الدكتور فاضل حسن شريف
المد المتصل: يحدث بسبب وقوع همزة في كلمة حيث تأتي بعد حرف المد مباشرة. المد المنفصل: يسمى بالجائز، حيث يأتي في كلمتين، وذلك من خلال وقوع الهمزة في بداية الكلمة الثانية بعد حرف المد في نهاية الكلمة الأولى مباشرة. الفرق بين المد المتصل والمنفصل أن المد المتصل واجب بأربع حركات لأن حرف المد والهمزة في كلمة واحدة. بينما المد المنفصل جائز بحركتين او اربع حركات لأن حرف المد في نهاية الكلمة والهمزة في بداية الكلمة التالية.
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (~: المد المنفصل) في سورة الأنفال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ" (الانفال 20)، و "يَا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الانفال 24)، و "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الانفال 25)، و "وَاذْكُرُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (الانفال 26)، و "يَا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (الانفال 27).
جاء في موقع مزامير آل داوود عن الفرق بين المد المتصل والمنفصل: 1 – المد المتصل في كلمة واحدة اما المد المنفصل في كلمتين. 2 – المد المتصل حكمه الوجوب ويمد 4-5 حركات وجوازا 6 حركات حال الوقف اذا كانت الهمزة متطرفة اما المد المنفصل حكمه الجواز ويمد من 4-5 حركات. 3 – المد المتصل ثابت وصلا ووقفا وقد ياتي حرف المد والهمز في وسط واخر الكلمة. اما المد المنفصل ثابت وصلا وحال الوقف مد طبيعي ولا ياتي حرف المد الا اخر الكلمة والهمز اول الكلمة الثانية في حال الانفصال الحقيقي اما الحكمي قد ياتي الهمز وسط الكلمة اذا كان حرف المد محذوف رسما وعنها لا يجوز الوقف على الجزء الاول منها.
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (~: المد المنفصل) في سورة الأنفال "وَاعْلَمُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ" (الانفال 28)، و "يَا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الانفال 29)، "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِنْ هَذَا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِلَّا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" (الانفال 31)، و "وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" (الانفال 34)، و "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" (الانفال 36).
عن المرجع السيد علي السيستاني في أحكام الصلاة: السؤال: هل يكون إشباع الحروف بالحركات ــ سواء في القراءة أو في بقيّة الأقوال ــ أثناء الصلاة مبطلاً للصلاة، كأن يكون الإشباع إلى حدٍّ تنقلب فيه الحركة حرفاً؟ الجواب: الإشباع في الحركات إلى حيث تنتهي إلى الحروف وارد ــ في الجملة ــ في اللغة العربية، ولكن الأحوط لزوماً الاقتصار فيه على الموارد الشائعة في لسان أهل المحاورة.
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (~: المد المنفصل) في سورة الأنفال "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ" (الانفال 38)، و "وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ" (الانفال 40)، و "وَاعْلَمُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الانفال 41)، و "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الانفال 46)، و "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ (~: المد الزائد المتصل في حرف الياء لورود الهمزة بعده) مِنْكُمْ إِنِّي (~: المد الزائد المنفصل في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي (~: المد الزائد المنفصل في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الانفال 48).
جاء في الموسوعة الحرة عن أحرف سبعة: آراء حول المراد بالأحرف السبعة: وردت آراء كثيرة حول هذا الموضوع منها: قيل الأحرف السبعة هي سبع لغات متفرقة في القرآن كله وهي لغات قبائل من العرب على معنى أن بعض القرآن نزل بلغة قريش وبعضه بلغة كنانة وبعضه بلغة أسد وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة تميم وبعضه بلغة قيس عيلان وبعضه بلغة أهل اليمن، واختار هذا الرأى أبو عبيد القاسم بن سلام وثعلب وابن عطية وآخرون ودليلهم عدم معرفة بعض الصحابة القرشيين لبعض ألفاظ القرآن إلا من بعض العرب كما وقع لابن عباس في كلمة فاطر حيث روى عنه أنه قال: لم أكن أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتى أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي ابتدأتها وأجيب عن ذلك بأن عدم معرفة ابن عباس لمعنى هذه الكلمة لا يدل على أن اللفظة غير قرشية لجواز أن يكون قد غاب معناها فقط عن ابن عباس وليس بلازم أن يحيط المرء بكل معانى لغته أو بألفاظها، بل قيل: اللغة لا يحيط بها إلا معصوم. ويضاف إلى ذلك أن التوسعة ورفع الحرج والمشقة المقصود من الأحرف السبعة لا يتفق وهذا الرأى لأنه يترتب عليه أن يكون القرآن الكريم أبعاضا، وأن كل بعض بلغة، ويلزم من ذلك أن كل شخص لا يقرأ من القرآن إلا ما نزل بلغته. قيل: الأحرف السبعة هي سبعة أوجه، هي الأمر والنهى والوعد والوعيد والجدل والقصص والأمثال، أو هي: الأمر والنهي والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال. ورد هذا الوجه بأن التوسعة كما هو مفهوم من الأحاديث والروايات الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف هي خاصة بالألفاظ وليس بالمعاني، وذلك بأن تقرأ الكلمة على وجهين أو ثلاثة، ولا يمكن أن تكون التوسعة في تحريم حلال ولا في تحليل حرام، ولا في تغيير شيء من المعانى المذكورة. قيل: الأحرف السبعة هي القراءات السبع وهذا قول واه سببه اتحاد العدد بين الأحرف السبعة والقراءات التي اعتمدها ابن مجاهد (ت 324 هـ) وجمعها وهي قراءات سبع لقراء سبعة. وممن ينسب إليهم هذا القول الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170 هـ) وتوجيه موقف الخليل بن أحمد هذا لا يتناسب والتعليل السابق الذي يُرجع السبب في هذا اللبس الذي يخلط بين القراءات السبعة والأحرف السبعة، إلى جمع ابن مجاهد (ت324 هـ) للقراءات السبع، ومن ثم يقول أحد الباحثين وهو الدكتور محمد الحبش: وأحب هنا أن أوضح رأي العلامة الجليل الخليل بن أحمد الفراهيدى، فهو بلا ريب إمام العربية وحجة النحاة ولاشك أن انفراده بالرأى هنا لم ينتج من قلة إحاطة أو تدبر، ومثله لا يقول الرأى بلا استبصار، وانفراد مثله برأي لا يلزم منه وصف الرأي بالشذوذ أو الوهن. وغير غائب عن البال أن الخليل بن أحمد الفراهيدى الذي توفي عام 170 ه لم يدرك عصر تسبيع القراءات، حيث لم تشتهر عبارة القراءات السبع إلا أيام ابن مجاهد، وهو الذي توفي عام 324 هـ. ولم يكن الخليل بن أحمد يعني بالطبع هذه القراءات السبع التي تظاهر العلماء على اعتمادها وإقرارها بدءاً من القرن الرابع الهجري، ولكنه كان يريد أن ثمة سبع قراءات قرأ بها النبي وتلقاها عنه أصحابه، ومن بعدهم أئمة السلف، وهي تنتمي إلى أمهات قواعدية لم يتيسر من يجمعها بعد ـ أي في زمن الخليل وأنها لدى جمعها وضبطها ترتد إلى سبعة مناهج، وفق الحديث: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف).
https://telegram.me/buratha