حامد كماش آل حسين
تميز الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بعدة مناقب وألقاب وقد تكلمنا عن لقب «أمير المؤمنين»، ولقب «قائد الغر المحجلين»، ولقب «يعسوب الدين»، ولقب «أبو تراب»، ولقب «إمام المتقين»، ولقب ومنقبة أنه «وليد الكعبة»، ولقب ووصفه بـــ«السيد»، ولقب ووصفه بأنه «قسيم الجنة والنار»، واليوم نتكلم عن منقبه وفضيلة أنه «أول من أسلم»:
أول من أسلم:
وردت العديد من الروايات عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» والتي تثبت إن الإمام علي «عليه السلام»: هو «أول من أسلم».
حيث ورد الإجماع بإن أول من أسلم من النساء خديجة زوجة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» الزوجة الوفية والمضحية، وأما من الرجال فكل علماء الشيعة ومفسريهم وفريق كبير من أهل السنة، قالوا: إن الإمام علي «عليه السلام» أول من أسلم ولبى دعوة النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله وسلم»، واشتهار هذا الموضوع بين علماء أهل السنة بلغ حداً إدعى جماعة منهم الإجماع عليه.
وقد إسلم الإمام علي «عليه السلام» وآمن وهو طفل لا يتجاوز عشر سنوات (1) وإسلامه في هذا السن هو شيء في منتهى الغرابة، ويكمن وجه العجب في أمرين:
– الأمر الأول: هو اطمئنان النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» إليه على الرغم من صغر عمره، خاصة في مثل هذه المرحلة السرية من الدعوة، مع العلم أن أي كشف لهذا السر قد يؤثر على المؤمنين جميعاً، بل على الإسلام ذاته.
– الأمر الثاني: هو ثقة رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» في عقل هذا الطفل الصغير، فأدرك أنه يمكن أن يفهم في مثل تلك السن هذه القضية الكبيرة، التي خفيت على كثير ممن يسمونهم حكماء في مكة.
إن هذا يحمل معنى هائلاً لا بد أن نقف أمامه، وهو أن عقل هذا الطفل الصغير غير المكلف يستوعب أموراً هي من الدقة بحيث قد تخفى على عقول بعض الشيوخ، فقد استوعب هذا الطفل فكرة الوحدانية، وفكرة النبوة والرسالة، وفكرة الوحي والملائكة، وفكرة البعث يوم القيامة، وفكرة الجنة والنار، وفكرة العمل لله، والحياة في سبيل الله، بل والموت في سبيل الله ... لقد استوعب كل ذلك وهو دون العاشرة من عمره.
ولقد فقه هذا الطفل أيضاً وهو في هذه السن الصغيرة سرية المرحلة، وتعلم كيف يخفي أموره عن أقرب الأقربين إليه، وكيف يتجه سراً إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكيف يصلي في خفاء، ويقرأ القرآن بعيداً عن أعين الناس.
لقد كان علي بن أبي طالب «عليه السلام» على وجه الخصوص قريباً جداً من قلب رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، وهذا القرب الخاص له سبب، لأن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» أخذ الإمام علي «عليه السلام» فضمه إليه في سن مبكرة، فلم يزل الإمام علي «عليه السلام» مع رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» حتى بعثه الله نبياً فاتبعه وصدقه.
ومن الواضح أن النبي «صلى الله عليه وآله» لاحظ نبوغاً مبكراً، وعبقرية ظاهرة في الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فاطمئن إلى أن يخبره بأمر الرسالة، مع أن هذا الأمر خطير، لكون المرحلة سرية، ومع مرور الأيام رأى الجميع ما رآه النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» قبلهم بسنوات، وكان الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» من أكثر الصحابة ذكاء، وقدرة على استنباط الأحكام، والقضاء في الأمور، وذلك بجانب فراسته وعلمه وفقهه «عليه السلام».(2)
الأحاديث:
1. (... عن سلمان، قال: قال رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلم»: أولكم وارداً علي الحوض اولكم اسلاماً علي بن أبي طالب).(3)
2. (...عن ابن عباس قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: السباق ثلاثة، فالسابق إلى موسى «عليه السلام» يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى «عليه السلام» صاحب ياسين، والسابق إلى محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» علي بن أبي طالب).(4)
3. (... عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» يقول لعلي: انت أول من آمن بي وصدق).(5)
4. (... عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي «عليه السلام»).(6)
5. (... عن أبي ذر وسلمان، قالا: أخذ رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بيد علي، فقال: ألا إن هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة).(7)
6. (... عن إبن العباس قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الاسلام، فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» يقول فيه ثلاث خصال، لوددت ان لي واحدة منهن فكان احب الي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وابو بكر وجماعة من أصحابه، اذ ضرب النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» بيده على منكب علي «عليه السلام» فقال: يا علي أنت أول المؤمنين ايماناً وأول المسلمين اسلاماً، وانت مني بمنزلة هارون من موسى، كذب من زعم أنه يحبني وهو مبغضك).(8)
7. (... عن انس بن مالك قال: انزلت النبوة على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين، وأسلمت خديجة يوم الاثنين، واسلم علي يوم الثلاثاء، ليس بينهما الا ليلة).(9)
8. روى الذهبي باسناده عن عبد الرحمن في قوله: (والسابقون الأولون)قال: هم عشرة من قريش، كان أولهم اسلاماً علي بن أبي طالب).(10)
9. (... عن معقل بن يسار: أنه «صلى الله عليه وآله وسلم» قال لفاطمة: أما ترضين أني زوجتك اقدم امتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً).(11)
وغيرها الكثير الكثير .....
