الدكتور فاضل حسن شريف
عن الخطيب التبريزي من علماء اهل السنة یقول: جعفر الصادق: هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الصادق کنيته أبو عبدالله کان من سادات أهل البيت روي عن أبيه وغيره سمع منه الأئمة الأعلام نحو يحيي بن سعيد وابن جريج ومالک بن أنس والثوري وابن عيينة وأبو حنيفة. ابو المحاسن الظاهري من علماء الحنفية يقول: جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله عنهم، الإمام السيد أبو عبد الله الهاشمي العلوي الحسيني المدني. وكان يلقب بالصابر، والفاضل، والطاهر، وأشهر ألقابه الصادق وحدث عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة والسفيانان ومالك وغيرهم، وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. علي بن احمد المكي المشهور ابن صباغ من علماء المالکية یقول: كان جعفر الصادق ابن محمّد بن عليّ بن الحسين وروى عنه جماعة من أعيان الاُمّة وأعلامهم مثل: يحيى بن سعيد وابن جريج ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة وأبو حنيفة وشعبة وأبو أيّوب السجستاني وغيرهم. بن حجر الهيثمي من کبار علماء اهل السنة يقول: جعفر الصادق روى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريج والسفيانين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني. خير الدين الزرکلي ایضا یقول: جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط، الهاشمي القرشي، أبو عبد الله، الملقب بالصادق: سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. كان من أجلاء التابعين. وله منزلة رفيعة في العلم. أخذ عنه جماعة، منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك. ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط. له أخبار مع الخلفاء من بني العباس وكان جريئا عليهم صداعا بالحق. الدکتور علي بن محمد دخيل الله من محققي و مؤلفی اهل السنة المعاصرين یقول فی تحقيق کتاب الصواعق المرسلة: هو جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط الهاشمي القرشي الملقب بالصادق. ولد سنة 80 بالمدينة وهو سادس الائمة الاثني عشرية عند الامامية، من اجلاء التابعين، أخذ عنه جماعة منهم الإمامان مالك وأبو حنيفة. وتوفي في المدينة سنة 148.
عبد الرحمن الشرقاوي يقول: توفي الامام جعفر الصادق الذي درس عليه الامام مالك من صحبة الإمام جعفر وأخذ عنه کثيرا من طرق استنباط الحکم ووجوه الرأي وأخذ عنه البعض الاحکام في المعاملات وأخذ الاعتماد علي شاهد دون شاهدين إذا حلف المدعي اليمين وکما أخذ من الإمام الصادق جعفر بن محمد اخذ من أبيه الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. لزم مالك مجلس الامام محمد الباقر وابنه الامام جعفر وتعلم منهما.
يقول أبو حنيفة: (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد) ثمّ قال أبو حنيفة: (أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس). يقول مالك بن أنس (ما رأت عين ولا سمعت اُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق علماً وعبادة وورعاً). وكذلك يقول (إنّه كان من العلماء العبّاد الزهّاد، ولم يمنعه زهده وتبتله عن الكسب وطلب المعاش من وجوهه المشروعة مع الإجمال في الطلب والإعتدال في الإنفاق وأداء الحقوق، كما أنّه ينهى عن الكسل والبطالة). قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة وقد سُئل من أفقَه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمّد، لمّا أقدمه المنصور بعث إليّ، فقال: يا أبا حنيفة، إنّ الناس قد فُتِنوا بجعفر بن محمّد فهيّئ له من مسائلك الشداد، فهيّأت له أربعين مسألة، ثمّ بعث إليّ أبو جعفر (المنصور) وهو بالحيرة فأتيته. فدخلت عليه، وجعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلمّا بصرت به، دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر (المنصور)، فسلّمت عليه، فأومأ إليّ فجلست، ثمّ التفتّ إليه، فقال المنصور: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة، قال: (نعم أعرفه)، ثمّ التفت إليّ، فقال: يا أبا حنيفة، ألقِ على أبي عبد الله من مسائلك، فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول: (أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربّما تابعنا وربّما تابعهم، وربّما خالفنا جميعاً، حتّى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء)، ثمّ قال أبو حنيفة: أليس أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟. وقد جاء في كتب الرجال والتراجم والحديث أنّ أبان بن تغلب قد أخذ من الإمام جعفر الصادق عليه السلام ثلاثين ألفاً (30000) من الأحاديث، ومحمد بن مسلم وهو تلميذ آخر من تلامذة الصادق عليه السلام قد أخذ منه ستة عشر ألف (16000) حديثاً. عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: (نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَمْشِي، فَقَالَ: تَرَى هَذَا؟ هَذَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عز وجل: "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ" (القصص 5)).
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: رده عليه السلام على بعض الزنادقة: التقى الإمام عليه السلام مع بعض الملحدين، وجرى نزاع بينهما، فقال عليه السلام للملحد: (إن كان الأمر على ما تقولون من إنكار الله وهو ليس على ما تقولون، فقد نجونا ونجوتم، وان كان الأمر على ما نقول: فقد نجونا وهلكتم). إبطاله عليه السلام لشُبَه النصارى: عَنْ أَبِي حُبَيْشٍ الْكُوفِيِّ قَالَ: (حَضَرْتُ مَجْلِسَ الصَّادِقِعليه السلام وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى فَقَالُوا: فَضْلُ مُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدٍ سَوَاءٌ لِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ الشَّرَائِعِ وَالْكُتُبِ، فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام: إِنَّ مُحَمَّداً أَفْضَلُ مِنْهُمَا وَأَعْلَمُ وَلَقَدْ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يُعْطِ غَيْرَهُ، فَقَالُوا: آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ نَزَلَتْ فِي هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَوْلُهُ تَعَالَى: "وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" (الاعراف 145) وَقَوْلُهُ لِعِيسَى: "وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ" (الزخرف 63) وَقَوْلُهُ لِلسَّيِّدِ الْمُصْطَفَى: "وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ" (النحل 89) وَقَوْلُهُ: "لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً" (الجن 28) فَهُوَ وَاللهِ أَعْلَمُ مِنْهُمَا وَلَوْ حَضَرَ مُوسَى وَعِيسَى بِحَضْرَتِي وَسَأَلَانِي لَأَجَبْتُهُمَا وَسَأَلْتُهُمَا مَا أَجَابَا). إبطاله عليه السلام لشُبَه القدريّة: روي عن علي بن سالم انه قال: (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرُقي، أتدفع من القدَر شيئا؟ قال عليه السلام: هي من القدَر، وأضاف عليه السلام: إنَّ القدريّة مجوس هذه الأمة، وهم الذين أرادوا أن يصفوا الله بعدله فأخرجوه من سلطانه، وفيهم نزلت هذه الأية "يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر 48-49))
تكملة للحلقة السابقة جاء في اصول الكافي من أقوال الامام جعفر الصادق عليه السلام: (إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم و يبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير)، و (ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه اغفر الله له قبل أن يستغفر)، و (ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله اغفر الله له قبل ان يحمده)، و (ان المؤمن ليهم بالحسنة و يعمل بها فتكتب له حسنة و ان هو عملها كتبت له عشر حسنات و ان المؤمن ليهم بالسيئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه)، و (اذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا و الاخرة)، و (إن الله يحب العبد المفتن التواب و من لم يكن ذلك منه كان أفضل)، و (ان الله عز و جل يفرح بتوبة عبده المؤمن اذا تاب كما يفرح احدكم بضالته اذا وجدها)، و (إن العبد اذا أذنب ذنبا أجل من غدوة الي الليل فإن استغفر الله لم يكتب عليه)، و (ان المؤمن ليذنب الذنب فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر الله منه فيغفر له و إنما يذكره ليغفر له و إن الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته)، و (كان أبي يقول : نعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء و تقرب الآجال و تخلي الديار و هي قطعية الرحم و العقوق و ترك البر)، و (ان العبد اذا كثرت ذنوبه و لم يكن عنده من العمل ما يكفرها ابتلاه بالحزن ليكفرها)، و (ان المؤمن ليهول عليه في نومه فيغفر له ذنوبه و إنه ليمتهن في بدنه فيغفر له ذنوبه)، و (اذا اراد الله عز و جل بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا و اذا اراد بعبد سوءا أمسك عليه ذنوبه حتي يوافي بها يوم القيامة)، و (قال الله عز و جل، ما من عبد أريد أن أدخلة الجنة اابتليته في جسده فإن كان ذلك كفارة لذنوبه و اشددت عليه عند موته حتي يأتيني و ذنب له ثم أدخله الجنة)، و (الذنوب التي تغير النعم البغي)، و (قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ترك الخطيئة أسر من طلب التوبة و كم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا)، و (ان الله اذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أبتعه بنقمة و يذكره الاستغفار).
https://telegram.me/buratha