الدكتور فاضل حسن شريف
تكملة للحلقات السابقة جاء عدد من أسماء الله الحسنى في آيات قرآنية كما في سورة الفاتحة "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)" (الفاتحة 1-4). وفي سورة البقرة "قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (البقرة 32)، و "فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ" (البقرة 37)، و "وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ" (البقرة 115)، و "وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) " (البقرة 127-129)، و "وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ" (البقرة 143)، و "إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ " (البقرة 158)، و "وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ" (البقرة 163)، و " وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) ا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)" (البقرة 224-228)، و "ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ" (البقرة 255)، و "قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٞ" (البقرة 263)، و " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)" (البقرة 267-268).
ورد في رواية ان عبدالله بن يحيى دخل في مجلس أمير المؤمنين عليه السلام و كان أمامه سريره فأمره الإمام ان يجلس عليه فتحطم السرير فجأة و وقع عبدالله على الارض و جرح رأسه و خرج منه الدم فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بماء فغلسوا الدم ثم وضع الأمير يده على الجرح فاحس عبد الله بألم شديد في أوّل الأمر ثم بريء جرحه فقال الإمام عليه السلام: الحمد لله الذي يغسل ذنوب شيعتنا و يطهرها بالحوادث المؤلمة. فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين لقد نبهتي، أخبرني أي ذنب ارتكبته حتى اصاب بهذا الحادث المؤلم كي لا عود إلى ذنبي فان ذلك يسعدني. فقال عليه السلام: عندما جلست على السرير لم تقل "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيم" ألم تعلم ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال عن لسان ربِّه: ان كل عمل ذي بال لم يبدأ فيه بسم الله فهو ابتر و لا ثمرة فيه. فقال عبد الله: فديتك لا ادعها بعد هذا ابداً. فقال الإمام عليه السلام: اذا ستكون سعيداً.
جاء في صفحة جعفر مرتضى العاملي عن تفسير سورة الفاتحة: أما بالنسبة للفظ الجلالة "الله" فهو اسم علم للذات الإلهية المقدسة. ويدل على ذلك أيضاً ما أشار إليه السيد العلامة الطباطبائي رحمه الله تعالى، من أن لفظ الجلالة يوصف بجميع الأسماء الحسنى، ولا يصح أن يقع هو وصفاً لأي واحدة منها. أن الرحمة لدى بني الإنسان عبارة عن انفعال نفساني ذي طابع خاص، يحصل بسبب رؤية العجز أو الضعف أو النقص لدى إنسان أو أي مخلوق آخر ذي روح. فإذا رأينا طفلاً عمره شهر تحت أشعة الشمس، أو جريحاً، أو رجلاً تحت الأنقاض يحصل في داخلنا انفعال معيّن بطريقة عفوية وفطرية، يدفعنا إلى العمل ومد يد المساعدة لذلك العاجز والمنكوب. لكن حينما نصف الذات الإلهية المقدّسة المنـزّهة بصفة الرحمانية والرحيمية، فإن نحو وكيفية تلبسها بصفة الرحمة، أو انتساب الرحمة إليها يختلف عن نحو وكيفية تلبسها بالإنسان وانتسابها إليه. ونحن نجهل تماماً حقيقة الرحمة التي ننسبها إليه تعالى، ولا نستطيع حتى أن نتصوّر حقيقتها ، ونجهل أيضاً كيفيتها لديه تعالى. وقد ورد النهي عن المعصومين عليهم السلام عن التعمق في التفكير في حقيقة الذات الإلهية. إن كلمة الرحمان، تفيد المبالغة، أي الذي يفيض الرحمة وتصدر عنه كثيراً، ومن كل جهة. ومعنى ذلك: أنها وصف لا يختص بالمؤمن، بل يعم الكافر أيضاً . أنها والحالة هذه إنما تناسب الحياة الدنيا، إذ ليس للكافر منها في الآخرة من نصيب. وقالوا: إن كلمة "الرحيم" صفة مشبهة، أي أنها تدل على وجود الصفة في الموصوف بصورة ثابتة ودائمة ، ومعنى ذلك: أن هذا إنما يناسب المؤمن دون الكافر، لأن المؤمن هو الذي يستحق الرحمة الدائمة. إن هذا الوصف يمتد إلى الآخرة أيضاً، ليكون المؤمن مرحوماً فيها . وليناسب ذلك معنى الثبات والدوام فيها. ولأجل ما تقدم نجدهم يقولون: رحمان الدنيا ورحيم الآخرة. الله سبحانه رحمان في الدنيا والآخرة، ورحيم فيهما معاً أيضاً. وقد ورد في الحديث الشريف: (رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما). وقد اتضح مما تقدم: أن ما قالوه من أنه تعالى: رحمان في الدنيا رحيم في الآخرة، لأن الكافر لا يستحق ثبات ودوام الرحمة لتصل إلى الآخرة. فتكون كلمة رحيم خاصة بالمؤمن. وكلمة رحمن تشمل المؤمن والكافر. هذا القول غير دقيق: بل هو استنبطوه من شؤون العقيدة، لا من الدلالات اللغوية لهاتين الكلمتين، فقيدوا المعنى اللغوي بالدليل العقائدي.
