التقارير

الناتو يهدد السلام العالمي من خلال جعل الصين هي العدو 

1884 2022-07-09

متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||

 

نشر الباحث والمؤلف والصحافي جوناثان كوك مقالة تحليلية حول حلف الناتو وموقفه الجديد تجاه بكين والذي يثير التساؤلات بشأن مزاعم التحالف بأنه " حلف دفاعي "

الكاتب كوك ، وهو مؤلف ثلاثة كتب حول الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي نشر مقالته الجمعه ٨ تموز في موقع ميدل ايست آي البريطاني .

·        فيما يلي خلاصة لهذه المقالة :

يقول الكاتب في مقدمة مقالته " وكما يقول المثل ، اذا كان لديك مطرقة فقط، فكل مشكلة تبدو وكأنها مسمار ، والغرب لديه منظمة معاهدة شمال الأطلسي ( ناتو ) - لذلك فإن أي بلد يرفض إملاءاته يجب ، وفق التعريف والوصف، أن يصبح تهديدا عسكريا هجوميا."

ويشرح الكاتب بقوله " وتلك هي جزء من السبب الذي جعل الناتو يصدر وثيقة " مفهوم استراتيجي جديد " الاسبوع الماضي خلال قمته في مدريد ، معلنا للمرة الأولى أن الصين تمثل " تحديا منظما " للتحالف ، الى جانب التهديد الأساسي من روسيا "

ويشير الى أن الصين ترى في هذا التصنيف الجديد خطوة حاسمة من قبل الناتو على طريق إعلانه هو ايضا بمثابة التهديد - حيث يقوم بترديد نفس نهج الحلف التصاعدي ضد موسكو خلال العقد الماضي .

ويقول " طبقا لتقرير في صحيفة نيويورك تايمز ، فقد وجدت الصين نفسها انها تصنف بشكل واضح وصريح " كتهديد " الاسبوع الماضي لولا ألمانيا وفرنسا ، اللتين أصرتا على تخفيف المصطلحات الأكثر عدوانية من أجل تفادي الأضرار التي تتعرض لها تجارتهما مع الصين في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا .

وفي مقابل ذلك ، يقول الكاتب ، ان بكين اتهمت الناتو بأنه " يهاجمها بخبث ويلطخ سمعتها " وحذرت من أن التحالف كان يريد " مواجهة استفزازية " . وليس من غير المعقول أن تعتقد بكين أن الناتو قد انحرف عن مجاله كمصلحة دفاعية مفترضة : وهي شمال الأطلسي .

وفي معرض تحليله لتوجهات الناتو الجديدة ، يقول الكاتب أن المنطق الراهن للناتو يطرح شيئا من هذا القبيل : أن الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط الماضي هو دليل على أن الكرملين لديه طموحات لإعادة الإمبراطورية السوفيتية السابقة في أوروبا . وإن الصين تقوم بتطوير قوتها العسكرية ولديها خطط إمبريالية مشابهة تجاه الدولة المنافسة والمنشقة تايوان ، وكذلك تجاه الجزر الغربية للمحيط الهادئ . وبسبب أن بكين وموسكو يقومان بتعزيز علاقاتهما الاستراتيجية بوجه المعارضة الغربية ، فإن الناتو عليه أن يفترض أن هدفهما المشترك هو إسقاط الحضارة الغربية .

أو كما أعلن بيان الناتو الاسبوع الماضي " فإن الشراكة الأستراتيجية العميقة بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي ومحاولتهما المشتركة والرامية الى تقويض قواعد النظام الدولي تتعارض مع قيمنا ومصالحنا " ، ولكن يقول الكاتب " اذا كان هناك جهة تقوم بتخريب قواعد النظام الدولي ، فهي حلف الناتو نفسه -أو الولايات المتحدة ، باعتبارها اليد التي تستخدم مطرقة الناتو "

وفي جانب آخر من مقالته يرى الكاتب " علينا أن نتذكر أن حلف الناتو كان ينبغي أن يحل نفسه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عام ١٩٩١ . ولكن بعد ثلاثة عقود توسع على نحو كبير ، وهو تواق أكثر لتنمية موارده وقدراته "

ويضيف " وبالضد من كل النصائح ، وفي انتهاك لكل وعوده ، فقد رفض الناتو في المحافظة على " منطقة أمن " محايدة بينه وبين روسيا ، وبدلا من ذلك ، يقوم بتوسيع نطاقه حتى الحدود الروسية ، بما في  ذلك الزحف الخفي الى أوكرانيا ، البوابة التي غزت من خلالها الجيوش روسيا عبر التاريخ "

ومن القضايا التي أشار اليها الكاتب هي أن حلف الناتو وجه الدعوة لأول مرة لأربعة دول للمشاركة في قمة الناتو وهي استراليا ، اليابان ، نيوزيلندا وكوريا الجنوبية ، ولاشك ان فكرة إنشاء مجموعة " أربعة آسيا والمحيط الهادئ " المتحالفة مع الناتو تشير بشكل واضح الى الخطة  التي قام بها الحلف في الضم التدريجي لبلدان أوروبا الشرقية الى الناتو وهي السياسة التي بدأت أواخر عقد التسعينات ، والتي بلغت ذروتها في مغازلة أوكرانيا وجورجيا ، وهما يمثلان خطا احمر لروسيا منذ أمد بعيد .

ويتطرق الباحث في جزء آخر من مقالته الى التنافس الاقتصادي بين الصين والبلدان الغربية ويقول " في الحقيقة إن قواعد النظام الدولي تشمل ايضا مجموعة المؤسسات الاقتصادية الخاضعة للسيطرة الأمريكية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، والتي تملي شروطا مجحفة على البلدان الأكثر فقرا في العالم - وهي في معظمها كانت مستعمرات سابقة للغرب - وإن الصين تمنح البديل لهذه الدول ، ومن خلال ذلك فهي تهدد تدريجيا بتآكل الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة . وقد برز ضعف واشنطن الاقتصادي بعد قدرة روسيا على احتواء العقوبات الاقتصادية الغربية  التي ترتد سلبا على الاقتصاديات الغربية .

ويرى الكاتب أن الخوف الأكبر لواشنطن ، ومع ضمور عضلتها الاقتصادية ، هو أن الروابط التجارية الحيوية لاوروبا مع الصين وروسيا سوف ترى أن مصالحها الاقتصادية ، وفي النهاية ولاءاتها الأيديولوجية سوف تتحول شرقا بدلا من البقاء في المعسكر الغربي .

ويقول أن السؤال هو : ما مدى استعداد الولايات المتحدة للقيام بوقف ذلك ؟ حتى الآن يبدو انها جاهزة لجر الناتو الى تكملة عسكرية للحرب الباردة ، والمخاطرة بدفع العالم الى حافة الإبادة النووية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك