المقالات

قصة الشيخ الوائلي المثيرة

7059 07:44:00 2011-04-07

علاء التريج حقوقي و مستشار نفسي

كنا وعدنا اننا سنكتب عن قصة الملقب بالشيخ الوائلي... سنتحدث عن هذه القصة وبعدها نتناولها من الناحية النفسية و من ثم نربطها بواقعنا الاجتماعي والسياسي.كان في محافظة البصرة رجل مؤمن وخطيب منبر يقلد ( بضم الياء وكسر اللام ) في محاضراته الشيخ احمد الوائلي ( رحمه الله تعالى ) وذلك ابان حكم البعثيين للعراق حيث كانت الصلاة تعد تحديا للنظام المقبور, مع ذلك كان هذا الرجل ( البصري ) يتحدى رجال الامن, و بعد عدة تحذيرات بترك الارشاد الديني لكنه لم يذعن لهم, ففي احد الايام قام زبانية صدام باعتقاله في دائرة الامن وانقطعت اخباره حتى قضى عدة اشهر تحت سياط التعذيب, و عندما خرج من الامن العام طلب من المقربين منه ان لا يطلقوا عليه لقب ( الشيخ الوائلي ) عملا بالتقية وتسمى لدى اخوتنا السنة ( الضرورات تبيح المحظورات ), لم يترك الرجل من قبل رجالات صدام فكانوا يستدعونه كل اسبوع مع اعلامه بانهم يقومون بمراقبته, كان يحاول ان يبين لهم انه غير طريقته في الحياة واصبح غير ملتزم من خلال الاختلاط بغير الملتزمين, لكن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة للسلطة في ذلك الوقت, عندها وجد ضرورة اتساع مساحة التقية فاخذ يتردد على محلات شرب الخمور وكان يكتفي بجلوسه على طاولة الخمر فقط. و في يوم من الايام وهو خارج من محل الخمر وجد سيارة تابعة لدائرة الامن اقتادته على الفور الى المديرية, عند وصوله تأكدوا انه لم يشرب الخمر, تعرض الى الضرب والتهديد وتلفيق تهم منها انه يريد ان يوعظ الناس في حانة الخمر, ثم اطلقوا سراحه, بعدها لم يجد الا ان يشرب شئ من الخمر وبكمية قليلة لدفع شبهة التدين, في الوقت نفسه كانت هناك رقابة عليه من قبل رجال الامن, ويتم استدعائه كل اسبوع, وبعد فترة من الزمن اخذ الرجل يستأنس ويكثر من شرب الخمر حتى اصبح الرجل من المدمنين, اما الملتزمون في ذلك الوقت كانوا باقون على نفس التصور وهو ان الرجل يستخدم التقية ( للضرورة احكام ), حتى جاء وقت انتفاضة شعبان المباركة عام 1991 هرعت الناس الى بيت الملقب بالشيخ الوائلي كي يؤدي دوره وينتقم من القوم الظالمين... لكنهم تفاجئوا بالرجل وهو مخمور, تصوروا انه لم يفق بعد, تركوه يومين ثم قدم له مجموعة من المنتفضين وطلبوا منه ان يؤدي دورا, قال لهم انه على استعداد للقتال معهم لكن بشرط؛ قالوا ما هو شرطك؟ قال ان تجلبوا لي خمرة. هذه قصة رواها لنا مجموعة من الاخوة ممن ذهبوا الى هذا الرجل من اهل منطقته.من الناحية النفسية: فقد اثبتت دراسة قام بها سميث (Smith ) سنة 1959 من خلال وضع افراد تحت التجربة فكان من ضمن النتائج (( عندما يجبر شخص ما على تقبل القيام بعمل او قول مخالف لما يراه شخصيا فان رايه الاصلي يأخذ بالتحول تدريجيا حتى يصبح متوافقا مع الموقف او الرأي المفروض عليه )). هذا باختصار شديد وهو الذي حصل مع ذلك الضحية والتي صاحبها الادمان على الخمر.اما واقعنا السياسي والاجتماعي: اننا وجدنا تحول كبير في الشارع العراقي منذ انتفاضة شعبان 1991 باتجاه الحالة الاسلامية حتى سقوط النظام ودخول شهيد المحراب ( رض ) الى العراق حيث استقبلته الملايين من ابناء الشعب وكانت الشعوب تنشد بشكل غريب حيال ما اظهره العراقيين من حب لعلمائهم وما يمثلون هؤلاء العلماء. بلغت ذروة التوجه حتى الانتخابات البرلمانية الاولى, ثم بدأ التراجع التدريجي للحالة الاسلامية الى درجة اننا قد نساوي او اضعف من العلمانية, اسئلة كثيرة تطرح عن الاسباب التي اوصلتنا الى هذا الحال؟؟ كتبنا سابقا مقالة تناولنا بعض تلك الاسباب, اما في هذه المقال وددت التركيز على ظاهر معينة من خلال قصة الملقب بالشيخ الوائلي. وكذلك لما توصل اليه سميث (Smith ), فاذا ما طبقنا هذه الجزئية على التحولات لدى بعض الساسة في التسابق على التظاهر بعدم الالتزام بأحكام الدين ( حلاقة الذقن ومصافحة النساء دون حرج و و...) هذا على سبيل المثال لا الحصر, نجد هؤلاء قد اختلفت دوافعهم فمنهم ليبين للدول المعادية للحالة الاسلامية بأنهم على استعداد لفعل ما يأمرون به حتى لو تعارض ذلك مع الاحكام الشرعية, بل ان الحكومة اجبرت العاملين في الاجهزة الامنية على حلاقة الذقن علما ان هذه البلدان الغربية لم تقم بفعل كهذا في بلدانهم ( باستثناء فرنسا التي تم انتقادها من قبل منظمات دولية بخصوص الحجاب ) باعتبار ان القانون يضمن حرية الانسان في التعبير عن طقوسه الدينية والدستور العراقي يكفل ذلك ايضا, لكن السؤال هو ما الذي اجبر هؤلاء الساسة او الحكومة على هذا الفعل كما يقول سميث؟ الجواب واضح وهو كرسي السلطة. اما البعض الاخر في تصوري فعل او طلب او اختار اشخاصا بهذه الصفاة مجاراة للشارع وهؤلاء ايضا وقعوا بخطأ, لكنه اقل عيبا, و لم يشخصوا علة التراجع لمعالجتها, فذهبوا لحل العقدة على طريقة ( الاذعان لرأي الجماعة ) كما يعبر عنه علماء النفس. على اية حال الاثنين معا لم يلتفتوا الى النتيجة وهي ان الطريقة الاصلية ستأخذ بالتحول التدريجي حتى تتحول الى الطريقة المصطنعة, و اما الاختلاف بين الاتجاهين هو ان الاول رأس الهرم هو المتأثر وبالتالي ينعكس على الكوادر ومن ثم عامة الناس, وفي الحالة الثانية ان الكوادر هي المتأثر الاول ومن ثم عامة الناس وقد تنعزل قيادة هذا الخط عن الجماعة تلقائيا, والفرق الثاني في الهدف فالأول هدفه التسلط ولا تهمه وسائل الوصول اليها, والثاني يمكن حمله على محمل الاصلاح انطلاقا من حالة الاذعان لكن ذلك يحتاج الى جهود مضاعفة من الاستقامة على الطريقة المثلى, وفي الحالتين ستتأثر الكوادر الاسلامية ويصعب اعادتها الى نفس المستوى, وايضا ان حالة الاذعان سوف تستمر في النزول مع نزول راي الجماعة فهل يستطيع هؤلاء مجاراتهم ام هناك خطوط حمراء؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زكريا
2013-08-06
إذا كان القصد الإساءة إلى الشيخ الوائلي فسوف يصطدم المسيئ بجبال من البشر اللتي تعشق الشيخ الوائلي ، وإذا كان هدفه البحث عن الشهرة على حساب الشيخ ،فهناك طرق كثيرة للشهرة بعيدآ عن الشهرة الدنيئة لان سرعان ما سوف تقف مع الشيخ في ساحة الفصل ، ويكون ذلك سلبيآ عليك في الدنيا والآخرة ، فلا أنت نلت الشهرة وخسرت يوم الأخرة ، لأن بعض الناس عندهم اعتقاد بدل ان ينافس يسعى إلى تحطيم الآخر ، بمعنى آخر بدل ان يبني له عماره يعمد الى هدم عمارة الآخر ، فاتقي الله هذا سوف تحاسب عليه اكثر من الصلاة والصوم والحج ا
راضي
2012-03-10
لا اقول سوى ان الشيخ العلامة الدكتور _صدقوني قليل بحقه كلمة دكتور لان الشهادة هي التي تكرمت به فهو اعلى بكثير من دكتور وعلامة - نقول الشخ الوائلي طيب الله ثره قمة من قمم الدين الرائعة . ماذا يتغير ان تكلم احد على قمة وصرح ديني صدقوا لا يتغير اي شي -
د. حسين فاضل
2011-04-08
كان بألامكان عدم أفحام أسم الوائلي رضوان الله تعالى عليه وستبقى القصه مؤثره ومعبره, نعم انك قلت يقلد لكن هناك احتمال لبس لمن (يتصفح) ولا يقرأ.
