الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله عز من قائل "ال (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف اللام) م (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الميم)" (البقرة 1)، و "خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (البقرة 7)، و "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" (البقرة 11)، و "أَلَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ" (البقرة 12)، و "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) آمَنَ النَّاسُ قَالُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنُؤْمِنُ كَمَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) آمَنَ السُّفَهَاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) أَلَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ" (البقرة 13)، و "واذا لقوا الذين امنوا قالوا (لزوم المد المنفصل الزائد في الواو في قالوا) امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا (لزوم المد المنفصل الزائد في الواو في قالوا) انا معكم انما نحن مستهزئون" (البقرة 14)، و "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) أَضَاءَتْ (~: لزوم المد المتصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ" (البقرة 17)، و "يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 20).
جاء في دليل الاتقان عن أحكام المد: أقسام المد حسب السبب: المد الأصلي: هو ما لا يتوقف على سبب من أسباب المد كالهمز أو السكون. المد الفرعي: هو ما توقف على سبب من أسباب المد، وهذا السبب إما أن يكون لفظياً أو معنوياً؛ وسمي فرعيًا لتفرعه عن المد الأصلي. السبب اللفظي: السبب اللفظي إما أن يكون سببه الهمز أو السكون، ولكلٍ تفصيل. السبب المعنوي: يكون بقصد المبالغة في النفي أو التعظيم أو التبرئة وهو من طريق طيبة النشر، وليس من طريق الشاطبية، وهو نوعان: المد للتعظيم وهو مد ألف (لا) من (لا إله إلا الله) بمقدار ست حركات في نحو: "لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ" (محمد 19)، "لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ" (الانبياء 87)، ويسمى أيضٍا بـ: مد المبالغة لأنه طلب للمبالغة في نفي الألوهية عما سوى الله تعالى. المد للتبرئة وهو مد (الألف) من (لا) التبرئة بمقدار أربع حركات في نحو:﴿لَا رَيۡبَۛ" (البقرة 2)، "لَّا شِيَةَ" (البقرة 71).
قال الله عز وجل "يَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة 21)، و "الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) هُمُ الْخَاسِرُونَ" (البقرة 27)، و "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة 30)، و "قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الالف لورود الهمزة بعده) إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (البقرة 32)، و "قَالَ يَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" (البقرة 33)، و "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِلَّا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (البقرة 34)، و "وَقُلْنَا يَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة 35).
جاء في الموسوعة الحرة: المد المنفصل: وهو أن يأت حرف المد في كلمة والسبب في كلمة أخرى "إنآ أنزلنه في ليلة القدر" "بما أنزل" "قوا أنفسكم" "ربي أعلم"، أو كان حرف المد ثابتا في اللفظ دون الرسم مثل "يأيها" "هأنتم" "يؤده إليك" "وله أسلم". وسمي هذا النوع منفصلا لانفصال حرف المد عن الهمز في كلمة أخرى. وحكمه لحفص هو جواز قصره بقدر حركتين، وجواز توسطه بمقدار أربع أو خمس حركات. والقصر والتوسط وردا لحفص من طريق الطيبة، أما طريق الشاطبية فلم ينص له إلا على التوسط فقط. ووجه جواز قصره بمقدار حركتين هو تعرض الهمز للزوال عند الوقف على الكلمة التي فيها حرف المد، بخلاف المد المتصل الواجب فإن الهمز فيه ثابت وقفا ووصلا لأنه من بنية الكلمة وأصلها مثل "الملائكة" "جيئ" فلا يوقف على جزء من الكلمة ويترك باقيها. و كل مد منفصل كان مدا طبيعيا قبل اجتماع الكلمتين فمثلا قول القرآن "إنا أنزلنا إليك" فعند الوقف على "إنا" أو على "أنزلنا" يكون مدهما مدا طبيعيا.
قال الله سبحانه وتعالى "فَتَلَقَّى (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف المقصورة لورود الهمزة بعده) آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (البقرة 37)، و "يَا بَنِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) إِسْرَائِيلَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ" (البقرة 40)، و "يَا بَنِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) إِسْرَائِيلَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة 47)، و "وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ" (البقرة 50)، و "وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف المقصورة لورود الهمزة بعده) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ" (البقرة 51)، و "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (البقرة 54)، و "قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِنْ شَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ" (البقرة 70).
جاء في رسالة فن التجويد للشيخ هادي كاشف الغطاء: وممن اهتم بوضع الأسس والقواعد لترتيل القرآن الكريم هو أبو عمرو الداني وابن الجزري وابن مجاهد والفراء وغيرهم. يقول الفَرَّاء (التجويد حلية القراءة وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها ورد الحرف إلى مخرجه وأصله وتلطيف النطق به على كمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف). استمرت الجهود الخيرة تنمو وتتعاظم منذ زمن الرسول الكريم صلی الله علیه وآله وسلم، وبقيت هذه الجهود تتناقلها العقول النيرة من جيل إلى جيل إلى عصرنا الحاضر، بعد أن توفرت للعلماء ظروف ساعدتهم على البحث وتقصي الحقائق. ويأتي جهد علمائنا الأخيار متميزا في هذا المجال. إن تلاوة وتجويد القرآن الكريم وفهم آياته ترتبط بعلوم كثيرة منها علم النحو والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمحكم والمتشابه والإعجاز وغير ذلك… ومن هذه العلوم علم التجويد الذي تناولته أقلام العلماء بالشرح والتوضيح لكي يفهمه العالم والمتعلم. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أصالة هذا العلم وديمومته وحاجة المسلمين الملحة إليه.
https://telegram.me/buratha