الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: دراسة قصة موسى عليه السلام: الآيات التي جاءت في سورة إبراهيم وهي قوله تعالى: "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ان أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور * وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد * وقال موسى ان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله لغني حميد" (ابراهيم 5-8). ويلاحظ في هذا المقطع القرآني من القصة ما يلي: أولا: إن القرآن الكريم قد مهد لهذه الإشارة بقوله: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم" (ابراهيم 4). ثانيا: إن القرآن يتحدث بعد هذا المقطع من القصة عن المفاهيم العامة التي كان يطرحها الرسل، والأساليب التي كانوا يسلكونها لتحقيق أغراضهم الرسالية. ثالثا: إن الحديث عن القصة في المقطع جاء بشكل مختصر وقد أكد المشكلة العامة التي كان يعانيها الإسرائيليون، والنعمة العامة التي تفضل بها عليهم والدعوة لشكر النعمة وان الله لا يضره كفرانها. ومن هنا يمكن أن نستنتج: أن المقطع قصد به التمثيل على صدق الحقيقة التي أشار إليها القرآن الكريم من مجئ كل رسول بلسان قومه، حيث قد يراد بلسان القوم اللغة التي يتكلم بها القوم كما لعله هو الظاهر ولكن قد يراد من اللسان كما يشير إليه السياق هو الجوانب والمشاكل الاجتماعية والسياسية والانسانية المثيرة التي تستقطب اهتمام الأمة ونظرتها ومشاعرها، فيكون تأكيدها أسلوبا ولسانا لالفات نظر الأمة إلى الدعوة وقيمتها الروحية والاجتماعية، ولذا جاءت قصة موسى مثالا لهذه الحقيقة لأنه دعا لانقاذ قومه من مشكلة اجتماعية عامة كانوا يعانونها. ولعل ما يؤكد هذا القصد هو أن العرض جاء بلسان الخطاب إلى القوم لا بلسان الحديث عن القضايا والاحداث. ولما كانت الغاية الحقيقية من ارسال الرسل هي هداية الناس وارشادهم، لذلك نجد القرآن الكريم، بعد هذه الإشارة إلى قصة موسى وتصديق الحقيقة يعود فيتحدث عن المفاهيم العامة التي كان يطرحها الرسل، على أساس انها الشئ المطلوب من الناس التصديق به، دون أن يكون للأسلوب المعين المتبع في تحقيق هذا الهدف أهمية ذاتية خاصة.
جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن نزول القرآن باللغة العربية للسيد محمد باقر الحكيم: أنزلَ اللهُ تعالى القرآن الكريم هدايةً للعالَمين، ومن أجل أن يحدِّد معالم الطّريق لكلّ البشريّة، من غير أن يختصّ بقومٍ دون قوم، أو بزمانٍ دون آخَر، لكنّه مع ذلك أُنزل باللّغة العربيّة، وهي اللّغة الّتي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربيّة، مبعث الرَّسول الخاتم صلّى الله عليه وآله. ولعلّ مردّ ذلك إلى أنَّ الجماعة الأولى الّتي كان يُراد مخاطبتها بالقرآن هم من العرب، وكانت مشيئة الله تعالى أن توجَد ضمن هذه الجماعة القاعدة الّتي ينطلق منها الإسلام، ولولا ذلك لأمكن أن نفترض والله العالم نزول القرآن بلغةٍ أخرى. وقد تطرّق القرآن الكريم في مطاوي آياته إلى تعليل هذه الظّاهرة، مبيّناً جملة من الأسباب الدّاعية إلى إنزال الكتاب العزيز باللّغة العربيّة، منها: التّفاعل الرّوحيّ: إنَّ التّفاعل الرّوحيّ والنّفسيّ الكامل مع الهداية والنُّور والمفاهيم القرآنيّة، إنَّما يتحقَّق إذا كان الكتاب بِلُغة القوم الّذين يُراد إيجاد التّغيير الفعليّ فيهم، لأنّ إثارة العواطف والأحاسيس إنّما تكون من خلال التّخاطب باللّغة نفسها، وأمّا المضمون فهو يتفاعل مع العقل والتّفكير المنطقيّ. ولعلَّ هذا السّبب يفسّر السُّنّة الإلهيّة في اختيار الأنبياء من الأقوام المبعوثين إليها، لكي تكون الحجَّة بهؤلاء الرُّسل أبلغ على أقوامهم، وحتّى تكون قدرتهم على التّأثير أكبر، قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" (ابراهيم 4).
اء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: قصة موسى عليه السلام في القرآن بحسب تسلسلها التأريخي: الإسرائيليون في المجتمع المصري: لقد عاش الإسرائيليون في المجتمع المصري وتكاثروا فيه منذ هجرة يوسف وأبيه يعقوب وبقية أولاده إلى مصر، وقد اضطهد الفراعنة الإسرائيليين في الحقبة السابقة على ولادة موسى، وبلغ الاضطهاد درجة مريعة حين اتخذ الفراعنة قرارا بذبح أبناء الإسرائيليين واستحياء نسائهم من أجل الخدمة والعمل، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يتفضل على هؤلاء المستضعفين وينقذهم من حالتهم هذه فهيأ لهم نبيه موسى فعمل على انقاذهم من الفراعنة "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" (ابراهيم 6) وهدايتهم من المجتمع الوثني إلى المجتمع التوحيدي.
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن آثار الإمام محمد باقر الحكيم في الاقتصاد الاسلامي للباحثين محمد حسين الشويطي وعلي خوير مطرود: ويركز السيد الحكيم على تعميق أثر الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية من خلال تأكيد أثره في الإنتاج والتنمية ورسم السياسات الإنتاجية، ويضع هذا الأثر في عشرة خطوط من أصل عشرين خطاً تمثلها العملية الاقتصادية كما نظر إليها الإمام الصدر ومنها: 1 ـ انتزاع الأرض من الفرد في حالة عدم استثمارها. 2 ـ حرمة الاكتساب من دون عمل منفق كاستثمار الفرد للأرض باجرة كبيرة بعد أن استأجرها باجرة قليلة. 3 ـ تحريم الفائدة الربوية. 4 ـ الامتناع عن اكتناز الذهب والفضة؛ وذلك من خلال فرض ضريبة تستنفذ المال تدريجياً. 5 ـ تحريم اللهو المرتبط بإضعاف الإنسان من جهة الإنتاج. 6 ـ التقليل من عمل التجارات غير المربحة. 7 ـ منح ملكية الأفراد لأقاربهم بعد الموت، لما له من أثر ايجابي في استمرارية عمل الإنتاج. 8 ـ وضع قوانين الضمان التي يتحمل الفرد مسؤوليتها. 9 ـ منع القادرين على العمل من الاستفادة من قوانين الضمانة. 10 ـ وجوب تعلم جميع أنواع الفنون والصناعات (كفاية) على الأفراد لإثراء عملية الإنتاج. وفي ضوء المحددات أو الخطوط العشرة التي حددها الشارع المقدس للفرد، فأن على الفرد أن يرسم سياسة الإنتاج من جهة، وان يأخذ مجاله في تحقيق هدف الإنتاج من خلال التركيز على أثر الفرد في حل المشكلة الاقتصادية من جهة ثانية، فالسيد الحكيم يرى ان الفرد هو السبب الرئيس في المشكلة الاقتصادية، وليس الفقر الذاتي للطبيعة كما تدعيه النظرية الرأسمالية، مستنداً في ذلك الى قوله تعالى: "اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" (ابراهيم 32-33).
https://telegram.me/buratha