تكملة للحلقة السابقة عن موقع اليسير: أسمــــــــاء الله الحسنى سبحانه وتعالى وشرح معناها: 20، 21- القابض، الباسط: هو الذي يوسع الرزق ويقدره، يبسطه بجوده ورحمته ويقبضه بحكمته. 22، 23- الخافض، الرافع: هو الذي يخفض الجبارين والمتكبرين أي يضعهم ويهينهم، ويخفض كل شيء يريد خفضه، وهو الذي يرفع المؤمنين بالإسعاد وأولياءه بالتقريب. 24- المعز: وهو تعالى يعز من شاء من أوليائه والإعزاز على أقسام: القسم الأول: إعزاز من جهة الحكم والفعل: هو ما يفعله الله تعالى بكثير من أوليائه في الدنيا ببسط حالهم وعلو شأنهم، فهو إعزاز حكم وفعل. القسم الثاني: إعزاز من جهة الحكم: ما يفعله تعالى بأوليائه من قلَّة الحال في الدنيا، وأنت ترى من ليس في دينه فوقه في الرتبة فذلك امتحان من الله تعالى لوليه، وهو يثيبه إن شاء الله على الصبر عليه. القسم الثالث: إعزاز من جهة الفعل: ما يفعله الله تعالى بكثير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الأمر والنهي، وظهور الثروة في الحال في الدنيا، فذلك إعزاز فعل لا إعزاز حكم، وله في الآخرة عند الله العقاب الدائم، وإنما ذلك ابتلاء من الله تعالى واستدراج. 25- المذل: الله تعالى يذلُّ طغاة خلقه وعُتاتهم حكماً وفعلاً، فمن كان منهم في ظاهر أمور الدنيا ذليلاً، فهو ذليل حكماً وفعلاً. 26- السميع: وهو الذي له سمع يدرك به الموجودات وسمعه وسع كلَّ شيء فسبحان الذي لا يشغله سمع عن سمع، والسمع صفة لله تعالى. 27- البصير: وهو من له بصر يرى به الموجودات، والبصر صفة لله تعالى. 28- الحكم: هو الحاكم، وهو الذي يحكم بين الخلق لأنه الحَكَم في الآخرة، ولا حكم غيره. والحكام في الدنيا إنما يستفيدون الحكم من قبله تعالى. 29- العدل: وهو الذي حكم بالحقِّ، والله عادل في أحكامه وقضاياه عن الجور. 30- اللطيف: هو المحسن إلى عباده، في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويُسيِّر لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون. 31- الخبير: هو العالم بحقائق الأشياء. 32- الحليم: هو الذي يؤخر العقوبة على مُستحقيها ثم قد يعفو عنهم. 33- العظيم: هو المستحق لأوصاف العلو والرفعة والجلال والعظمة وليس المراد به وصفه بعظم الأجزاء كالكبر والطول والعرض العمق لأن ذلك من صفات المخلوقين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. 34- الغفور: هو الذي يكثر من المغفرة والستر على عباده.35- الشكور: هو الذي يشكر اليسير من الطاعة، ويعطي عليه الكثير من المثوبة والأجر. 36- العلي: وهو تعالى عالٍ على خلقه فهو العالي القاهر. 37- الكبير: هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن، فصغر دونه تعالى كل كبير. 38- الحفيظ: هو الحافظ لكل شيء أراد حفظه. 39- المقيت: هو المقتدر على كل شيء.
https://telegram.me/buratha