الدكتور فاضل حسن شريف
ورد في موقع سراج عن الاقلاب: أن سبب الإقلاب سهولة النطق بالنون الساكنة والتنوين بقلبهما ميماً وإخفائهما فى الباء فهو أيسر من الإظهار والإدغام (أى إدغام الميم أو إظهارها عند الباء ) القلب لغة هو تحويل الشئ عن وجهه أو تحويل الشئ عن وضعه الطبيعى. والقلب لهذا المعنى أفصح من الإقلاب . وإصطلاحاً قلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميماً مع مراعاة الغنة والإخفاء: من بعد، أن بورك، سميعٌ بصير، شئٍ بصير وللأخفاء حرف واحد هو الباء والقلب يكون فى كلمة أو فى كلمتين. كيف يتحقق الإقلاب أولاً: قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً. ثانياً إخفاء الميم فى الباء. ثالثاً الغنة مع الإخفاء. يُمنع كز الشفتين عند الإقلاب، ويُمنع الإنفراج الكبير الذى هو من باب الإخفاء الحقيقى لأن الإقلاب هنا من باب الإخفاء الشفوى (إنتقل الحكم إلى الميم الساكنة). والصحيح إطباق الشفتين إطباقاً خفيفاً أو تلامس خفيف بين الشفتين (ينبذن).
قال الله تعالى في سورة البقرة "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في شقاق وتقرأ شقاقم لوجود حرف باء بعدها) بَعِيدٍ" (البقرة 176)، و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في فاتباع وتقرأ فاتباعم لوجود حرف باء بعدها) بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (البقرة 178)، و "فَمَنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في فمن وتقرأ فمم لوجود حرف باء بعدها) بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة 181)، و "فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعد لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (البقرة 209).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن شهر رمضان ذاكرا تلاوة كتاب الله العزيز (أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم). ويتطلب من الذي يتلو القرآن ان تكون القراءة صحيحة ومنها اقلاب النون الى ميم كما جاء في سورة البقرة "سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في اية وتقرأ ايتم لوجود حرف باء بعدها) بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعد لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (البقرة 211)، و "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعد لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في بغيا وتقرأ بغيم لوجود حرف باء بعدها) بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (البقرة 213)، و "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في كفر وتقرأ كفرم لوجود حرف باء بعدها) بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 217).
على قارئ القرآن ان يتعلم احكام القرآن حتى يسمى تال للقرآن. فحرف النون او نون التنوين تظهر في القرآن الكريم ولكنها تقلب في مواضع كما قال الله تعالى في سورة البقرة "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في فامساك وتقرأ فامساكم لوجود حرف باء بعدها) بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في تسريح وتقرأ تسريحم لوجود حرف باء بعدها) بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (البقرة 229)، و "فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعد لوجود حرف باء بعدها) بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (البقرة 230)، و "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في والدة وتقرأ والدتم لوجود حرف باء بعدها) بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (البقرة 233).
و تلاوة القرآن الكريم فتجارة رابحة وخاصة عندما يحصل بها تدبر كما قال الله تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" (ص 29)، و "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" (محمد 24). قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه). عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ). قال الله عز من قائل في سورة البقرة "لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في متاعا وتقرأ متاعم لوجود حرف باء بعدها) بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ" (البقرة 236)، و "وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في متاع وتقرأ متاعم لوجود حرف باء بعدها) بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ" (البقرة 241).
https://telegram.me/buratha