كلمة لابد منها:
لا يمكن الركون الى قول اولوية من أسلم وذلك لان الإمام علي «عليه السلام» والإسلام ولدا معاً وانما السبق الى الإسلام يكون لمن كان على غير الإسلام ثم أسلم ولكن الإمام علي «عليه السلام» كان مسلماً من أول حياته فهو كان قد تربى في بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم».
وقد أجمعت الروايات على أنه لم يصدر من الإمام علي «عليه السلام» شرك أبداً، ولم يسجد لصنم قط، وتكرم وجهه منذ أول وهلة، فلا طاف حول صنم ولا سجد له، فكانت نفسه خالصة لله تعالى، وكان عنواناً للشرف والاستقامة، لقد صاحبته منذ الصبا صراحة الإيمان، والثقة العالية بالنفس، والشجاعة الضرورية لكل إرادة حقة، فكان إيمانه هو الحاكم المطلق، والمسيطر الأوحد على جميع حركاته وسكناته، فلا مجال لأن يتوهم من عبارة أنه أول الناس اسلاماً كونه على خلاف ذلك قبل البعثة.
والحق أنه كان أوفر الناس حظاً، بل هو الاصطفاء بحق، حيث من الله عليه بصحبة رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» منذ صباه حتى نشأ على يديه، لم يفارقه في سلم أو حرب، وفي حل أو سفر، إلى أن لحق رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بالرفيق الأعلى وهو على، صدر الإمام علي «عليه السلام»، إنه ربيب رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الذي كان يغذيه معنوياً وروحياً ويؤدبه ويعلمه.
فقد كان رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وخديجة والإمام علي «عليه السلام»، هؤلاء الثلاثة كانوا يعبدون الله على هذا الدين الجديد قبل أن يعرفه بعد أحد غيرهم.
فقد روي أن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» كان يخرج إلى البيت الحرام ليصلي فيه، فيصحبه علي وخديجة فيصليان خلفه، على مرأى من الناس، ولم يكن على الأرض من يصلي تلك الصلاة غيرهم، عن عفيف بن قيس، قال:
(كنت جالساً مع العباس بن عبدالمطلب بمكة قبل أن يظهر أمر النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» فجاء شاب فنظر إلى السماء حيث تحلقت الشمس، ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، ثم جاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، ثم رفع الشاب فرفعا ثم سجد الشاب فسجدا، فقلت: يا عباس، أمر عظيم، فقال العباس: أمر عظيم، فقال: أتدري من هذا الشاب، هذا محمد بن عبدالله ابن أخي، أتدري من هذا الغلام، هذا علي بن أبي طالب ابن أخي أتدري من هذه المرأة، هذه خديجة بنت خويلد، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة، قال عفيف : ليتني كنت رابعاً).
