقيهم الى بطلاً لأمتهم , وأهانوا شعباً عندما ساندوه , ليطاح برأسه في نهاية الأمر , معلقاً على أرجوحة الخونة والمتخاذلين ... وكانت نهاية لأسرة حكمت أرض الأنبياء دهراً من الزمان ليصحوا شعباً ويقول لحاكمه نريد أن نقاضيك يا أحمق ....
لقد تفاجأ بني سعود بالتصريح الذي أطلقه الشيخ النمر في خطبة الجمعة عندما دعى إلى الانفصال , لقد ولد لهم أرق جديد , وفتح باباً لا يمكن أن يغلق إلا بعودة الحق إلى أهله .
ان نتائج أحداث المسجد النبوي ومقبرة البقيع كانت كارثية على قبيلة بني سعود التي غاصت بوحل الإجرام وشربت من سكرة الحمق فأنستها نشوة السكر ما يخبئ لها القدر من مصير محتوم يتجاوز دعوات الحوار والإصلاح التي أصبحت اسطوانة مشروخة , وسجادة بالية لا تحتمل جلوس اثنين .
لقد غرروا بشعب القطيف والأحساء كثيراً عن عمد أو عن غير قصد وأبعدوه عن حقوقه المشروعة في تقرير مصيره التي غيبت عنه , ليستفيق من جديد على رائحة طيبة اسمها الاستقلال , طالما كان يحلم بها , كان قد فقدها ونسيها في زحمة عناوين خاوية .
لقد رسمت الثورة الأخيرة أبعاداً جديدة لم تكن في قاموس شعب المنطقة الشرقية الذي غرق لفترة طويلة من الزمن بشعارات الوطنية التي لم يحصل منها على شئ , لقد أطلقوا على هذا الشعب تسميات خرقاء مثل (الطائفة أو الأقلية) , وقالوا هذه الأقلية من الممكن أن تحل مشكلتها بالإصلاح والحوار والتساوي بالحقوق والواجبات أسوة بالغير , ونشر ثقافة التسامح .لقد ابتعد القوم كثيراً ولم ينصفوا هذا الشعب الذي سلبت حقوقه , فمنهم من يطالب له بمجلس شيعي حتى يعني بشأنها (الطائفة) على غرار بعض الدول العربية .وآخر يقول '' لا يصح للمواطنين الشيعة أن يحاصرهم همهم الخاص، فيصبح الهم الخاص غالبا على الهم الوطني العام , وان على المواطنين الشيعة أن لا يواجهوا الخطأ والطائفية المقيتة بخطأ وطائفية مماثلة ، وينبغي أن تندرج مطالبهم الخاصة تحت الإطار والمطالب الوطنية العامة ."
لقد أفقد الزمان الكثير من الثوار , وغيب السجن العديد من الرجال , إلا ان دعوة الحق أقعدتها من رقدتها دعوة الأحرار لتهزء من صمت الخائفين والمتخاذلين , فعام 2000 وما تلاه قد غير الكثير من طباع الشعوب , وأركس في بؤرة الخذلان الكثير من أحلام (الامراء) , وجعل من فريق جرئ يقرر نهاية (ملك أحمق) .
https://telegram.me/buratha