النتائج الكبرى من اداء هذه الحملة الكبرى للاعمار ستبرز جلية في ان نصل اولا بالمناطق المحرومة الى حيث الاستقرار النفسي والاقتصادي والاجتماعي وماشاكل ذلك من نتائج جيدة في تادية الواجبات الحياتية والتربوية والعلمية بصورة افضل مما لو كان الامر يسير بوتيرة الوضع الراهن . ( بقلم : احمد مهدي الياسري )
لم اكن اود ان يكون اعمار بلدي كرد فعل تجاه امر ما بقدر ما هو امر ضروري وحتمي وأحد اهم الواجبات المهمة المنوطة بعاتق الحكومة القادمة برئاسة السيد نوري المالكي سدد الله مسيرته وانجح مسعاه وخطاه من اجل نقل العراق الى حيث ماهو يستحقه من رفعة ورخاء وان كان في مستويات افضل من المستوى الذي نحن فيه الان.
الاعمار في العراق ضرورة تحتاج الى همة وجهد مضاعف ومن خلال تقديم الخدمات الملموسة لهذا الشعب المنكوب بويلات الارهاب والفقر والتشريد والضياع والتخلف العلمي لشرائح كبيرة نكون قد انجزنا الكثير من المهمات الاخرى كالامن والاستقرار الداخلي .
ضعف الخدمات وصعوبة الحصول على مستلزمات الحياة المهمة تؤدي بالانسان الى الفقر والجوع والمرض وبالتالي وكما قال امام المتقين علي عليه السلام كاد ان يكون الفقر كفرا مما يؤدي بالانسان الى الانحراف وان تشترى ذمته واهم من يسعى لهذا الحال هم الارهاب البعسلفتكفيري وهم بضربهم لكل مايمت للحياة بصلة انما يريدون ايصال الامر الى الهدف المنشود وهو هزيمة الفكر التنويري والتحرري والديمقراطي وكل العملية السياسية الى طريق الفشل لاثبات نجاحهم اولا وايضا لابتزاز الضعفاء والفقراء والذين لايوجد لديهم خيار امام الجوع والمرض وفقدان وسائل العيش من عمل او اي مصدر رزق متاح وبهذا يكونون قد اوجدوا لهم مصدرا مهما لمد جيوشهم التكفيرية المتخلفة الارهابية بعناصرقتالية هم بامس الحاجة اليها .
الفكر البعثي الارهابي والتكفيري هم اقذر ماخلق الله من شياطين الانس واي عراقي يعرف جيدا مدى خسة وقذارة هذا الفكر المنحرف والشاذ وعليه فان اي حرب ضد الارهاب لن تكون ذات جدوى ان اقتصرت على الضربات العسكرية فقط هنا وهناك وترك الكثير من الجوانب الاخرى دون تحريك فيها واقصد هنا الجانب الخدماتي والاعماري للبلد ذلك لما لاثر الخدمات على الشارع العراقي وايضا على تقليص استأثار الارهاب بزمام المبادرة بضرب البنى التحتية للوصول الى انهيارالدولة وانهيارالانسان العراقي ووقوعه في براثن الابتزازوالارهاب وبالتالي سنكون قد ساهمنا بصناعة الارهاب من حيث لاندري.
قد يقول قائل ان الارهاب يمنع الاعمار وان الاستثمار الخارجي غير متاح في الوقت الراهن ولكن انا اقول ان هذه المبررات غير منطقية وغير ذات مصداقية لان هناك الكثير من المناطق الآمنة في الجنوب وجنوب الوسط وفي كوردستان العراق وربوعها الزاهية وعليه فان اعتماد مسالة الاعتماد على اعمار تلك المناطق وبانطلاقة كبيرة وهائلة وفق جدول زمني دقيق في التنفيذ وفي كل الجوانب الخدمية واهمها الطاقة الكهربائية وتوفير الغازوالنفط والبنزين وبناء الطرق والمدارس ومراكز العلوم والثقافة والرياضة ومراكز انتشال الفقراء واليتامى والمتسولين والعاجزين والمعاقين وبناء المجمعات السكنية الحديثة والاسواق الحديثة وفق المقاييس العالمية وبناء مراكز المدن بطراز حديث من حيث التوزيع التجاري والخدمي وتوفير وسائل الراحة للسواح سواءا السياحة الدينية او الاثرية او الاستجمامية كما في كوردستاننا الحبيب .
