الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن الاختلاف والوحدة في نظر القرآن الكريم (2) للسيد محمد باقر الحكيم: الاختلاف بسبب العقائد: وكما توضحت سبل وأساليب الارتباط بالله تعالى وعبادته وحمده وشكره وتسبيحه وتقديسه، كل ذلك من خلال الرسالات السماوية. وفي مقابل هذا التطور الجديد والضروري الذي يمثل الرحمة الإلهية تطور الامتحان والاختبار لهذا الإنسان، متناسقاً مع درجة التكامل الجديدة التي أخذ يواجهها هذا الإنسان. فحدث نوع جديد من الاختلاف، وهو: الاختلاف في العقائد الإلهية من خلال تأثير الهوى في الإنسان، حيث سيطر على سلوك بعض الناس، وتحول إلى إله يعبد من دون الله، فانحرف هذا الإنسان عن فطرته التي اختفت تحت ركام السيئات والذنوب والانحرافات والآثام والشهوات، الأمر الذي أدى إلى التمرد على الله تعالى، ورفض الإنسان الاستماع إلى نداءات الرسل والأنبياء في التوحيد الإلهي، أو في الإيمان بالوحي والرسالة، أو الإيمان بالمعاد والنشور، وحتى النداءات الأخلاقية والإصلاحية للمجتمع وللإنسان، في تحقيق العدل والقسط، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا التحول في الأوضاع الإنسانية والبشرية، وهذا النوع من التمرد في مثل قوله تعالى: "تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم * وما أنزلنا عليك الكتاب إلاّ لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون" (النحل 63-64).
جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: فواتح السور من الموضوعات القرآنية التي تناولها الباحثون هو فواتح السور، ونعني بفواتح السور هذه الحروف المقطعة الموجودة في فاتحة بعض السور القرآنية، وتزداد أهمية هذا الموضوع عندما نلاحظ ما أثير حوله من مشاكل وشبهات قد تؤدي إلى الشبهة في القرآن الكريم نفسه. وسوف يعالج هذا البحث تفسير هذه الظاهرة في القرآن الكريم، ومن خلال ذلك نعرف الجواب الاجمالي على الشبهات التي أثيرت حول هذا الموضوع، ونترك معالجة الشبهات حولها تفصيلا إلى بحث قرآني آخر. وقد جاءت هذه الحروف المقطعة في سور متعددة من القرآن. وحين نأتي لمعالجة هذه الظاهرة في القرآن الكريم لا نجد العرب قد عرفوا الأسلوب عند افتتاح كلامهم، كما اننا لا نجد لهذه الحروف معنى بإزائها غير مسمياتها من الحروف الهجائية. ولم يؤثر عن الرسول صلى الله عليه وآله شئ صحيح في تفسير هذه الحروف بل يكاد لا يؤثر عنه شئ في ذلك مطلقا - إلا النزر القليل - ليكون هو القول الفصل فيها، ولعل هذا هو السبب في تعدد آراء العلماء واختلاف وجهات النظر فيما بينهم بصدد تفسير هذه الحروف الامر الذي زاد من غموض هذه الظاهرة. وهناك اتجاهان رئيسان في تفسير هذه الحروف: الاتجاه الأول: هو الذي يرى أن هذه الحروف من الأشياء التي استأثر الله سبحانه بعلمها، ولذا فليس من الممكن لاحد أن يصل إلى معرفة المراد منها، ويؤيد هذا الاتجاه ما روي عن عدد من الصحابة والتابعين من أن الفواتح سر القرآن وأنها سر الله فلا تطلبوه، وذهب إليه كثير من العلماء والمحققين، كما جاء ذلك أيضا في بعض الروايات عن طريق أهل البيت عليهم السلام. والاتجاه الثاني: هو الذي يرى أنه ليس في القرآن الكريم شئ غير مفهوم لنا أو غير معروف لدى العلماء والمحققين، وذلك انطلاقا من حقيقة أن الله سبحانه وتعالى وصف القرآن الكريم بصفات متعددة لا تتفق مع هذا الخفاء والاستتار، فهو نزل "تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ" (النحل 89) وهدى للناس وغير ذلك، وحين يكون القرآن بهذه الصفة لا يمكن إلا أن يكون مفهوما للناس وواضحا لهم. وقد نسب هذا الاتجاه إلى المتكلمين من علماء الاسلام. وعلى أساس هذا الاتجاه نجد كثيرا من العلماء يحاولون تفسير هذه الحروف المقطعة، الامر الذي استلزم تعدد مذاهبهم في ذلك، وقد ذكر الشيخ الطوسي مذاهب مختلفة في تفسير هذه الحروف، وعد منها الفخر الرازي واحدا وعشرين تفسيرا، وسوف نقتصر على ذكر المهم منها، إضافة إلى أن بعضها يمكن إرجاعه إلى بعض الاخر.
جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: العلاقة باللّه تعالى: و هي الصفات التي تتحدّث عن نوع و مستوى العلاقة بين اللّه تعالى و عيسى عليه السّلام، و هنا نلاحظ أنّ القرآن الكريم يتحدّث في هذا البعد عن الخصال التي تعبّر عن موقف العناية و الرحمة الإلهية بعيسى عليه السّلام في تصوير هذه العلاقة، بدل الصفات التي تعبّر عن موقف عيسى عليه السّلام من اللّه باستثناء صفة واحدة، و هي صفة العبودية. و لم تذكر هذه الصفة و الخصلة إلّا له و لنبينا محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في سورة النحل "قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (النحل 102) و رفعه اللّه إليه بعد الوفاة، و طهره من الكافرين، و هي من الصفات التي اختص بها اللّه تعالى رسوله عيسى عليه السّلام.
https://telegram.me/buratha