وبقي هؤلاء الثلاثة على هذا الدين، يتكتمون من الناس أياماً طوالاً، وقد صرح العديد من العلماء بهذه الحقيقة وروماً نقتصر على مجموعة متنوعة منهم:
1. قال المقريزي:
(... وأما علي بن أبي طالب «عليه السلام» فلم يشرك بالله قط وذلك أن الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمه سيد المرسلين محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» فعندما أتى رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الوحي وأخبر خديجة وصدقت كانت هي وعلي بن أبي طالب «عليه السلام» وزيد بن حارثة يصلون معه ... فلم يحتج علي «عليه السلام» أن يدعى ولا كان مشركاً حتى يوحد، فيقال: أسلم، بل كان عندما أوحى الله إلى رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم» عمره ثماني سنين، وقيل: سبع، وقيل: إحدى عشرة سنة، وكان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» في منزله بين أهله كأحد أولاده يتبعه في جميع أحواله).(12)
2. قال جورج جرداق:
(فإن علي بن أبي طالب «عليه السلام» قد ولد مسلماً، لأنه من معدن الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» مولداً ونشأة، ومن ذاته خلقاً وفطرة، ثم إن الظرف الذي أعلن فيه عما يكمن في كيانه من روح الإسلام ومن حقيقته لم يكن شيئاً من ظروف الآخرين ولم يرتبط بموجبات العمر، لأن إسلام علي كان أعمق من ضرورة الارتباط بالظروف إذ كان جارياً من روحه كما تجري الأشياء من معادنها والمياه من ينابيعها).(13)
3. قال العلامة الشيخ خليل:
ونقل جورج جرداق في كتابه الإمام علي صوت العدالة الإنسانية قول العلامة الشيخ خليل:
(ويوم جهر النبي بدعوته كان علي «عليه السلام» أول الناس إسلاماً، وأسبقهم إيماناً، بل الواقع الصحيح أنه «عليه السلام» لم يكن أول الناس إسلاماً، وأسبقهم إيماناً، بل كان أول الناس إعلاناً لإسلامه وجهراً بإيمانه لأن ذينك الإسلام والإيمان كانا كامنين في أعماق قلبه في كل كيانه يعيشهما بعمق وتأمل وهو في كنف الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» يستمد منه هدياً وإيماناً تماماً كما يستمد القمر من الشمس نوراً وضياء، وإذا لعلي قدر ما لم يقدر لسواه من البشر).(14)
4. قال المسعودي:
(الإمام علي «عليه السلام»لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الإسلام، بل كان تابعا للنبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في جميع أفعاله مقتدياً به، وبلغ وهو على ذلك، وإن الله تعالى عصمه وسدده ووفقه لتبعيته لنبيه «عليه السلام» ... ومنهم من رأى أنه أول من آمن وأن الرسول دعاه وهو موضع التكليف بظاهر قوله عزوجل: «وأنذر عشيرتك الاقربين»(15)، وكان بدؤه بعلي «عليه السلام» إذ كان أقرب الناس إليه وأتبعهم له).(16)
5. قال طه حسين:
(... وكان أبو طالب قد كفل النبي في صباه، وكان النبي قد كفل علياً في صباه حين كثر الولد على أبي طالب وضاقت ذات يده، وبعث النبي وعلي عنده صبي، فأسلم علي وهو ابن تسع سنين أو ابن إحدى عشرة سنة، وظل بعد إسلامه في حجر النبي يعيش بينه وبين خديجة أم المؤمنين، وهو لم يعقل الأوثان قط، دخل في الإسلام قبل أن يعقلها، فامتاز بين السابقين الأولين بأنه نشأ نشأة إسلامية خالصة، وامتاز كذلك بأنه نشأ في منزل الوحي بأدق معاني هذه الكلمة وأضيقها، ثم استخلفه النبي حين هاجر إلى المدينة على ما كان عنده من الودائع ليردها إلى أصحابها، ..).(17)
6. قال الكاتب عباس محمود العقاد:
(إسلامه: ولد علي في داخل الكعبة، وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها، فكأنما كان ميلاده ثمة إيذاناً بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها.
وكاد عليٌّ أن يولد مسلماً …
بل لقد ولد مسلماً على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنه فتح عينيه على الإسلام ولم يعرف قط عبادة الأصنام ....).(18)
شبهات وردود:
قال ابن تيمية في منهاج السنة:
(الناس متنازعون في أول من اسلم فقيل أبو بكر أول من أسلم فهو أسبق إسلاماً من علي، وقيل أن علياً أسلم قبله، لكن علي كان صغيراً وإسلام الصبي فيه نزاع بين العلماء، ولا نزاع في أن إسلام أبي بكر أكمل وأنفع، فيكون هو أكمل سبقاً بالاتفاق، وأسبق على الإطلاق، على القول الآخر، فكيف يقال علي أسبق منه بلا حجة تدل على ذلك!).(19)
الجواب:
ان أهل لايمكنهم اثبات والركون الى اولوية ابي بكر بن قحافه وذلك لانه:
1. توجد روايات كثيرة متناقضة فيما بينها في مسألة إسلام أبي بكر فلا يمكنهم الجزم برواية دون رواية وإلا كان ترجيحاً بلا مرجح بل ترجيحاً للمرجوح.
2. إن أهل السنة لم يجتمعوا على القول بأن أبا بكر هو أول من أسلم بل يوجد الكثير منهم منذ عهد الصحابة وإلى يومنا هذا لا يلتزمون بأوليته.