الامر الاخر هو اعتماد الية صارمة في تنفيذ العقود وفق الية تسليم المخطط وتنفيذه وبعد ذلك تسليم المبالغ المستحقة الى المنفذ لا ان تعطى الاموال مقدما لان ذلك يعني توفير غطاء جيد للاختلاس والسرقة او على اقل تقدير تسليم المراحل في التنفيذ وتسليم المبالغ التي يتفق عليها في حال تنفيذ اي مرحلة وفق كلفة كل مرحلة على حدة حتى الوصول الى المراحل النهائية وهنا في حال التقصير في انجاز باقي المراحل تكون الدولة قد حفظت الاموال وتعطيها لمن يكمل المشروع في الوقت والتصميم والقياسات المحددة له .
النتائج الكبرى من اداء هذه الحملة الكبرى للاعمار ستبرز جلية في ان نصل اولا بالمناطق المحرومة الى حيث الاستقرار النفسي والاقتصادي والاجتماعي وماشاكل ذلك من نتائج جيدة في تادية الواجبات الحياتية والتربوية والعلمية بصورة افضل مما لو كان الامر يسير بوتيرة الوضع الراهن .
والامر الاخر هو في جعل المناطق التي تحتضن وتأوي الارهاب تشعر بمدى الفارق الكبير بين الفكر الذي يدير المنهج الدموي والتدميري وبين الفكر الباني لصروح العلم والاقتصاد والسياسة ولكي يشعر ابناء تلك المناطق بانهم يسيرون نحو الهاوية السحيقة بأيوائهم لتلك الخنازير العفنة وتوفير الحماية لهم حيث ان هؤلاء الارهابيين الكفرة الزنادقة انما هم خفافيش ظلام وعقارب الكهوف المظلمة وهم فئران المجاري السفلية ولايصح ان يكونوا قادة امة او ادوات خدمة ورقي انساني حيث اعتمادهم منهج ذبح اكرم خلق الله وهو الانسان الذي كرمه الله على سائر المخلوقات وبالتالي ستنتابهم الحسرة حينما يرون باقي الوطن وقد سار مسيرته النهضوية والاعمارية وهنا سيصلون الى نتيجة حتمية في ان محاربة واجتثاث الارهاب من مناطقهم هي خير وسيلة لضمان الحياة الكريمة لهم ولاطفالهم ولمستقبل اجيالهم وان لم يفعلوا ذلك فان مصيرهم سوف لن يكون سوى بحال كابول ابان حكم طالبان لها .
هي اذن ضربة كبرى للارهاب البعثتكفيري المجرم وهي انتقالة نوعية في جعل شعبنا العراقي المظلوم يشعر بشئ من مصداقية النوايا التي تقال في ان الحكومة والمجتمع الدولي المتداخل في العراق يريدون له المصلحة وهم يريدون انقاذه من ويلات الارهاب والتخلف والفقر وهذا الشعب الى هذه الساعة يشك في ذلك لانه يعيش حالة من الياس وفقدان الثقة في اي شئ لان المعروض عليه في الواقع الملموس نار ودمار ودماء وخوف ورعب وارهاب وضيق افق المستقبل المنظور حيث ان الحال من سئ الى اسوأ وهناك عرقلة كبيرة تعتمدها القوى المسيطرة على موارد البلد في العراق وهي بعدم السماح للحركة العمرانية في الانطلاق بالصورة التي يقررها ابناء العراق وفق احتياجاتهم ورغباتهم التي يعتقدون انها افضل لهم .
لكم نتمنى ان تصل اصواتنا الى مسامع الحكومة القادمة لكي تستشعر ان ابناء العراق يحتاجون الى قيادة بركانية في انطلاقتها حارقة لايادي الغدر تعطي من حممها الطاقة والنور والمعادن النفيسة والتي يمكن لنا من تطويعها لبناء صروح مجد عالية صلدة راسخة الجذور في عمق تاريخ بلد كلما تلقى النكبات نهض ماردا من جديد يعلم الدنيا معنى الصبر والاصرار على الحياة رغم بشاعة الموت والتدمير فيه .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha