الدكتور فاضل حسن شريف
عن الرضا عليه افضل الصلاة والسلام عن ابائه عن امير المؤمنين عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال: يا ايها الناس انه قد اقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله افضل الشهور وايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات وهو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من اهل كرامة الله انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاءكم فيه مستجاب فسلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا ارحامكم واحفظوا السنتكم وغضوا عما لا يحل النظر اليه ابصاركم وعما لا يحل الاستماع اليه اسماعكم وتحننوا على ايتام الناس يتحنن على ايتامكم وتوبوا اليه من ذنوبكم وارفعوا اليه ايديكم بالدعاء في اوقات صلواتكم فانها افضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة الى عباده يجيبهم اذا ناجوه ويلبيهم اذا نادوه ويستجيب لهم اذا دعوه ايها الناس ان انفسكم مرهونة باعمالكم ففكوها باستغفاركم وظهوركم ثقيلة من اوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا ان الله تعالى ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.
جاء في موسوعة اللغة العربية عن ما الفرق بين الصيام والصوم؟ لا فرقَ بينَ الصِّيامِ والصَّومِ، فكلاهُمَا بمعنىً واحدٍ، تقولُ: صامَ الرَّجلُ صَوماً وصِياماً. قالَهُ: اللَّيثُ والخليلُ وأبو عبيدةَ وابنُ قتيبةَ والزَّجَّاجُ والجصَّاصُ والأصفهانيُّ والسُّيوطيُّ وابنُ دريدٍ والأزهريُّ والفارابيُّ والجوهريُّ وابنُ فارسٍ وابنُ سيده والنَّسَفيُّ والآلوسيُّ والطَّبريُّ والمناويُّ والحميريُّ والمطرِّزيُّ وعليُّ الجرجانيُّ والكفويُّ وابنُ منظورٍ والزُّبيديُّ وغيرُهُمْ. السَّببُ: الصِّيامُ والصَّومُ لغةً: الصِّيامُ والصَّومُ واحدٌ: وهوَ الإمساكُ عنِ الفعلِ (الأكلِ، والشُّربِ، والكلامِ، والمشيِ، وغيرِهَا). ويُستخدمُ الصَّومُ للتَّعبيرِ عنْ ركودِ الرِّياحِ، واستواءِ الشَّمسِ، واعتدالِ النَّهارِ. كمَا أنَّ الصَّومَ هوُ: (نوعٌ مِنَ الشَّجرِ) في لغةِ هُذَيلٍ، الواحدةُ صَوْمَةٌ. والصَّومُ هوَ البِيعَةُ: أي وقتُ الصَّومِ، نقلَهُ الجوهريُّ. والصَّومُ: شهرُ رمضانَ، ومِنْهُ قولُ أبي زيدٍ: أَقَمْتُ بالبَصْرةَ صَوْمَيْنِ أي: رَمَضانَيْنِ. الصِّيامُ والصَّومُ شرعاً: الصِّيامُ والصَّومُ: إمساكٌ عنِ المُفطراتِ، فهوَ إمساكٌ مخصوصٌ، في زمنٍ مخصوصٍ، مِنْ شخصٍ مخصوصٍ. الصِّيامُ في القرآنِ والحديثِ والشِّعرِ: في القرآنِ الكريمِ: استُعملَ الصِّيامُ للعبادةِ فقطْ، بينَمَا استُعملَ الصَّومُ للصَّمتِ والسُّكوتِ وعدمِ الكلامِ معَ النَّاسِ. في الحديثِ الشَّريفِ: اجتمعَ ذِكرُ الصَّومِ والصِّيامِ في العديدِ مِنْ أحاديثِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، معَ التَّسويةِ بينَهَمُا للعبادةِ. في الشِّعرِ والنَّثرِ والكلامِ الفصيحِ: لمْ يُفَرِّقِ الشُّعراءُ والأُدباءُ بينَ المصطلحينِ، واستخدموهُمَا للعبادةِ وغيرِهَا مطلقاً وبلا تقييدٍ. الأدلَّةُ على استخدامِ الصَّومِ والصِّيامِ بمعنىً واحدٍ: -مِنْ قراءاتِ القرآنِ: "إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً". قرأَ زيدُ بنُ عليٍّ رضيَ اللَّهُ عنْهُ هذهِ الكلمةَ (صياماً) والمعنى واحدٌ، أي صمتاً، كمَا في مصحفِ عبدِ اللَّهِ، وقرأَ بِهِ أنسُ بنُ مالكٍ. فالمرادُ بالصَّومِ الإمساكُ، وإطلاقُهُ على ما ذُكِرَ باعتبارِ أنَّهُ بعضُ أفرادِهِ كإطلاقِ الإنسانِ على زيدٍ وهوَ حقيقةً، وقيلَ إطلاقُهُ عليهِ مجازٌ والقرينةُ التَّفريعُ الآتي وهوَ ظاهرٌ على ذلِكَ. وقالَ بعضُهُمْ: المرادُ بِهِ الصَّومُ عنِ المفطراتِ المعلومةِ وعنِ الكلامِ، وكانُوا على عهدِ مريمَ عليهَا السَّلامُ لا يتكلَّمونَ في صيامِهِمْ، وكانَ قربةً في دينِهِمْ فيصحُّ نذرُهُ.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة 183) ين سبحانه فريضة أخرى فقال "يا أيها الذين آمنوا" أي يا أيها المصدقون وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: لذة ما في الندا أزال تعب العبادة والعنا وقال الحسن: إذا سمعت الله عز وجل يقول "يا أيها الذين آمنوا " فارع لها سمعك فإنها لأمر تؤمر به أو لنهي تنهى عنه "كتب عليكم الصيام " أي فرض عليكم العبادة المعروفة في الشرع وإنما خص المؤمنين بالخطاب لقبولهم لذلك ولأن العبادة لا تصح إلا منهم ووجوبه عليهم لا ينافي وجوبه على غيرهم. وقوله "كما كتب على الذين من قبلكم " فيه أقوال (أحدها) أنه شبه فرض صومنا بفرض صوم من تقدمنا من الأمم أي كتب عليكم صيام أيام كما كتب عليهم صيام أيام وليس فيه تشبيه عدد الصوم المفروض علينا ولا وقته بعدد الصوم المفروض عليهم أو وقته وهو اختيار أبي مسلم والجبائي. (وثانيها) أنه فرض علينا صوم شهر رمضان كما كان فرض صوم شهر رمضان على النصارى وكان يتفق ذلك في الحر الشديد والبرد الشديد فحولوه إلى الربيع وزادوا في عدده عن الشعبي والحسن وقيل كان الصوم علينا من العتمة إلى العتمة ثم اختلف فيه فقال بعضهم كان يحرم الطعام والشراب من وقت صلاة العتمة إلى وقت صلاة العتمة وقال بعضهم كان يحرم من وقت النوم إلى وقت النوم ثم نسخ ذلك فالمراد بقوله "الذين من قبلكم " النصارى على قول الحسن والشعبي وأهل الكتاب من اليهود والنصارى على قول غيرهما وقوله "لعلكم تتقون " أي لكي تتقوا المعاصي بفعل الصوم عن الجبائي وقيل لتكونوا أتقياء بما لطف لكم في الصيام فإنه أقوى الوسائل والوصل إلى الكف عن المعاصي كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: خصاء أمتي الصوم وسأل هشام بن الحكم أبا عبد الله عن علة الصيام فقال إنما فرض الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير فأراد الله سبحانه أن يذيق الغني مس الجوع ليرق على الضعيف ويرحم الجائع.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وعلا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ " (المائدة 95) ثمّ يضيف أنّه ليس ضروريا أنّ تكون الكفارة بصورة أضحية، بل يمكن الاستعاضة عنها بواحد من اثنين آخرين: "أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ" و "أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً". مع أنّ الآية لا تذكر عدد المساكين الذين يجب إطعامهم، ولا عدد الأيّام التي يجب أنّ تصام، فإن اقتران الاثنين معا من جهة، والتصريح بلزوم الموازنة في الصيام، يدل على أنّ المقصود ليس إطلاق عدد المساكين الذين يجب إطعامهم بحسب رغبتنا، بل المقصود تحديد ذلك بمقدار قيمة الأضحية. أمّا كيف يتمّ التوازن بين الصيام وإطعام المسكين، فيستفاد من بعض الرّوايات أنّ مقابل كلّ (مدّ) من الطعام (ما يعادل نحو 750 غراما من الحنطة وأمثالها) يصوم يوما واحدا، ويستفاد من روايات أخرى أنّه يصوم يوما واحدا في مقابل كلّ (مدّين) من الطعام، وهذا يعود في الواقع إلى أن الذي لا يستطيع صوم رمضان يكفّر عن كل يوم منه بمدّ واحد أو بمدّين اثنين من الطعام للمحتاجين (لمزيد من الاطلاع بهذا الخصوص انظر الكتب الفقهية). أمّا إذا ارتكب محرم صيدا فهل له أن يختار أيّا من هذه الكفارات الثلاث، أو أنّ عليه أن يختار بالترتيب واحدة منها، أي الذبيحة أوّلا، فإن لم يستطع فإطعام المسكين، فإنّ لم يستطع فالصيام، فالفقهاء مختلفون في هذا، ولكن ظاهر الآية يدل على حرية الاختيار. قوله جل جلاله "فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" (مريم 26) وهذا الصوم هو المعروف بصوم السكوت. قوله عز وجل ""فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ" (المائدة 89). إذن، فصيام ثلاثة أيّام مقصور على الذين لا قدرة لهم على تحقيق أي من الكفارات الثلاث السابقة. قوله عز من قائل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة 183) تبتدىء الآية أولا بأُسلوب خطابي وتقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" وهو نداء يفتح شغاف القلب، ويرفع معنويات الإِنسان، ويشحذ همته، وفيه لذة قال عنها الإِمام الصادق عليه السلام: (لَذَّةُ مَا فِي النَّدَاءِ ـ أي يا أيّها الَّذينَ آمَنُوا ـ أَزَالَ تَعْبَ الْعِبَادَةِ وَالعَنَاءِ). ثمّ تبيّن الآية أن الصوم فريضة كتبت أيضاً على الأُمم السابقة. ثم تبيّن الآية فلسفة الصوم وما يعود به على الإِنسان من منافع، لتكون هذه العبادة محبوبة ملتصقة بالنفس.
https://telegram.me/buratha