الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تبارك وتعالى "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (آل عمران 7) يقول الامام الرضا عليه السلام (من رد متشابه القرآن الى محكمه هدي الى صراط مستقيم).
عن كتاب حياة الامام الرضا عليه السلام للمؤلف باقر شريف القرشي: استدل الامام الرضا عليه السّلام بهذه الآية الكريمة حينما سأله المأمون هل فضّل اللّه العترة على سائر الأمة؟ فقال عليه السّلام: إن اللّه عزّ و جلّ أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال المأمون: و أين ذلك من كتاب اللّه؟ فقال عليه السّلام: في قوله عزّ و جلّ: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ" (آل عمران 33-34) إن العترة داخلون في آل ابراهيم لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من ولد ابراهيم و هو دعوة ابراهيم و عترته منه و كلام الامام عليه السّلام ليس من التفسير و انما هو من الاستدلال بظاهر الآية على ما ذكره.
قال الله جل جلاله "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (آل عمران 55) روي عن الإمام الرضا عليه السلام، أنه قال : (إنه ما شِّبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه للناس إلا أمر عيسى وحده، لأنه رفع من الأرض حياً، وقبض روحه بين السماء والأرض، ثم رفع إلى السماء، ورد عليه روحه).
ورد ان المأمون قال للرضا عليه السلام أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام يدل عليها القرآن. فقال له الرضا عليه السلام: فضيلته في المباهلة "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" (آل عمران 61) فدعا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام فكانا إبنيه، ودعا فاطمة عليه السلام فكانت في هذا الموضع نساءه، ودعا أميرالمؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عزّ وجل، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بحكم الله عزّ وجل. فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إبنيه خاصّة وذكر النساء بلفظ الجمع وإنّما دعا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ابنته وحدها فلم لا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من الفضل؟ فقال له الرضا عليه السلام ليس بصحيح ما ذكرت يا أمير المؤمنين، وذلك أن الداعي إنّما يكون داعيا لغيره كما يكون الآمر آمراً لغيره ولا يصح أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمراً لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين عليه السلام فقد ثبت أنّه نفسه التي عناها الله تعالى في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله. فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال.
قال الله عز وجل "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" (آل عمران 97) عن محمد بن سنان أنَّ أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله قال: عِلّة فرض الحجّ مرّةً واحدة، لأنّ الله تعالى
https://telegram.me/buratha