قلم سامي جواد كاظم
التساؤلات في بعض الامور المبهمة المعقدة قد تكون مشروعة وقد تكون مقصودة لغاية في نفس السائل وفي كلا الامرين لابد من الاجابة وحسب الافتراضات المنطقية التي نتعامل بها طبقا للمسالة والافكار السائدة في المجتمع .مما لايخفى على كل عاقل لبيب سعى الناصبيون وبكل الوسائل ايجاد ثغرة في فقه الامامية الاثني عشرية المتماسك علهم يحققون غايتهم في النيل من الامامية ومن بين تلك الوسائل هي البحث عن متناقضات في سير واقوال الائمة عليهم السلام لتخطئة احدهم ونحن المعتقدون بعصمتهم .ومن بين المسائل التي اثيرت حولها الاسئلة هي الفترة التي عاصرها الامام الصادق عليه السلام وكيفية تصرفه ازائها ، وطبقا لتلك الظروف فان الفرصة على راي البعض مواتية للامام عليه السلام ليتسلم الخلافة او على اقل تقدير مساندة ابن عمه او حتى مساندة عمه زيد في ثورته ولكن شيء من هذا القبيل لم يحدث فبدأت اقلام التشكيك لموقف الامام الصادق عليه السلام للكتابة عن ذلك .الامامية طالما انهم يتبعون الامام المعصوم فانهم لديهم الثقة المطلقة بكل ما يصدر منه ولكن اذا ما اردنا تفسير الممكن من اقوالهم وافعالهم فهذا يعد من اجتهادنا وقد نخطئ او نصيب ، واكثر المواضيع جدلا هو موقف الامام الصادق عليه السلام من ثورة عمه زيد بن علي عليهما السلام ، فالتفسيرات والتاويلات الخاطئة للمتربصين بالفكر الامامي كثرت وكلها تستند الى ادلة واهية لو تامل بها المتامل قليلا لوجد ضعتها وهشاشتها .قراءة دقيقة لسير الاحداث بين سقوط الامويين ونهوض العباسيين تدلنا على قوة بصيرة وعلمية الامام الصادق عليه السلام في تصرفه هذا ، فعن علاقة الامام مع عمه يقول عليه السلام عن ثورة عمه ((ولا تقولوا خرج زيد فان زيداً كان عالماً وكان صدوقا ولم يدعكم الى نفسه وانما دعاكم الى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ولو ظفر لوفى بما دعاكم اليه))، وهذا دليل على ان قيامه هذا هو شرعي ولكن الاختلاف هو في قراءة الاحداث بعد الثورة فقد كان الامام عليه السلام صائبا في توقعاته ،وللامام عليه السلام سابقة في قراءة المسرح السياسي في حينها فقد سبق وان تنبا لابن عمه محمد بن عبد الله المحض بمصيره وان الخلافة ليست له وقد ظنوا ان الامام عليه السلام يحسدهم وطمعا فيها فعندما جاء ابو سلمة للامام الصادق مسرورا يبشره بخلافة ابن عمه ، وبعد نقاش حاد بين الامام عليه السلام وعبد الله ابن الحسن قال عبد الله : إنما يريد القوم ابني محمداً لأنه مهدي هذه الاُمة.فقال أبو عبد الله جعفر الصادق : «ما هو مهدي هذه الاُمة ولئن شهر سيفه ليقتلن».الى ان قال " فإن هذه الدولة ستتم لهؤلاء ( اي العباسيين )وقد جاءني مثل الكتاب الذي جاءك»، وتسارعت الاحداث واذا بها صورة طبق الاصل لما ذكره الامام الصادق عليه السلام أما أبو مسلم الخراساني الذي قاد الانقلاب على الاُمويين في خراسان كتب للامام الصادق يقول :دعوت الناس عن موالاة بني اُميّة إلى موالاة أهل البيت فإن رغبت فلا مزيد عليك.فكان جوابه (عليه السلام)«ما أنت من رجالي ولا الزمان زماني ».ان الذي يقرأ الامور السياسية هكذا قراءة صائبة يكون من المعيب ان يشكك في موقف الامام الصادق عليه السلام من ثورة زيد عليه السلام .وفي تعليل اخر لموقف الامام الصادق عليه السلام من ثورة زيد الا وهو ان الذين تصدوا للكتابة عن واقعة الطف فقد ذكروا ان نهضة الامام الحسين عليه السلام غير موفقة بل وزاد البعض منهم انه قتل بسيف جده وانه فرق الامة ولماذا لا يكون كاخيه الحسن عليه السلام ، ولكن في موقف الامام الصادق يطالبونه بالخروج بالسيف فما هذا التناقض في الحكم ؟ اضف الى ذلك ان القائد يعلم اذا كان دمه او عطاءه الفكري انفع للامة فانه سيقدم على ذلك ويكفينا ان الامامية في بعض الكتب يكنونهم بالجعفرية نسبة الى العلوم التي نشرها الامام الصادق عليه السلام والتي اصبحت المنهل الرئيسي للفقه الامامي فكل قائد يعلم ما هو الواجب بحكم الظروف المحيطة به .الامام الصادق عليه السلام خرج بفكره فقتلوه بسمهم والامام الحسين عليه السلام خرج بقوته فقتلوه بسيوفهم وخلود الدين الاسلامي بسبب دم الحسين وخلود دم الحسين بسبب فقه الامام الصادق عليه السلام وخلودنا بسبب عقيدتنا بظهور مولانا الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف .
https://telegram.me/buratha