الصفحة الدولية

عندما يكون الملك أحمقاً

2000 02:30:00 2009-03-20

السيد : عامر الحسنيمارس 2009تعد مملكة شيا أول مملكة في تاريخ الصين ، حكمت واستمرت من عام 2070 الى عام 1600 قبل الميلاد وكان آخر ملوكها هو (الملك جيه) , الذي كان يعيش حياة ترف وبذخ وفسوق وخمول ، ويشرب الخمر ويلعب كل يوم مع إحدى حظاياه متجاهلا معاناة الشعب ، كما امتاز بالحمق والاستبداد بالرأي , ويكره الوزراء الذين ينصحوه ويقتلهم بحيث كان يجلد أقرب المقربين له بالسوط حتى وان قال له هذه التفاحة فاسدة , مما أدى إلى تذمر أشقائه وأبناءه وحاشيته .وقد طلب (الملك جيه) ذات يوم من وزيره أن يقوم بجولة في إحدى المناطق الريفية وفي فصل الربيع حيث يمتاز بصفاء الجو واعتدال النفوس . وعندما سار الركب في إحدى المزارع , التقى بمجموعة من الرعاة يتوسطهم شاب يحمل في يده عصى غليظة وكان لا يتجاوز عمره الستة عشر عاماً , ولاحظ الملك ان الشاب لم يظهر له الاحترام المعتاد كباقي أقرانه , فأراد أن ينال منه ويستهزئ به , فقال له ": أنت أيها العبد أعطني العصا التي لديك ؟ فقال له الشاب : وما حاجة الملك إلى عصا راعي ؟فأجابه الملك : لكي يؤدب بها الرعية والرعاة , في أيام الربيع .فقال له الراعي وبشزر : لقد خلق الله الربيع ليستمتع فيه الناس بالطبيعة , ولكن الحمقى من أمثالك وجدوا فيه فرصة لوضع حداً لملكهم ,... ورمى العصى بوجه الملك ... قتل الملك الراعي , ولكن تلك الحادثة كانت البداية لنهاية حكم مملكة شيا , حيث ثارت الممالك الصغيرة واحدة تلو أخرى وقتل جي بعد هروبه إلى نانتشاو , ولم تدم الثورة سوى ستة أشهر , لكنها وضعت حدا لحكم دام أكثر من 500 سنة .

لقد احتلت قبيلة بني سعود أرض القطيف والاحساء منذ ما يربو من أربع وتسعين عاماً , ولم يعلم حتى الكثير من أهلها بأنهم كانوا محتلون , وكم من ذليل طأطأ رأسه لحكامهم , إلى أن قال أحد الثوار كلمة الفصل , وألقى العصا بوجه الملك .

لقد أراد حكام بني سعود ان يمرروا حكماً على أمة وصفها التأريخ بالنبل والكرم والذي ورثته من انتمائها إلى مدرسة قل نظيرها في هذا العالم الموحش , شعب ينتمي ويدين بالولاء لأشرف ما في هذا الكون ألا وهو الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام , وكان في حسابات حكام بني سعود ان يخضعوا هذا الشعب لسلطانهم وان طال الزمن , ولكن الأحمق من لا يعرف , والأحمق من يسوس الناس بالعبودية .

لقد اعتقد حكام بني سعود بأنهم قد روضوا الشعب من الشيعة لأهوائهم , وتيقنوا بأنهم انهوا أمة بأكملها , ولكن أحلامهم سفهها رجال ثورة خرجوا يصدحون بصرخات ثورية , وشعارات وكلمات تعلموها من أئمتهم , فلم يرف لهم جفن خوف , ولم توقفهم شراذم وحرس الملك .

لقد فات في عضد حكام بني سعود أن يتعضوا من درس صاحبهم في الأمس عندما حكم شعب العراق الأبي دهراً , وحوله منافقيهم الى بطلاً لأمتهم , وأهانوا شعباً عندما ساندوه , ليطاح برأسه في نهاية الأمر , معلقاً على أرجوحة الخونة والمتخاذلين ... وكانت نهاية لأسرة حكمت أرض الأنبياء دهراً من الزمان ليصحوا شعباً ويقول لحاكمه نريد أن نقاضيك يا أحمق ....

لقد تفاجأ بني سعود بالتصريح الذي أطلقه الشيخ النمر في خطبة الجمعة عندما دعى إلى الانفصال , لقد ولد لهم أرق جديد , وفتح باباً لا يمكن أن يغلق إلا بعودة الحق إلى أهله .

ان نتائج أحداث المسجد النبوي ومقبرة البقيع كانت كارثية على قبيلة بني سعود التي غاصت بوحل الإجرام وشربت من سكرة الحمق فأنستها نشوة السكر ما يخبئ لها القدر من مصير محتوم يتجاوز دعوات الحوار والإصلاح التي أصبحت اسطوانة مشروخة , وسجادة بالية لا تحتمل جلوس اثنين .

لقد غرروا بشعب القطيف والأحساء كثيراً عن عمد أو عن غير قصد وأبعدوه عن حقوقه المشروعة في تقرير مصيره التي غيبت عنه , ليستفيق من جديد على رائحة طيبة اسمها الاستقلال , طالما كان يحلم بها , كان قد فقدها ونسيها في زحمة عناوين خاوية .

لقد رسمت الثورة الأخيرة أبعاداً جديدة لم تكن في قاموس شعب المنطقة الشرقية الذي غرق لفترة طويلة من الزمن بشعارات الوطنية التي لم يحصل منها على شئ , لقد أطلقوا على هذا الشعب تسميات خرقاء مثل (الطائفة أو الأقلية) , وقالوا هذه الأقلية من الممكن أن تحل مشكلتها بالإصلاح والحوار والتساوي بالحقوق والواجبات أسوة بالغير , ونشر ثقافة التسامح .لقد ابتعد القوم كثيراً ولم ينصفوا هذا الشعب الذي سلبت حقوقه , فمنهم من يطالب له بمجلس شيعي حتى يعني بشأنها (الطائفة) على غرار بعض الدول العربية .وآخر يقول '' لا يصح للمواطنين الشيعة أن يحاصرهم همهم الخاص، فيصبح الهم الخاص غالبا على الهم الوطني العام , وان على المواطنين الشيعة أن لا يواجهوا الخطأ والطائفية المقيتة بخطأ وطائفية مماثلة ، وينبغي أن تندرج مطالبهم الخاصة تحت الإطار والمطالب الوطنية العامة ."

لقد أفقد الزمان الكثير من الثوار , وغيب السجن العديد من الرجال , إلا ان دعوة الحق أقعدتها من رقدتها دعوة الأحرار لتهزء من صمت الخائفين والمتخاذلين , فعام 2000 وما تلاه قد غير الكثير من طباع الشعوب , وأركس في بؤرة الخذلان الكثير من أحلام (الامراء) , وجعل من فريق جرئ يقرر نهاية (ملك أحمق) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك