الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع الدكتور مسعد محمد زياد عن اسم كان وأخواتها: قد تأتي " كان " زائدة بخلاف أنها تامة، أو ناقصة، وفي هذه الحالة لا عمل لها، وتكون زيادتها في المواضع التالية: 1 ـ بين المبتدأ والخبر. نحو: زيد كان قائم. فـ " زيد " مبتدأ مرفوع، و”كان" زائدة لا عمل لها، و " قائم " خبر مرفوع بالضمة. 2 ـ بين الفعل ومعموله. نحو: لم أر كان مثلك. وما صادقت كان غيرك. أر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. كان: زائدة لا عمل لها. مثلك: مفعول به، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. 3 ـ بين الصلة والموصول. نحو: وصل الذي كان أوعدك. 4 ـ بين الصفة والموصوف. نحو: التقيت بصديق كان مسافرٍ. 5 ـ بين الجار والمجرور.كقول الشاعر: سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب 6 ـ بين ما التعجبية وفعل التعجب. نحو: ما كان أكرمك. ما كان: تعجبية مبتدأ، وكان: زائدة لا عمل لها. أكرمك: فعل ماض، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره: هو يعود على ما، والجملة في محل رفع خبر ما. تنبيه: لا تكون زيادة " كان " إلا بصيغة الماضي. كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف. تنقسم كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف إلى قسمين: 1 ـ قسم جامد لا يتصرف مطلقا، ولا يكون إلا في صيغة الماضي وهو: ما دام الناقصة، وليس. أما دام التامة فيؤخذ منها المضارع، والأمر. نحو: مثال المضارع " يدوم ": لا يدوم إلا وجه الله. ومثال الأمر " دم " دم في عملك حتى حين. 2 ـ قسم متصرف، وينقسم بدوره إلى نوعين: أ ـ ما يتصرف تصرفا ناقصا، فلا يؤخذ منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل. وهو: زال، فتئ، برح، وانفك. مثال ماضي زال، قوله تعالى: "فما زالت تلك دعواهم" (الأنبياء 15). ومثال المضارع، قوله تعالى: "ولا يزال الذين كفروا في مرية منه" (الحج 55). ومثال اسم الفاعل، قول الحسين بن مطير الأسدي: قضى الله يا أسماء أن لست زائرا أُحِبُّك حتى يُغمِض الجفنَ مُغمَضُ. الشاهد في البيت قوله: زائرا، فهو اسم فاعل من زال الناقصة، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، وجملة أحبك في محل نصب خبره. ومضارع فتئ: يفتأ. نحو قوله تعالى: "تالله تفتؤ تذكر يوسف" (يوسف 85). واسم الفاعل: فاتئ. نحو: ما فتئ المصلي قائما. ومضارع برح: يبرح. نحو قوله تعالى: "لن نبرح عليه عاكفين" (طه 91). واسم الفاعل: بارح. نحو: ما بارح محمد مسافرا. ومضارع انفك: ينفك. نحو: لا تنفك الحرب قائمة. واسم الفاعل: منفك. نحو: ما منفكة جهود السلام متعثرة. تنبيه: ربما يدور في ذهن القارئ سؤال حول اسم الفاعل من الفعل الناقص عندما يقع مبتدأ، فيسأل: أين خبره ؟ وجواب ذلك هو: مرفوع اسم الفاعل. فإذا قلنا: ما بارح محمد مسافرا. نعرب " بارح " مبتدأ، وخبره: محمد. وفي نفس الوقت نعرب " محمد ": اسم بارح، وخبره: مسافرا. فإذا قلت: كيف يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت، مع أنه لا يتم المعنى به. الجواب: نقول إنه لا يمنع مانع أن يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت. أما عدم تمام المعنى به، فلم يكن حاصلا من الخبر، وإنما من نقصان المبتدأ، فهو اسم فاعل لفعل ناقص. ب ـ ما يتصرف تصرفا تاما، وهو بقية أخوات "كان". مثال المضارع، قوله تعالى: "ويكون الرسول عليكم شهيدا" (البقرة 143). ومثال الأمر قوله تعالى: "كونوا قوامين بالقسط" (النساء 135). واسم الفاعل: محمد كائن أخاك.
قال الله تعالى "مَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ﴿آل عمران 67﴾، و "مَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُوا (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ" ﴿آل عمران 79﴾، و "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" ﴿آل عمران 93﴾، و "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ﴿آل عمران 95﴾، و "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" ﴿آل عمران 97﴾.
