الدكتور فاضل حسن شريف
عن تفسير الاية المباركة "وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (البقرة 60) يقول الامام الحسن العسكري عليه السلام: قال الله تعالى: وإذِ استسقى موسى لقومه قال: واذكروا يا بني اسرائيل إذ استسقى موسى لقومه، طلب لهم السقي لمّا لحقهم العطش في التيه وضجّوا بالبكاء إلى موسى وقالوا: هلكنا بالعطش.
جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: اولا: جاء في سياق قوله تعالى "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون" (البقرة 40). ثانيا: انه يتناول احداثا معينة أنعم الله بها على بني إسرائيل مرة بعد الأخرى، مع الإشارة إلى ما كان يعقب هذه النعم من انحراف في الايمان بالله تعالى أو في الموقف العبادي الذي تفرضه طبيعة هذا الايمان. ثالثا: ان القرآن الكريم بعد أن يختم هذا المقطع يأتي ليعالج المواقف الفعلية العدائية لبني إسرائيل من الدعوة ويربط هذه المواقف بالمواقف السابقة لهم بقوله تعالى: "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون... وأني فضلتكم على العالمين" (البقرة 75-122). وعلى أساس هذه الملاحظة يمكننا أن نقول: إن هذا المقطع جاء يستهدف غرضا مزدوجا وهو تذكير بني إسرائيل بنعم الله المتعددة عليهم، وذلك موعظة وعبرة لهم تجاه موقفهم الفعلي من ناحية، ومن ناحية أخرى كشف الخصائص الاجتماعية والنفسية العامة التي يتصف بها الشعب الإسرائيلي للمسلمين، لئلا يقع المسلمون في حالة الشك والريب في هذه المواقف.
جاء في موقع الاتحاد العالمي للمسلمين عن من هم اليهود وما هي الديانة اليهودية؟ للدكتورة نزيهة أمعاريج: بنو اسرائيل: وقد سمي اليهود أيضا ببني اسرائيل نسبة إلى يعقوب عليه السلام الذي اتفقت التوراة والقرآن الكريم على تسميته بذلك مع اختلاف بائن من حيث التعليلات، وبيانه من وجهين: 1- أن الرواية التوراتية ترى أن سبب تسمية يعقوب عليه السلام بهذا الاسم إنما هو الأنصار الذي حققه بعد أن صارع موجودا قابله في الطريق، ونظرا إلى ما وجده هذا الأخير من قوة من يعقوب فقد توسل إليه أن يخلي سبيله، ولكن يعقوب لم يجبه إلى طلبه إلا بعد أن اشترط عليه أن يباركه، فكان ثمن هذه البركة أن تفضل عليه بتغيير اسمه من يعقوب إلى اسرائيل، حيث يقول النص من سفر التكوين: (فقال له لا يكون اسمك يعقوب بل اسرائيل. وعند ذلك أطلق يعقوب على المكان اسم فنيئيل وقال: نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي). ومن الأبعاد الدلالية لهذه القصة، إعلام العالم بالقوة المركوز في الجنس الإسرائيلي وأنهم الجيش الذي لا يهزم، لما أن جدهم الأكبر الذي انتسبوا إليه قد استطاع الأنتصار عن إله الكون تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. 2- الرواية الإسلامية التي أطلقت على يعقوب عليه السلام اسرائيل وعلى أتباعه بني اسرائيل، قال الله تعالى: "كُلُّ اُ۬لطَّعَامِ كَانَ حِلّاٗ لِّبَنِےٓ إِسْرَآءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَآءِيلُ عَلَيٰ نَفْسِهِۦ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ اَ۬لتَّوْر۪يٰةُۖ" (آل عمران 93) والفارق بين الروايتين، أن يعقوب في التصور الإسلامي هو عبد من عباد الله تعالى ونبي كريم، فهو من الصفوة الأخيار الذين خصهم بفضل النبوة، قال الله تعالى: "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47)" (ص 45-47). وخلاصة ما تقدم فإن اليهود هم أتباع التوراة والتلمود، سواء أكانوا من اليهود أو من بقايا العبرانيين أو من بني اسرائيل أو من غيرهم من الأجناس، لأن اليهودية تأخذ أتباعها بالتحول: (فاليهودي من كانت أمه يهودية) و: (واليهودي من كان أبوه يهوديا)، كما ينص على ذلك دستورهم. ونسبة اليهود بالتحول في دولة الاحتلال يصل إلى 90 %. بعضهم من الماغول ومن آسيا الصغرى ومن بلاد المجر. ويجتهد اليهود في نفي هذا الاضطراب في انتسابهم تارة إلى عابر وأخرى إلى اسرائيل وثالثة إلى يهوذا، وهم يسعوا إلى تأكيد صحة انتسابهم إلى يعقوب حفيد إبراهيم عليهما السلام، وهذه حقيقة يتفق النقل والعقل على تكذيبها، فمن حيث النقل نجد قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَٰهِيمُ يَهُودِيّاٗ وَلَا نَصْرَانِيّاٗ وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفاٗ مُّسْلِما"ٗ (آل عمران 66). أما من حيث العقل فالتاريخ البشري يشهد على أن وجود إبراهيم عليه السلام قد كان سابق على وجود اليهود وكتابهم المقدس، وهذه الحقيق قد أقرها الكتاب العزيز عند قول الله تعالى: "يَٰٓأَهْلَ اَ۬لْكِتَٰبِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِےٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ اِ۬لتَّوْر۪يٰةُ وَالِانجِيلُ إِلَّا مِنۢ بَعْدِهِۦٓۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَۖ" (آل عمران 64).
جاء في موقع هدى القرآن عن انحرافات بني إسرائيل للدكتور سعيد أيوب: وبدأ اليهود يعدون العدة للفتك بالمسيح عليه السلام كما فتكوا من قبل بزكريا ويحيى عليهما السلام ولكن الله تعالى نجا المسيح ابن مريم من أيديهم، وما وجدوا في بيت المسيح إلا شبيه المسيح. الذي ألقى الله عليه الشبه بعد رفع المسيح إليه، وخرج اليهود يهللون لأنتصارهم الكبير يقول تعالى: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" (النساء 157-158). قال المفسرون: ينص على أنه عليه السلام لم يتوف بأيديهم لا صلبا ولا غير مصلوب، بل شبه لهم أمره. فأخذوا غير المسيح عليه السلام مكان المسيح فقتلوه أو صلبوه. وقد وردت به روايات أن الله تعالى ألقى شبهه على غيره فأخذ وقتل مكانه. وقوله: "وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ﴾ أي اختلفوا في عيسى أو في قتله "لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ" (النساء 157) أي في جهل بالنسبة إلى أمره "مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ" (النساء 157) أي التخمين أو رجحان ما أخذه بعضهم من أفواه بعض. وقوله: "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" أي ما قتلوه قتل يقين، أو ما قتلوه أخبرك خبر يقين وقوله. "بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ" (النساء 158) وهذه الآية بحسب السياق. تنفي وقوع ما ادعوه من القتل والصلب عليه. فقد سلم من قتلهم وصلبهم. وظاهر الآية أيضا. أن الذي ادعوا إصابته بالقتل والصلب، وهو عيسى عليه السلام، رفعه الله بشخصه البدني، وحفظه من كيدهم، فعيسى رفع بجسمه وروحه، لا أنه توفي ثم رفع روحه إليه تعالى، فهذا مما لا يحتمله ظاهر الآية بمقتضى السياق، فإن الإضراب الواقع في قوله: "بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ" وهذه الآية يتم بمجرد رفع الروح بعد الموت الذي يصح أن يجامع القتل والموت حتف الأنف. وبعد ذلك كله فالآيات التي جاءت بعد ذلك في سورة النساء، لا تخلوا عن إشعار أو دلالة على حياته عليه السلام وعدم توفيه بعد. لم يتوف المسيح عليه السلام بقتل أو صلب ولا بالموت حتف الأنف. وسيظهر آخر الزمان ليدافع عن اسمه أمام مسيح دجال وقف دليلا لأصحاب جميع الأنحرافات والشذوذ. ولن يكون أتباع المسيح ابن مريم أولئك الذين قالوا بأن المسيح ابن الله أو الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة فجميع هؤلاء سيجدون كراسيهم وطعامهم عند مسيح آخر دجال. إذا ادعى النبوة صدقوه وإذا ادعى الألوهية صدقوه، لأنهم تربوا على ثقافة تقول بأن لله ولد أو بأن لله جسد على هيئة الأنسان. فهؤلاء لن يشعروا بالغربة وهم مع المسيح لأنه امتدادا لأنحرافهم. والدجال سيدعي كل هذا. سيطالب بميراث بني إسرائيل. فيصطف خلفه بني إسرائيل وخدام وكلاب بني إسرائيل. ثم يجري الله على يديه بعض الفتن. فيشفي الأكمه والأبرص فيتذكر النصارى معجزات المسيح ويهرولون إليه، ثم يدعي الألوهية، ليذوق الذين رفضوا البشر الرسول والذين جحدوا بآيات الله الذل على أيدي الدجال أذل خلق الله.
جاء في نظرات في كتاب الله عن اليهود والذين هادوا وأهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب للكاتب عمرو الشاعر: ويمكن القول أن الحكم العام على أهل الكتاب هو ما جاء في قوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (ال عمران 110). والملاحظ أن نسبة الإضلال والكفر والصد عن سبيل الله إلى أهل الكتاب ارتبطت بالخليل إبراهيم عليه السلام وبالبيت الحرام الذي رفع قواعده فنجد أن الله يرد عليهم جدالهم بشأن إبراهيم الخليل قائلاً "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)" (ال عمران 65-71). وبعد حديثه عن الطعام يقول: "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)" (ال عمران 95-99). ومصطلح (أهل الكتاب) يصدق على الذين هادوا والنصارى ولقد أكد الله على وحدة الرسالة فبيّن أنه لا يُقبل الأخذ ببعض وترك بعض: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (المائدة 68). وكما بيّنا سابقاً فليس كل من كان من الذين هادوا أو النصارى من أهل الكتاب فكلمة أهل تدل على علاقة وارتباط وتلازم بين طرفين ومن ثم فأهل الكتاب هم الذين يدرسونه ويقرءونه ومن ثم يمكن القول أنهم قارئينه ودارسينه أما العامة الذين لا يعرفون الكتاب فهم أميون.
https://telegram.me/buratha