الدكتور فاضل حسن شريف
وردت نسبة العبد الى الله تعالى في ايات قرانية مختلفة لما يزيد عن 80 مرة: "عبادَه" 25 ، "عباديَ" 12، "عبادَنا" 11، "عبدَه" 6، "عبادَ الله" 6 ، "عبدَنا" 5، "عبادِ" 4 ، "عبادِ" 4، "بعبادي" 3، "عبادُ الرَّحمن" 3، "لعبادِه" 3، "لعباديَ" 2، "عبدُ الله" 2، "عبادُ الله" 1، "لعبادِنا" 1، "بعبدِه" 1. ولكن هنالك ايات اخرى ينسب العبد لغير الله تعالى منها "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (النور 32)، و "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ" (النحل 75)، و "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُواْ ٱلشَّيْطَٰنَ" (يس 60)، و "وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ" (المائدة 60)، و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ" (البقرة 178)، "أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الشعراء 22).
جاء في الادعية (فننعم المولى أنت يا سيّدي، وبئس العبد أنا)، و (فقد يعفو المولى عن عبده، وهو غير راض عنه)، و (مولاي يا مولاي أنت المولى وأنا العبد، وهل يرحم العبد إلاّ المولى، مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك، وهل يرحم المملوك إلاّ المالك). وهنا عبد العبودية اي طاعة السيد او المولى كما جاء في الزيارة (أنا عبدك ومولاك في طاعتك، والوافد إليك، ألتمس كمال المنزلة عند الله)، وليس عبد العبادة اي عبادة الاله وهو الله تعالى.
قال الأذرعي الشافعي: ووقع في الفتاوى أن إنساناً سمى بعبد النبي، فتوقفت فيه ثم ملت إلى أنه لا يحرم إذا قصد به التشريف بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويعبر بالعبد عن الخادم، ويحتمل المنع من ذلك خوف التشريك من الجهلة أو إعتقاد أو ظن حقيقة العبودية. وقال الدميري: التسمي بعبد النبي قيل يجوز إذا قصد به النسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومال الأكثر إلى المنع خشية التشريك وإعتقاد حقيقة العبودية .
والنية هي اساس العمل فلا يوجد عاقل ينوي ان يسمي ابنه عبد الحسين ليكون الحسين عليه السلام الهه وانما نيته ان يكون خادم الحسين وكما جاء على نياتكم يا عباد الله ترزقون. واذا قال شخص لاخر سيد فلان فهل يعني انه كفر واشرك لانه اصبح عبدا بمعنى العبوية الالهية للسيد. ان السيد تعبير لتقدير الشخص والذي يشار له عرفا بالتعبير الجامد.
وكذا ورد عند البخاري في صحيحه قال (حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى امرأة من المهاجرين وكان لها غلام نجار قال لها مري عبدك فليعمل لنا أعواد المنبر فأمرت عبدها فذهب فقطع من الطرفاء فصنع له منبرا فلما قضاه أرسلت). قال الراغب الاصفهاني: عبّدت فلاناً: إذا ذلّلته، وإذا اتّخذته عبداً. قال تعالى "أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الشعراء 22).
https://telegram.me/buratha