جاء في موقع الألوكة الشرعية عن الوقف والابتداء في القرآن الكريم للكاتب طاهر العتباني: أنواع الوقف: اصطلح الأئمة على أن لأنواع الوقف والابتداء أسماءً، واختلفوا في ذلك على آراء، منها: الأول: الوقف على ثلاثة أوجه: تام، وحسن، وقبيح. أ- التام: الذي يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به، كقوله: "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (البقرة 5)، وقوله: "أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" (البقرة 6). ب- الحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، كقوله: "الْحَمْدُ لِلَّهِ" (الفاتحة 2)، لأن الابتداء بـ: "رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الفاتحة 2) لا يحسُنُ، لكونه صفة لِما قبله. ج- القبيح: هو الذي ليس بتام ولا حسن، كالوقف على "بسم" من قوله: "بسم الله". قال: ولا يتم الوقف على المضاف دون المضاف إليه، ولا المنعوت دون نعته، ولا الرافع دون مرفوعه، وعكسه، ولا الناصب دون منصوبه، وعكسه، ولا المؤكد دون توكيده، ولا المعطوف دون المعطوف عليه، ولا البدل دون مبدله، ولا إن أو كان أو ظن وأخواتها دون اسمها، ولا اسمها دون خبرها، ولا المستثنى منه دون الاستثناء، ولا الموصول دون صلته، اسميًّا أو حرفيًّا، ولا الفعل دون مصدره، ولا حرف دون متعلقه، ولا شرط دون جزائه. القول الثاني: الوقف ينقسم إلى أربعة أقسام: تام مختار، وكافٍ جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك. أ- التام: هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عند رؤوس الآي غالبًا، كقوله: "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (البقرة 5)، وقد يوجد في أثنائها، كقوله: "وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً" (النمل 34)، هنا التمام، لأنه انقضى كلام بلقيس، ثم قال تعالى: "وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ" (النمل 34). وكذلك: "لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي" (الفرقان 29) هنا التمام، لأنه انقضى كلام الظالم أُبيِّ بن خلف، ثم قال تعالى: "وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا" (الفرقان 29). وقد يوجد بعدها، كقوله: "مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ" (الصافات 137-138)، هنا التمام، لأنه معطوف على المعنى، أي: بالصبح وبالليل. ومثله: "يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا" (الزخرف 34-35)، رأس الآية "يتكئون" و"زخرفًا" هو التمام، لأنه معطوف على ما قبله. وآخر كل قصة وما قبل أولها، وآخر كل سورة، وقبل ياء النداء، وفعل الأمر، والقسم ولامه دون القول، والشرط، ما لم يتقدم جوابه: "وكان الله"، "وما كان" و"ذلك" و"لولا" غالبهن تام، ما لم يتقدمهن قسَمٌ، أو قول، أو ما في معناه. ب- الكافي: منقطع في اللفظ، متعلق في المعنى: فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده أيضًا، نحو: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ" (النساء 23)، هنا الوقف، ويتبدأ بما بعد ذلك، وهكذا كل رأس آية بعدها "لام كي"، و"إلا" بمعنى "لكن"، و"إن" الشديدة المكسورة، والاستفهام، و"بل"، و"ألَا" المخففة، و"السين"، و"سوف" للتهديد، و"نِعم" و"بئس" و"كيلا"، ما لم يتقدمهن قول أو قسم. جـ- الحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، نحو: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الفاتحة 2). د- القبيح: هو الذي لا يفهم منه المراد، كـ: "الحمد"، وأقبح منه الوقف على: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا" (المائدة 17)، ويبتدئ: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ" (المائدة 17)، لأن المعنى مستحيل بهذا الابتداء، ومن تعمده وقصد معناه فقد كفر،ومثله في الوقف: "فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ" (البقرة 258)، "فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ" (النساء 11). وأقبح من هذا: الوقفُ على المنفي دون حرف الإيجاب، نحو: "لا إله" "إلا الله" "وما أرسلناك" "إلا مبشرًا ونذيرًا"، فإن اضطر لأجل التنفس جاز، ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده، ولا حرج.
قال الله سبحانه "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" ﴿آل عمران 137﴾، و "وَمَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ" ﴿آل عمران 145﴾، و "وَمَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" ﴿آل عمران 147﴾، و ""قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" ﴿آل عمران 154﴾، و "وَمَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" ﴿آل عمران 161﴾، و "مَّا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ (استحسان عدم الوقف على كان دون اسمها) اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ" ﴿آل عمران 179﴾.
ويصنف الوقف الى الوقف اللازم فيجب الوقف، او الوقف التام فيكون الأفضل هو الوقف، أو الوقف الجائز فيخير القارئ بالوقف أو عدمه، او الوقف الحسن فيكون الافضل هو الوصل، او منع الوقف لضياع المعنى او تغيره او نقصه. لا يحسن الوقف على الكلمة ولا الابتداء بما بعدها يعني انك عليك بالوصل ما بعد الكلمة بما قبلها. ما يحسن الوقف على الكلمة ويجوز الابتداء بها يعني الوقف عندها ويمكن الوصل حسب وجود علامة الوقف او الوصل، وحتى يجوز الابتداء بالكلمة عند الوقف قبلها. ما لا يحسن الوقف على الكلمة ولا يجوز الابتداء بها يعني يفضل عدم الوقف عندها ولا يجوز الابتداء بها وانما الوصل. ما لا يحسن الوقف على الكلمة ولكن يوقف قبلها ويبتدأ بها يعني يفضل عدم الوقف عندها والوصل، ولكن يمكن الوقف قبلها ويبتدأ بها.
https://telegram.me/buratha