أتمنى من الله أن تصل مقالاتي الى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وجزا الله خيرا من يساعدني في ذلك إذا استطاع . ( بقلم : المهندسة بغداد )
لا يخفى على القاصي والداني إساءة البعث الصدامي لكل شيء في العراق. إساءة لا تغتفر طالت الإنسان والتضاريس والمبادئ والضمائر ولتجعل الإنسان العراق في حالة حيرة ولان من الواجب علينا وجود حلول لتلك الإساءات أحببت أن أسلط الضوء على قضية أعدها من الأنقاض الصدامية ألا وهي الدراسة المسائية .فمنذ متى وكيف تدرس الهندسة مساءا وبثمن ! وهل يتساوى طالب تخرج بمعدل 70% مع أخر بمعدل 95% ومن البديهي أن يكون الجواب كلا إلا أنني سأخبركم بأنه لا يتساوى معه فقط وإنما يتفوق عليه !!! ولدي في هذا المجال قصة اسردها عليكم
فبعد انكبابي على كتبي وأوراقي لطيلة سنوات وأنا ادرس على ضوء الكهرباء تارة وعلى ضوء الفانوس أحيانا كثيرة والأمل لا يفارقني بان النتيجة ستكون مرضية فالله لا يضيع اجر عامل وبالفعل حصلت على معدل 96% ورغم هذا المعدل لم يكن باستطاعتي دخول الكلية التي ارغب حيث إن ابن الرفيق تضاف له خمس درجات إضافية ليسبقني لكلية الطب ولارتضي بكلية الهندسة ملاذا. ألا إن هناك شيء جديد اكتشفته والحقيقة أنها مظلمة اسمها الدراسة المسائية التي تستقبل من معدله 70% ولا تفاجأ بان جاري وزميلي أيام الابتدائية يشتري مقعد في كلية الهندسة وليتساوى معي ! فشعرت بالألم الشديد لمجرد التساوي وما إن مرت الأيام إلا وكشفت عن تعيني وبشكل أصولي وحسب التوزيع الحكومي في إحدى الدوائر العادية وجاري كان ما زال طالبا فلم يستطع أن يتخرج في نفس دورتي فقد رسب في احد المراحل وعندما تخرج استخدم حق الواسطة الرهيبة في الحصول على وظيفة بوزارة مرموقة لكن السؤال في أي زمن زمن الحرية والديمقراطية زمن أصحاب الشهادات التي لا ترضيهما ا لواسطات وهذه الأساليب ورغم إن قرار تعينه وقع من قبل وزير هو اسم لامع في قائمة الائتلاف إلا أنني لا اتهمه في نزاهته لكني أكيدة أن العصابات في الوزارات هي نفسها ويتلاعبون حتى بالوزير! وبين الفينة والفينة التقي جاري ساعات الصباح ونحن ننتظر الباصات التي تقلنا الى أماكن عملنا ليحدثني عن الدورات الراقية والمناصب الرفيعة وأنا استمع إليه وانظر الى عينيه التي تناست تفوقي عليه طيلة سنوات وأحقيتي في ما وصل إليه لقد نسى كل شيء واعتبر الذي وصل إليه حقه الشرعي لطالما أحببت أن يصمت ربما لصمته اعتبارات عندي بوصفه اعتذار بطريقة راقية! وقبل أيام فاجئني خبر ارساله الى بعثة دراسية في أرقى دول أوربا لا يمكن تصور الألم الذي اعتصر قلبي ما اشد ما أراه من ظلم وجور الذي بدا ملازما إلي كظلي.
هل قدمنا كل هذه الدماء بعد السقوط كي يستمر الظلم واستلاب الحقوق ولنشعر بالمرارة التي أصبحت ترافقنا ليل نهار بكيت كثيرا وسالت الله أن يصبرني على ما أرى واسمع إيماني كبير بان الله عادل وما يحصل لي هو امتحان كبير إلا إنني إنسانة طبق عليها الظلم حتى غدت لا تستطيع التنفس. وأريد أن اجمع أفكاري التي تبعثرت في سطوري بنقاط واضحة أقدمها كمطالب شرعية . فالظلم هو الظلم لكن عندما يكون من إنسان جاهل ومجرم يصبح هين إلف مرة من أن يصدر بعلم ومعرفة أناس على درجة عالية من الثقافة والإيمان والالتزام . اعلم إن واجباتكم كبيرة لكن هنالك حلول بسيطة تشعر الناس بان العدل يرجع الى مجراه واليكم بعض الحلول
1- يعاد النظر بمسائلة الدراسة المسائية خاصة في الكليات المتقدمة كالهندسة حيث أن هنالك وزارة تخطيط تعطي نسب للإعداد الواجب تخرجها واعتقد أن الدراسات الصباحية تغطي هذه النسب 2- إن الدراسة المسائية وجدت لاحتياج الجامعات للتمويل الذاتي في زمن الطاغية وبما إن الوضع قد تغير فان الدولة تستطيع ألان تمويل الجامعات ببعض المليارات المبعثرة هنا وهناك 3- الوضع الأمني متدهور وبمجرد التفكير في الأمر نرى إن طالب المسائي يبدأ دوامه من الساعة 1 ظهرا لغاية 4 ظهرا كحد أقصى وليساوي في النهاية طالب يداوم 8 ساعات باليوم فأي جرم هذا الذي يحصل كيف نحاكم صدام على شيء ونعمل بنفس منهج خطه هو ألا يجب أن تلغى قوانينه 4- أما بالنسبة للبعثات فتكون للمتفوقين ويجب إخضاع المتقدم لامتحان وليس الاعتماد على معدله المشكوك في أمره حيث التزوير في زمن الطاغية كان مألوفا. إضافة الى عدم أحقية خريج المسائي فيها أتمنى من الله أن تصل مقالاتي الى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وجزا الله خيرا من يساعدني في ذلك إذا استطاع . يا سادة حرام ما يحصل توجد عقول تتمنى فرصة للدراسة في الخارج لتخدم بلدها الجريح فكيف نبعث من لا يستحق حرام حرام حرام ما يحصل لم اعد أتحمل الظلم إنني مذبوحة في بلدي بسكين غدر الواسطات والى متى أبقى منفية في بلدي!!
ياشمعة انتخبتها ومؤمنة بها أنيري الدروب بقرارات واقعية في الوزارات ولتمسحي دمعتي يا شمعتي ياشمعة لا تخسريني اشعر باني احتضر وأموت فيكل دقيقة مرارا وتكرارا وأنا اسمع من يقول(كلهم مثل صدام بس لجماعتهم) اعلم إنكم أسمى من ذلك لان شعاراتكم وكلامكم يعكس ولاءا لاال بيت المصطفى والمصطفى لا يرضى بالظلم لأنه رسول رب لا يرضى بالظلم والجور ووفقكم الله الى ما فيه خير
أختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha