جاء في الموسوعة الالكترونية لمدرسة اهل البيت عن إيمان أبي طالب عليه السلام: دليل منكري إيمان أبي طالب: استند المنكرون لإيمان أبي طالب رضي الله عنه بعدة روايات، هي: آية النهي عن الاستغفار للمشركين: رووا في شأن نزول الآية المباركة عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لمّا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال: أي عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما تكلم: على ملّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والله لاستغفرن لك ما لم أُنه عنك. فأنزل الله: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يستغفروا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" (التوبة 113) وفي الرواية مواقع للنظر، منها: إن سعيداً الذي انفرد بنقل هذه الرواية كان ممن ينصب العداء لأمير المؤمنين علي عليه السلام فلا يحتجّ بما يقوله أو يتقوله فيه وفي أبيه وفي آله وذويه، فإن الوقيعة فيهم أشهى مأكلة له. قال ابن أبي الحديد في الشرح ج 4، ص 101: وكان سعيد بن المسيب منحرفاً عنه عليه السلام. أضف إلى ذلك أن آية الاستغفار نزلت بالمدينة بعد موت أبي طالب بعدّة سنين تربو على ثمانية أعوام. يضاف إلى ذلك كما عن العلامة الأميني إنّ هناك روايات تضاد هذه الرواية في مورد نزول آية الاستغفار من سورة البراءة أخرجها علماء الشيعة ومحدثي العامة، عن علي عليه السلام قال: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أولم يستغفر إبراهيم؟ فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت آية: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى" (التوبة 113). آية النأي: ذهب البعض الى القول بأن الآية 26 من سورة الأنعام "وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" نزلت بحق أبي طالب، فقد أخرج الطبري وغيره عمّن سمع إبن عباس أنه قال: إنها نزلت في أبي طالب، ينهى عن أذى رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أن يؤذي، وينأى أن يدخل في الاسلام. ويرده: أولاً: الحديث مرسل لوجود كلمة عمن للإشارة للراوي الذي بين حبيب بن أبي ثابت وابن عباس، ومع عدم معرفة الراوي كيف يمكن الاستناد إلى الرواية والاطمئنان بصدورها حقاً؛ وثانياً: إنّ علماء العامة أنفسهم ضعفوا حبيب بن أبي ثابت واتهموه بالتدليس. وثالثاً: أن الطبري روى ما يتضاد مع رواية حبيب وأنها نزلت في مشركي مكة الذين كانوا ينهون الناس عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤمنوا به، وينأون عنه يتباعدون عنه. ويؤيد ذلك سياق الآيات فإنّها جمعاً كانت بصدد الحديث عن المشركين. حديث الضَحضاح: تمسك المخالفون بحديث الضحضاح حيث رووا عن المغيرة بن شعبة أنه ذكر أبو طالب عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. ويرده: أولاً: إنّ المغيرة بن شعبة كما يقول العلامة المجلسي كان معروفاً ببغضه لبني هاشم، وعلي عليه السلام بالخصوص وبغضه مشهور ومعلوم، وفسقه غير خاف. وثانياً: لا معنى لشمول الشفاعة لأبي طالب مع فرض موته كافراً؛ إذ من المسلم به أن الشفاعة لا تشمل المشركين.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ثمّة أحاديث منقولة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تؤكّد شهادته بإيمان عمه الوفي أبي طالب، من ذلك ما ينقله لنا صاحب كتاب (أبو طالب مؤمن قريش) فيقول: عند ما توفي أبو طالب رثاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو على قبره، قائلا: (وا أبتاه وا أبا طالباه وا حزناه عليك كيف أسلو عليك يا من ربيتني صغيرا، و اجبتني كبيرا، و كنت عندك بمنزلة العين من الحدقة و الروح من الجسد). و كثيرا ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: (ما نالت منّي قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب). من المتفق عليه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد أمر بقطع كل رابطة صحبة له بالمشركين، و كان ذلك قبل وفاة أبي طالب بسنوات، و عليه فإنّ ما أظهره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الحبّ و التعلق بأبي طالب يدل على أنّه كان يرى في أبي طالب بعا لمدرسة التوحيد، و إلّا فكيف ينهى الآخرين عن مصاحبة المشركين، و يبقى هو على حبّه العميق لأبي طالب؟ في الأحاديث التي وصلتنا عن أهل البيت عليهم السّلام أدلة وافرة على إيمان أبي طالب و إخلاصه، و لا يسع المجال هنا لذكرها، و هي أحاديث تستند إلى الاستدلال المنطقي و العقلي، كالحديث المنقول عن الإمام زين العابدين عليه السّلام الذي قال- بعد أن سئل عن إيمان أبي طالب و أجاب الإيجاب (إنّ هنا قوما يزعمون أنّه كافر وا عجبا كل العجب أ يطعنون على أبي طالب أو على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد نهاه اللّه أن تقرّ مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن (أي في أكثر من آية) و لا يشك أحد أن فاطمة بنت أسد رضي اللّه تعالى عنها من المؤمنات السابقات، فإنّها لم تزل تحت أبي طالب حتى مات أبو طالب رضي اللّه عنه). و إذا تركنا كل هذا جانبا، فاننا قد نشك في كل شيء إلّا في حقيقة كون أبي طالب كان على رأس حماة الإسلام و رسول الإسلام، و كانت حمايته تتعدى الحدود المألوفة بين أبناء العشيرة و العصبيات القبلية و لا يمكن تفسيرها بها. من الأمثلة الحيّة على ذلك حكاية (شعب أبي طالب) يجمع المؤرخون على أنّه عند ما حاصرت قريش النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المسلمين محاصرة اقتصادية و اجتماعية و سياسية شديدة و قطعت علائقها بهم، ظل أبو طالب الحامي و المدافع الوحيد عنهم مدّة ثلاث سنوات ترك فيها كل أعماله، و سار ببني هاشم إلى واد بين جبال مكّة يعرف بشعب أبي طالب فعاشوا فيه، و قد بلغت تضحياته حدا أنّه، فضلا عن بنائه الأبراج الخاصّة للوقوف بوجه أي هجوم قد تشنه قريش عليهم، كان في كل ليلة يوقظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من نومه و يأخذه إلى مضجع آخر يعده له و يجعل ابنه الحبيب إليه عليا عليه السّلام في مكانه، فإذا ما قال له ابنه علي عليه السّلام: يا أبة، إنّ هذا سيوردني موارد الهلكة، أجابه أبو طالب عليه السّلام: ولدي عليك بالصبر، كل حي إلى ممات، لقد جعلت فداء ابن عبد اللّه الحبيب، فيرد علي عليه السّلام: يا أبه، ما قلت لك ذلك خوفا من الموت في سبيل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، بل كنت أريدك أن تعلم مدى طاعتي لك و استعدادي للوقوف إلى جانب محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. إنّنا نرى أن من يترك التعصب، و يقرأ بغير تحيز ما كتبه التّأريخ بحروف من ذهب عن أبي طالب، سيرفع صوته مع صوت ابن أبي الحديد منشدا: و لو لا أبو طالب و ابنه * لما مثل الدين شخصا و قاما ذاك بمكّة آوى و حامى * و هذا بيثرب جس الحماما.
ولا ينسى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم خلال يتمه جده عبد المطلب الذي كفله لمدة سنتين وبعده عمه ابو طالب الذين كفلاه خلال يتمه وهو القائل (انا وكافل اليتيم في الجنة). فسلام الله عليك يا ابا طالب كيف يتهمونك بالكفر وانت مع ابن اخيك من تكفلت به في الجنة. ولو ان ابو طالب كان قليل المال وكثير الاولاد لكنه لم يتخلى عن ابن اخيه بل كان حريصا عليه اكثر من حرصه على اولاده فقد رباه على يده كما ذكرت ذلك ام ايمن واضافت ان محمدا لم يكن ساخطا في اي وقت من عمه ولم يشعر من جوع وعطش. وبما ان ابو طالب من بني هاشم فان بني امية وعلى رأسهم ابو سفيان كانوا شديدي العداوة مع ابو طالب مما زاد من حرصه على ابن اخيه اليتيم من اذى بني امية، وهذا ما ثبتته الوقائع التأريخية قبل وبعد رسالة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم.
تكملة للحلقة السابقة جاء في کتاب أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم للمؤلف نبيل قدوري الحسني: 5 ــ أخبار أبي طالب وولده: للعلامة الحافظ أبي الحسن علي بن محمد بن عبدالله بن أبي سيف المدائني الأخباري (135 ــ 215) وقيل 225هـ، قال عنه الذهبي: «كان عجبا في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب، مصدقاً فيما ينقله، على الإسناد. عد هذا الكتاب من تصانيفه ابن النديم في الفهرست، وياقوت الحموي في معجم الأدباء. 6 ــ أسنى المطالب في نجاة أبي طالب للعلامة احمد زيني دحلان، الفقيه الخطيب مفتي الشافعية «1232 ــ 1340 هـ»، اختصر فيه كتاب «بغية الطالب لإيمان أبي طالب للعلامة محمد بن رسول البرزنجي، وأضاف عليه مطالب مهمة، طبع بمصر سنة 1305هـ وبعدها مكرراً. وترجمه إلى اللغة الأردوية المولوي الحكيم مقبول أحمد الدهلوي وطبع في دلهي سنة 1313هـ، ذكره الشيخ في الذريعة. 7 ــ إيمان أبي طالب: لأحمد بن القاسم. قال عنه النجاشي: الرجل من أصحابنا رأينا بخط الحسين بن عبيدالله كتاباً له في إيمان أبي طالب. والحسين بن عبيدالله هو أبو عبدالله الغضائري شيخ النجاشي بالإجازة، مات سنة 411هـ. 8 ــ إيمان أبي طالب: للشيخ أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الجرجرائي الكاتب، قال عنه النجاشي: ثقة، صحيح السماع، وكان صديقنا. 9 ــ إيمان أبي طالب: للشيخ الرجالي أبي علي أحمد بن محمد بن عمار الكوفي المتوفى سنة 346هـ، وصفه النجاشي، والشيخ الطوسي: «شيخ من أصحابنا، ثقة، جليل القدر، كثير الحديث والأصول. وله أيضاً كتاب: أخبار آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفضائلهم وإيمانهم وكتاب الممدوحين والمذمومين. 10 ــ إيمان أبي طالب: للفقيه المتكلم السيد الجليل أبي الفضائل جمال الدين احمد بن موسى بن جعفر بن طاووس العلوي الحسني الحلي، المتوفى سنة 673هـ، ذكره هو في كتابه بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية. 11 ــ إيمان أبي طالب: للشيخ المحدث الجليل أبي محمد سهل بن أحمد بن عبدالله بن احمد بن سهل الديباجي البغدادي 286 ــ 380هـ، ذكر كتابه النجاشي في رجاله. 12 ــ إيمان أبي طالب: لأبي نعيم علي بن حمزة البصري اللغوي المتوفى سنة 375هـ أحد أعيان أهل اللغة الفضلاء المحققين العارفين بصحيحها من سقيمها.
https://telegram.me/buratha