3. هناك رواية صحيحة السند عندهم ينص فيها سعد بن أبي وقاص على أن أبا بكر أسلم بعد خمسين رجلاً، وهذا يعني أنه أسلم بعد سبع أو تسع سنين تقريباً، فقد روي في تاريخ الطبري:
(حدثنا ابن حميد قال حدثنا كنانة بن جبلة عن إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن سعد قال: قلت: لأبي أكان أبو بكر أولكم إسلاماً فقال لا ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ولكن كان أفضلنا إسلاماً).(20)
وقول سعد هذا قد أخرجه أصحاب التاريخ بسند لا غبار عليه ونقله ابن كثير ولكن استنكره ابن كثير تلميذ ابن تيمية كعادته لكونه يخالف ثوابت مذهبه دون دليل ولا جرح ولا قدح بسنده فقال: إنه حديث منكر إسنادا ومتناً.(21)
علماً أن إسلام أربعين رجلاً لم يحصل إلا بعد خمسة أو ستة أعوام بعد البعثة فيدل إسلام أكثر من خمسين رجلاً قبل أبي بكر كونه قد أسلم بعد سبع أو تسع سنين وهذا ما قاله أمير المؤمنين «عليه السلام» معرضاً بمن يقارنه بأبي بكر أو ينسب لأبي بكر الأسبقية والتصديق، فقد كان أمير المؤمنين يكثر من قول: (آمنت قبل الناس بسبع سنين) ويردد كثيراً هذا المعنى ليثبت هذه الحقيقة التي أراد الظالمون طمسها وتغييرها، فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»:
(أنا عبد الله وأخو رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم» وأنا الصدِّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذّاب، صلّيت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة).(22)
وقد أشار أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى المقصود من الناس هنا بقوله في حديث آخر بنفس معنى هذا الحديث حيث صرح فيه باسم أبي بكر:
(روى سليمان بن عبد الله عن معاذة العدوية قال: سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم)(23)
ومن كل هذا يتضح بأن أمير المؤمنين «عليه السلام» حاول بنفسه بيان كذب القوم وإدعائهم ما ليس لهم واستئثارهم بحقوقه وخصائصه «عليه السلام» من كونه هو الصديق والفاروق وسيف الله وكونه هو أول من أسلم.
وأما القول بإن الإمام علي «عليه السلام» اسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، وابو بكر أسلم وهو مستكمل العقل يجوز عليه الحكم.
وبمعنى آخر إن الإمام علي «عليه السلام» أسلم وهو لا يعي ما كان يفعل لانه صبي، بينما أسلم ابو بكر وهو في كامل وعيه لانه كان راشداً، فيكون ايمانه اشد تماسكاً من ايمان الإمام علي «عليه السلام»، يرد عليه:
اقوال الإمام علي «عليه السلام» التي رواها الفريقين والتي تؤكد اسبقيته ومنها:
- (روى سليمان بن عبد الله عن معاذة العدوية قال: سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم).(24)
- (... عن عمرو بن عبادة بن عبدالله قال: قال علي: أنا عبدالله وآخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب، آمنت قبل الناس سبع سنين).(25)
- (... عن علي قال: «ما أعرف أحداً من هذه الأمة عبد الله بعد نبينا غيري، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين).(26)
تدل هذه الأقوال على ان ايمانه كان ايمان تكليف لا ايمان صبيان كما كانوا يزعمون، فالاسلام والايمان والعبادة تعني كلها ان الإمام علي «عليه السلام» كان واعياً تماماً لمقتضياتها، وهو الامام المعصوم «عليه السلام» الذي لا يجاريه احد من الصحابة في ادراكه لاحكام الشريعة السماوية الخاتمة.
فعندما يشير رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: ان الإمام علي «عليه السلام» كان اول الناس ايماناً واسلاماً، يعني ان الإمام علي «عليه السلام» كان محكوماً بالتكاليف الشرعية بالمقدار الذي نزل منه ذلك الوقت لا ان الإمام علي «عليه السلام» كان مجرد صبي قاصر لا يعي ما يفعل.
ثم ان هذا الزعم من القوم ينتهك على اقل التقادير حرمة رسول الله «صلى الله عليه و آله وسلم»، فكيف يصح ان يقول الذي لا ينطق عن الهوى «صلى الله عليه وآله وسلم» بان الإمام علي «عليه السلام» كان اول الناس اسلاماً، وهو يقصد ذلك الصبي القاصر، فلابد ان يكون الإمام علي «عليه السلام» عند اسلامه على وعي كامل بمقتضيات ذلك الايمان واحكامه وتكاليفه الشرعية.
والعصمة تقتضي ان يعبد الله سبحانه في أي سن كان، فالتصديق حتى لو كان في سن مبكرة، فانه تصديق وعي وادراك والهام بالنسبة للمعصوم «عليه السلام».