مواطن شريف
2011-04-08
تحية وأعتذار وباقة ورد للجميع ألأعلام رسالة يقرأها الجميع والموضوع المطروح يصب في خانة الترويج والتشهير ويشم منه المساس ليس ءالا هذه من موازين قرائتي للموضوع أما براثا المحترمة يبدو أنها لم تهضم كيفية أختيار المواضيع وهذا خطأ وقع به النظام الساقط لذا علينا جميعأ توخي الدقة وألأبتعاد عن الترويج والجميع ليسو معصومين والسلام عليكم
زهراء محمد
2011-04-07
2 كان في محافظة البصرة رجل مؤمن وخطيب منبر ((يقلد)) في محاضراته الشيخ احمد الوائلي
علاء التريج
2011-04-07
بسمه تعالى بداية اشكر الاخوة الاعزاء الذين ردوا على الاخ ( مواطن شريف ). و احب ان اوضح للاخوة الذين قد لا يجيدون القراءة بشكل جيد بالتالي: ان الشيخ احمد الوائلي ( رض ) هو اقدس واكبر من ان ينال منه مثلي فهو لسان الشيعة الناطق ولم نذكر شئ عن حياة الشيخ الوائلي الحقيقي شئ وانما انسان اخر كان يلقب بالشيخ الوائلي في محافظة البصرة, اما شيخنا الوائلي فقصته وحياته تحتاج الى مجلدات وله تاريخ ناصع واثار سوف تبقى الى يوم القيامة, فسلام عليه يوم ولد و يوم توفاه الله تعالى ويوم يبعث حيا.
زهراء محمد
2011-04-07
الحمد للّه لرد الوكالة وتوضيحه الكافي ..انا قرأت المقالة بسرعة لم اصدق الكلام ابداً لانني اعرف هذا الشيخ منذ الصغر حيث كان الشيخ الوائلي وكذلك والد الشيخ جلال الصغير كانوا من اصدقاء ابي واعمامي في بغداد الكاظمية والبراثا...ورايت الشيخ الوائلي في لندن عندما كان يأتي للعلاج في مستشفيات لندن..واللّه له اخلاق انسانية اسلاميةيخاف اللّه (انه موسوعه).. يعني هومن الشخصيات النادرة في هذه الدنيا.. لم انسى مواساته بتلك الكلمات التي كانت كالبسم لجروحي واحزاني.الف رحمة على الشيخ الوائلي والشيخ الصغير
الكوفي
2011-04-07
الاخ مواطن شريف من العراق عليك تقديم الاعتذار اخي العزيز ، ليس لك الحق ان تتهجم على الاخرين وانت لاتدري ما قرأته اصلا ، ارجو منك اعادة قراءة المقال جيدا ومن ثم تقديم الاعتذار للاخوة الذين تهجمت عليهم دون وجه حق والسلام .
كاتب عراقي
2011-04-07
الى الاخ مواطن شريف ( العراق ) عزيز هل قرأت المقال ام انك لم تقرأه بشكل كامل ، فان قلت انك قراته بشكل كامل فمعنى هذا انك تقرأ ولم تفهم شيء مع الاعتذار لك ، واما انك لم تكمل قراءة المقال ومعنى ذلك انك حكمت بالباطل وهذا مردود عليك لا على كاتب المقال او موقع براثا الموقر ، نرجو منك ان لا تتسرع اخي وان تدقق في المقال جيدا مع تمنياتي لك بالتوفيق ،
مواطن شريف
2011-04-07
ألأخ كاتب الموضوع أذا كنت تقصد المرحوم شيخ أحمد الوائلي لإانت مخطيء ولو صح كلامك فينبغي على شخصية مثلك يدعي دكتور أن لايروج مثل هذه المواضيع لشخصية تسمى عميد المنبر الحسني لإنت وأمثالك أصغر مما تكتبون مثل هذه المواضيع على هذا المظلوم أما من ناحية أخرى لايليق بصفحة براثا والتي تعد لسان ناطق بأسم غالبية الشيعة في العراق أن تنشر مثل هذه المواضيع لكن يبدو أن ليست هناك حضور آداب نشر مواضيع تمس بشخصيات تعد لدينا تاريخية في مثل هذا الموضوع المبتذل والرخيص أتقوا ألله يابراثا لتكومون تخربطون كاف رد الوكالة الاخ مواطن شريف قبل ان تكتب مقالتك العصماء كنا نتمنى ان تقرا المقالة بشكل جيد قبل ان تطلق اتهاماتك علينا , صاحب المقال كان يتحدث عن شخص كان يقلد الشيخ الوائلي رضوان الله تعالى عليه وقد ذكر قصة حقيقية حصلت وبالتالي نرجو التأني قليلا قبل اطلاق الاتهامات والسلام مسك الختام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك