الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في معاني القرآن الكريم: سلط السلاطة: التمكن من القهر، يقال: سلطته فتسلط، قال تعالى: "ولو شاء الله لسلطهم" (النساء 90)، وقال تعالى: "ولكن الله يسلط رسله على من يشاء" (الحشر 6)، ومنه سمي السلطان، والسلطان يقال في السلاطة، نحو: "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا" (الاسراء 33)، "إنه ليس له سلطان على الذي آمنوا وعلى ربهم يتوكلون" (النحل 99)، "إنما سلطانه على الذين يتولونه" (النحل 100)، "لا تنفذون إلا بسلطان" (الرحمن 33)، وقد يقال لذي السلاطة، وهو الأكثر، وسمي الحجة سلطانا، وذلك لما يلحق من الهجوم على القلوب، لكن أكثر تسلطه على أهل العلم والحكمة من المؤمنين، قال تعالى: "الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان" (غافر 35)، وقال: "فأتونا بسلطان مبين" (ابراهيم 10)، وقال تعالى: "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين" (غافر 23)، وقال: "أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا" (النساء 144)، وقوله عز وجل: "هلك عني سلطانيه" (الحاقة 29)، يحتمل السلطانيين. والسليط: الزيت بلغة أهل اليمن، وسلاطة اللسان: القوة على المقال، وذلك في الذم أكثر استعمالا. يقال: امرأة سليطة، وسنابك سلطات (السنبك: طرف الحافر، وجانباه من قدم، وجمعه: سنابك. انظر: اللسان (سنبك)، و (سلط) ) : لها تسلط بقوتها وطولها. سُلْطَانٌ مُبِينٌ: حُجَّةٌ بَيِّنَةٌ.
عن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (بين) "تقطع بينكم" (الانعام 94) أي تشتت وصلكم، وجمكم، والبين: من الأضداد يكون الوصال، ويكون الفراق، والبين: الوسط، قال تعالى: "بين ذلك سبيلا" (النساء 149) (الاسراء 110) وقوله * (بين أيديهن وأرجلهن" (الممتحنة 12) أي لا يأتين بولد من غير الزوج وكنى بما بين يديها ورجليها عن الولد لأن الفرج بين الرجلين، والبطن بين اليدين، و "علمه البيان" (الرحمن 4) أي فصل ما بين الأشياء، ويقال: البيان هو المنطق المعرب عن ما في الضمير وقيل "الإنسان" (الرحمن 3) آدم عليه السلام، و "البيان" (الرحمن 4) اللغات كلها، وأسماء كل شئ ، و "تبيانا" (النحل 89) تفعال من البيان، وقوله: "إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا" (النساء 93) أي إذا سافرتم وذهبتم للغزو فتبينوا أي فاطلبوا بيان الأمر وثباته ولا تعجلوا فيه، و "تبينت الجن" (سبأ 14) أي ظهر وتبين ان الجن "لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين" (سبأ 14) من تبين الشئ إذا ظهر وتجلى، والبين: الواضح قال تعالى: "بسلطان بين" (الكهف 15) و "البينة" (البينة 1) (البينة 4) الحجة الواضحة، قال تعالى: "اتيناهم كتابا فهم بينت منه" (فاطر 40) وأبان الشئ إذا اتضح فهو مبين بمعنى بان قال تعالى: "إنه لكم عدو مبين" (البقرة 168) (البقرة 208) (الانعام 142) (يس 60) (الزخرف 62) أي مظهر للعداوة وقال تعالى: "فإذا هي ثعبان مبين" (الاعراف 106) (الشعراء 32) أي بين، وبين الشئ إذا أوضحه قال تعالى: "لتبيننه للناس ولا تكتمونه" (ال عمران 187) وقال تعالى: "إلا أن يأتين بفاحشة مبينة" (النساء 18) (الطلاق 1) واستبان الشئ تبين، واستبانه بينه، وعلى الوجهين قرئ قوله "ولتستبين سبيل المجرمين" (الانعام 55) بنصب السبيل، ورفعه، و "الكتاب المستبين" (الصافات 17). (سلط) "سلطان" حجة، وملكة، وقدرة، و "نجعل لكم سلطانا" (القصص 35). أي غلبة وتسليطا أو حجة وبرهانا، وأصل السلطنة: القوة، ومنه السليط: وهو الزيت والسلاطة: حدة اللسان. آيات: علامات وعجائب، وآية من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه. وقيل جماعة حروف، من قولهم: خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم وقوله تعالى: "وجعلنا ابن مريم وأمه آية" (هود 80) ولم يقل آيتين لأن قصتهما واحدة، وعن الأزهري: لأن الآية فيهما معا وهي الولادة بغير فحل. قال تعالى: "لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين" (يوسف 7).
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى: "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن اخرج قومك من الظلمات إلى النور" (ابراهيم 5) إلى آخر الآية إذ كان الكلام في السورة مبنيا على الانذار والتذكير بعزة الله سبحانه ناسب ان يذكر ارسال موسى بالآيات لهداية قومه فان قصة رسالته من أوضح مصاديق ظهور العزة الإلهية من بين الرسل وقد قال تعالى فيه: "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين" (المؤمنون 23) وقال حاكيا عنه عليه السلام: "وان لا تعلوا على الله انى آتيكم بسلطان مبين" (الدخان 19).
يقول الشيخ جلال الدين الصغير في كتابه عصمة المعصوم: يقول الله تبارك وتعالى على لسان موسى عليه السلام: "وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" (الاعراف 142) فحديثه عن سبيل المفسدين إنما يكون للأمور العامة، وحديثه عن القوم يشير إلى عمومية القوم المتبقين إذ لم يأخذ معه إلى الطور إلا النخبة منهم، وحديثه عن الإصلاح إنما هو حديث عن المهمة الربانية الموكلة إليه. ولا تعنينا هذه الترهات، فالقرآن خير هاد لنا في تشخيص دور هارون عليه السلام، فهو خليفته في قومه في الآية السابقة، وهو وزيره وأخوه في موضع آخر "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا" (الفرقان 35)، وهو ناصره في موضع ثالث "وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ" (الشعراء 13) وهو المرسل بآياته في موضع رابع "ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ" (المؤمنون 45) فضلاً عن نبوته، وبما أنه أخرج النبوة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بسبب ختمها، فإن كافة متعلقات هارون من موسى تبقى لعلي عليه السلام من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لو لوحظت مواصفات هارون هذه وطبقت على الأمير فسيجد القارىء أن شواهدها أكثر من أن تحصى، بل تملأ الكتب الروائية، ونظرة بسيطة على كتب المناقب كافية في هذا الغرض.
https://telegram.me/buratha