- قال عيسى «عليه السلام» وهو في المهد: (... إني عبد الله إتاني الكتاب وجعلني نبيا)(27)، بعد ان اشارت اليهم امه مريم «عليها السلام» بتكليمه: (فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا)(28)
- ووصف يحيى «عليه السلام» بالقول: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا).(29)
وفي ذلك روى الخوارزمي:
(... عن محمد بن اسحاق قال: كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» معه وصدق ما جاء من الله علي ابن أبي طالب وهو ابن عشر سنين يومئذ، وكان مما انعم الله به على علي بن أبي طالب انه كان في حجر رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» قبل الإسلام).(30)
لقد كان الإمام علي «عليه السلام» غلاماً ليس كبقية الغلمان بل غلام رباه رسول الله «صلى الله عليه وآله» سبع سنين، وقوله «عليه السلام»، غلاماً ما بلغت أوان حلمي يؤيد انه كان على مشارف البلوغ، وذلك لا يقدح في ان يكون الإمام علي «عليه السلام» كامل الادراك عندما اسلم، فان بعض الانبياء بعثوا في دور الصباً فقد آتى الله يحيى الحكم صبياً وعيسى الذي تكلم في المهد صبياً.
يقول السيد جعفر مرتضى العاملي:
((... وقد ذكرنا في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» بعض ما يرتبط بمقولة: أن علياً «عليه السلام» كان أول من أسلم من الصبيان، ليكون أبو بكر أول الرجال إسلاماً، وخديجة الأولى من النساء، والأول من الموالي زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال.(31)
ونزيد هنا ما يلي:
1. لماذا لم يستطرد من ابتدع هذه الفكرة، فيذكر لنا أول من أسلم من الأغنياء، ومن الفقراء، ومن الطوال، ومن القصار، ومن البيض، ومن السود، ومن أهل هذا البلد وذاك، ومن التجار، ومن المزارعين .. وهكذا إلى ما لا نهاية.
2. إن أولية إسلام علي «عليه السلام» بالنسبة لخصوص الصبيان لا تتلاءم مع اعتبار ذلك من فضائل وامتيازات أمير المؤمنين «عليه السلام» ومن مفاخره على رجال ونساء الأمة بأسرها.
وكان النبي «صلى الله عليه وآله» أول من جعل ذلك من مفاخره، فراجع ما يرتبط بزواج فاطمة «عليها السلام»، حيث ذكر أنه زوجها أقدم الأمة إسلاماً، أو أولهم سلماً.(32)
كما أنه هو نفسه «عليه السلام» كان يفتخر بذلك، فراجع الكتب التي جمعت الأحاديث حول إسلامه عليه الصلاة والسلام.
3. إن هذه الطريقة في الجمع بين الأخبار لا توصلهم إلى تقدم إسلام أبي بكر على إسلام علي «عليه السلام، وإن أوهمت ذلك، فإن تقدم إسلام أبي بكر وزيد، وبلال، وخديجة على أمثالهم لا يمنع من أن يكون إسلام علي «عليه السلام» قد تقدم على إسلام هؤلاء جميعاً، وعلى الأمة بأسرها بأشهر أو بسنوات.
وقد صرح الإمام علي «عليه السلام»: بأنه أسلم قبل أن يسلم أبو بكر، بل صرح: بأنه صلى قبل الناس كلهم بسبع سنين كما تقدم، فمن صلى مع النبي «صلى الله عليه وآله» قبل بعثته بسبع سنين، لا يمكن أن يسبقه أحد، أو أن يساويه أحد في موضوع التقدم في الإسلام.
– رابعاً: حبذا لو ذكر لنا هؤلاء قائمة بالصبيان الذين أسلموا في تلك الفترة، ليكون علي «عليه السلام» قد تقدمهم في ذلك)).(33)
مناظرة ذات فائدة مهمة:
وعلى ذكر قول القوم ان الإمام علي «عليه السلام» اسلم صبياً، نذكر هنا أحتجاج المأمون العباسي على «40» فقيهاً في فضل الإمام علي «عليه السلام» وناقش هذه المسألة بطريقة جميلة، وقد تضمن هذا الحوار والمناظرة ذكر بعض فضائل الإمام علي «عليه السلام» وللفائدة سوف نذكر المناظرة بطولها للأستفادة منها لانها تضمن فوائد كثيرة، ونحن نذكرها نقلاً عن كتاب العقد الفريد لإبن عبد ربه الأندلسي المتوفى328هـ، قال:
(... عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد، قال: بعث إلي يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي، وهو يومئذ قاضي القضاة، فقال : إن أمير المؤمنين أمرني أن احضر معي غداً مع الفجر أربعين رجلاً كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب، فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين.
فسمينا له عدة، وذكر هو عدة، حتى تم العدد الذي أراد، وكتب تسمية القوم، وأمر بالبكور في السحر، وبعث الى من لم يحضر فأمره بذلك.
فغدونا عليه قبل طلوع الفجر، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا، فركب وركبنا معه، حتى صرنا إلى الباب، فإذا بخادم واقف، فلما نظر إلينا قال: يا أبا محمد، أمير المؤمنين ينتظرك، فادخلنا، فأمرنا بالصلاة، فاخذنا فيها، فلم نستتمها حتى خرج الرسول فقال: ادخلوا، فدخلنا، فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه وعليه سواده وطيلسانه وقلنسوته وعمامته. فوقفنا وسلمنا، فرد السلام، وأمرنا بالجلوس.
فلما استقر بنا المجلس تحدر عن فراشه ونزع عمامته وطيلسانه ووضع قلنسوته، ثم أقبل علينا فقال: إنما فعلت ما رأيتم لتفعلوا مثل ذلك، وأما الخف فمنع من خلعه علة، من قد عرفها منكم فقد عرفها، ومن لم يعرفها فساعرفه بها، ومد رجله.
ثم قال انزعوا قلانسكم وخفافكم وطيالسكم.
- قال إسحاق: فامسكنا.
- فقال لنا يحيى: انتهوا إلى ما أمركم به أمير المؤمنين.
فتعجبنا فنزعنا أخفافنا وطيالسنا وقلانسنا ورجعنا، فلما استقر بنا المجلس.
- قال المأمون: إنما بعثت اليكم معشر القوم في المناظرة، فمن كان به شئ من الاخبثين(34) لم ينتفع
بنفسه ولم يفقه ما يقول: فمن أراد منكم الخلاء فهناك، وأشار بيده، فدعونا له.
ثم ألقى مسالة من الفقه، فقال: يا أبا محمد، قل وليقل القوم من بعدك، فاجابه يحيى، ثم الذي يلي يحيى، ثم الذي يليه، حتى أجاب آخرنا في العلة وعلة العلة، وهو مطرق لا يتكلم.
حتى إذا انقطع الكلام التفت الى يحيى فقال: يا أبا محمد، أصبت الجواب وتركت الصواب في العلة، ثم لم يزل يرد على كل واحد منا مقالته ويخطئ بعضنا ويصوب بعضنا حتى أتى على آخرنا.
- ثم قال: إني لم أبعث فيكم لهذا، ولكنني أحببت أن أنبئكم أن أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه، ودينه الذي يدين الله به.
– قلنا : فليفعل أمير المؤمنين وفقه الله.
– فقال : إن أمير المؤمنين يدين الله على أن علي بن أبي طالب خير خلق الله بعد رسوله «صلى الله عليه واله»، وأولى الناس بالخلافة.
– قال إسحاق: قلت: يا أمير المؤمنين، إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي، وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة.
– فقال المأمون: يا إسحاق، اختر إن شئت أن أسألك وإن شئت أن تسأل.
– قال إسحاق: فاغتنمتها منه ، فقلت: بل أسألك يا أمير المؤمنين.
– قال : سل.
– قلت : من أين قال أمير المؤمنين إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقهم بالخلافة بعده.
– قال : يا إسحاق، خبرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال فلان أفضل من فلان ؟
– قلت : بالاعمال الصالحة.
– قال : صدقت.
– قال : فاخبرني عمن صاحبه على عهد رسول الله «صلى الله عليه واله»، ثم إن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله بافضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله ، أيلحق به ؟
– قال اسحاق : فاطرقت.
– فقال لي : يا إسحاق ، لا تقل نعم ، فانك إن قلت نعم أوجدتك في دهرنا هذا من هو أكثر منه جهاداً وحجاً وصياماً وصلاةً وصدقةً.
– قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، لا يلحق المفضول على عهد رسول الله «صلى الله عليه واله» الفاضل أبداً.
– قال : يا إسحاق ، فانظر ما رواه لك أصحابك ومن أخذت عنهم دينك وجعلتهم قدوتك من فضائل علي بن أبي طالب، فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر، فان رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي فقل إنه أفضل منه.
لا والله، ولكن قس إلى فضائله ما روي لك من فضائل أبي بكر وعمر، فان وجدت لهما من الفضائل ما لعلي وحده فقل إنهما أفضل منه.
لا والله، ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، فان وجدتها مثل فضائل علي فقل إنهم أفضل منه.
لا والله، ولكن قس إلى فضائله العشرة الذين شهد لهم رسول الله «صلى الله عليه واله» بالجنة، فان وجدتها تشاكل فضائله فقل انهم أفضل منه.
– ثم قال : يا إسحاق، أي الاعمال كانت يوم بعث الله رسوله.
– قلت : الاخلاص بالشهادة.
– قال : أليس السبق إلى الاسلام .
– قلت : نعم.
– قال : اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)(35) إنما عنى من سبق إلى الاسلام، فهل علمت أحداً سبق علياً إلى الاسلام ؟
– قلت : يا أمير المؤمنين، إن علياً أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم.
– قال : أخبرني أيهما أسلم قبل، ثم انا ظرك من بعده في الحداثة والكمال.
– قلت : علي أسلم قبل أبي بكر على هذا الشريطة.
– فقال : نعم، فاخبرني عن إسلام علي حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسول الله «صلى الله عليه واله» دعاه إلى الاسلام، أو يكون الهاما من الله.
– قال إسحاق : فاطرقت.
– فقال لي : يا إسحاق، لا تقل إلهاماً فتقدمه على رسول الله «صلى الله عليه واله»، لان رسول الله «صلى الله عليه واله» لم يعرف الاسلام حتى أتاه جبريل عن الله تعالى.
– قلت : أجل، بل دعاه رسول الله «صلى الله عليه واله» إلى الاسلام.
– قال : يا إسحاق، فهل يخلو رسول الله «صلى الله عليه واله» حين دعاه إلى الاسلام من أن يكون
دعاه بامر الله، أو تكلف ذلك من نفسه.
– قال اسحاق : فاطرقت.
– فقال : يا إسحاق، لا تنسب رسول الله إلى التكلف، فان الله يقول: (وما أنا من المتكلفين).(36)
– قلت : أجل يا أمير المؤمنين، بل دعاه بامر الله.
– قال : فهل من صفة الجبار جل ذكره أن يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم ؟
– قلت : أعوذ بالله.
– فقال : أفتراه في قياس قولك يا إسحاق إن علياً اسلم صبياً لا يجوز عليه الحكم، وقد كلف رسول
الله «صلى الله عليه واله» دعاء الصبيان إلى ما لا يطيقونه، فهو يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة، فلا يجب عليهم في ارتدادهم شئ، ولا يجوز عليهم حكم الرسول «صلى الله عليه واله»، أترى هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى الله عز وجل.
– قلت : أعوذ بالله.
– قال : يا إسحاق، فاراك إنما قصدت لفضيلة فضل بها رسول الله «صلى الله عليه واله» علياً على هذا الخلق أبانه بها منهم ليعرف مكانه وفضله ولو كان الله تبارك وتعالى أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا علياً ؟
– قلت : بلى.
– قال : فهل بلغك أن الرسول «صلى الله عليه واله» دعا أحداً من الصبيان من أهله وقرابته لئلا تقول إن علياً ابن عمه.
– قلت : لا أعلم، ولا أدري فعل أو لم يفعل.
– قال : يا إسحاق، أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تسال عنه.
– قلت : لا.
– قال : فدع ما قد وضعه الله عنا وعنك.
– ثم قال : أي الاعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الاسلام.
– قلت : الجهاد في سبيل الله ...... الخ المناظرة وهي جديرة بالمراجعة).(37)
الشواهد الشعرية:
1. الإمام علي «عليه السلام»:
سبقتكم إلى الإسلام طرّاً ..... غلاماً ما بلغت أوان حلم
وأوجب لي ولايته عليكم ..... رسول الله يوم غــــــدير خمِّ
فــــويل، ثمَّ ويل، ثمَّ ويل ..... لمن لقي الإله غداً بظلمـي
2. السيد الحميري:
هـــذا وليكـــم بعـــــدي أمــرت به ..... حـــتمـا فكــونوا له حـــزبا وأعـــوانا
هـــذا أبـــركـــــــــم بـــرا وأكـــثـــركــــــم ..... عـــلمـــا وأولكــــــــــــــــــم بـــالله إيـــمانــــا
3. ابو القاسم الزاهي:
صنو النبي المصطفى والكاشف ..... الغــماء عنه والحسام المخترط
أول مـــــن صـــام وصلــــــــــى سابقا ..... إلـى المعالي وعلى السبق غبط
4. ابو محمد العوني:
أن رسـول الله مصبـاح الهــدى ..... وحجـــة الله عــلى كـل البـــشر
جـــــاء بفــــرقان مبـــــين نـــــاطـــــق ..... بالحـق من عــنـد مليك مقتدر
فكـــــان مـــــن أول مـــــن صـدقه ..... وصيـــــه وهـــــــــــو بســن ما ثغر
ولـــــم يـــــكـــــن أشـرك بـــــالله ولا ..... دنـــــس يـــــومـــا بسجـــــــود لحجر
فـــــذاكـــــم أول مـــــن آمن بـالله ..... ومـــــن جــــــــاهـــــد فـــــيـــــه ونصر
5. ابو محمد بن الشيخ صنعان:
صنو الرسول وكان أول مؤمن ..... عبد الإله كصنوه المختار
وبه أقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام الله دين نبيه ..... وأتم نعمته على الأخـــــــيار
6. شمس الدين المالكي:
وإنـــــك منـــــي خــــــــــــــــــاليا مـــــن نـــــبوة ..... كهـــــارون مـن موسى وحسبك فاحمد
وكـــــان من الصبــــيان أول سابق(38) ..... إلـــــى الدين لـــــم يسبق بطائع مـــرشد
والحمد لله رب العالمين
الهوامش:
(1). قال محمد بن رزق طرهوني: كان غلاماً قارب التسع سنوات، ثم علق عليه في الحاشية قائلاً: هذا القول في سنه حين أسلم أعدل الأقوال وأوسطها، انظر: صحيح السيرة النبوية ج2 ص39 ، وحاشيتها رقم (371) ج1 ص384.
(2). موقع قصة الإسلام السيرة النبوية، راغب السرجاني نشر بتاريخ 19/ 1 / 2017.
(3). المستدرك على الصحيحين ج3، ص136، تاريخ دمشق لإبن عساكر ترجمة الإمام علي«عليه السلام» ج1 ص71 حديث: 117 وص74 حديث: 118، المناقب للخوارزمي الفصل الّابع ص17.
(4). المناقب للخوارزمي الفصل الرابع ص20.
(5). كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص12، مجمع الزّوائد، ج9، ص103 ، تاريخ دمشق لإبن عساكر «في ترجمة الإمام عليّ «عليه السلام» ج1 ص32 حديث:61.
(6). المستدرك على الصّحيحين، ج3 ص136، وسنن الترمذي، ج5 ص306 ومسند أحمد، ج4 ص371.
(7). نظم درر السمطين للزرندي ص82.
(8). المناقب للخوارزمي ص19 ، الفصول المهمة لابن الصباغ ص126، تأريخ دمشق لابن عساكر ج1 ص331.
(9). تاريخ دمشق لإبن عساكر ترجمة الإمام عليّ «عليه السلام»ج1 ص41 حديث:74.
(10). ميزان الاعتدال للذهبي ج1 ص505 رقم 1898.
(11). منتخب كنز العمال للمتقي الهندي بهامش مسند أحمد ج5 ص31.
(12). المقريزي الامتاع ص16.
(13). جورج جرداق الإمام علي صوت العدالة الانسانية ج1 ص63.
(14). الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» أحمد الرحماني الهمداني ص٥٤١.
(15). سورة الشعراء: الآية / 214.
(16). مروج الذهب للمسعودي ج2 ص276.
(17). الإسلاميات لطه حسين كتاب الفتنة الكبرى الجزء الأول عثمان الفصل 18.
(18). عبقرية الامام، للكاتب عباس محمود العقاد ص34.
(19). منهاج السنة لإبن تيمية ج7 ص555.
(20). تاريخ الطبري ج2 ص60.
(21). البداية والنهاية - ابن كثير ج٣ ص٣٩.
(22). المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 ص112 ، سنن ابن ماجة ج1 ص44 ، المصنف لإبن أبي شيبة ج7 ص498 ، السنن الكبرى للنسائي ج5 ص107.
(23). كنز العمال للمتقي الهندي ج13 ص164 ، تهذيب الكمال للمزي ج12 ص19 ، تهذيب التهذيب إبن حجر ج4 ص179 ، المعارف لإبن قتيبة ص169.
(24). البداية والنهاية لإبن كثير ج7 ص370 ، ومصادر أخرى عديدة.
(25). الخصائص للنسائي ص3.
(26). الخصائص للنسائي ص3.
(27). سورة مريم: آية 30.
(28). سورة مريم: آية 29.
(29). سورة مريم: آية 12.
(30). المناقب للخوارزمي الفصل الرابع ص17.
(31). راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» (الطبعة الخامسة) ج٣ ص٦١.
(32). المناقب للخوارزمي ص١٠٦ ، شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٣ ص٢٥٧ ، كنز العمال ج١١ ص٦٠٥ ، فتح الملك العلى للمغربي ص٦٧ ، تاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١٣٢ ، أسد الغابة لابن الأثير ج٥ ص٥٢٠ .
(33). مقتطفات من كتاب الصحيح من سيرة الإمام علي عليه السلام(علي أول من أسلم).
(34). الاخبثان : البول والغائط.
(35). سورة الواقعة: الآية / ١٠.
(36). سورة ««صلى الله عليه و آله وسلم»»: الآية / ٨٦.
(37). العقد الفريد لإبن عبد ربه الأندلسي ج٥ ص٩٢.
(38). راجع ماكتبناه في رد هذه الشبهة.
https://telegram.me/buratha