المقالات

مبادرات الاصلاح والتصحيح ..لابد من القراءات الموضوعية لها

737 09:18:00 2011-09-14

عمار احمد

يمتاز الوضع العراقي بمشاكل وسلبيات كثيرة وكبيرة ومعقدة جدا، والواضح لاي مراقب ومتابع ان المشاكل والسلبيات بدلا من ان تعالج وتحل، تتجه يوما بعد اخر الى المزيد من التعقيد والتأزيم والانغلاق.وهذا التراجع والتقهقر لايقتصر على جانب معين كأن يكون الجانب الامني او السياسي او الاقتصادي او الحياتي، دون الجوانب الاخرى، بل انه يمتد الى كل الجوانب.ومنذ ثمانية اعوام نصف والاوضاع بشكل عام تتجه الى التراجع والارتباك والمزيد من الفوضى، وحتى الايجابيات المتحققة هنا وهناك نراها تضيع وتضمحل وتتلاشى في متاهات المشاكل والازمات والخلافات والصراعات العميقة والمستفحلة.والاسباب وراء كل ذلك غير قليلة، ولا عابرة ولا هامشية، ولايمكن لاي طرف من الاطراف وخصوصا تلك المشاركة بصورة رئيسية في العملية السياسية وفي ادارة شؤون الدولة ان تتنصل من المسؤولية وتلقي بتبعات المشاكل والازمات على الاخرين.ولكن الواقع القائم الذي بات واضحا وجليا الى اقصى الحدود، يؤكد بما لايقبل الشك ان بعض الاطراف السياسية دأبت على منهج القاء التهم وتحميل المسؤولية على الاخرين والتباكي على الدستور والقانون ليل نهار وضربه في نفس الوقت بعرض الحائط اذا اصطدم بالمصالح الشخصية والحزبية الخاصة.والسمة الاخرى من سمات الوضع السياسي العراقي بعد مرحلة سقوط نظام صدام، هي غياب المبادرات الجادة والمسؤولة للاصلاح والتصحيح الا في حالات نادرة، والتي غالبا ما قوبلت بعد الاكتراث والاهتمام من قبل المعنيين بالامور.المبادرة التي طرحها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم خلال خطبة عيد الفطر المبارك والتي اطلق عليها الرؤية الاستراتيجية للاصلاح، تعد واحدة من المبادرات التي تنطوي على اهمية كبيرة من حيث النقاط التي تضمنتها، وشموليتها وسعة افقها. وهي كما وصفها بعض الكتاب والسياسيين بخارطة الطريق الصحيحة.تضمنت مبادرة السيد الحكيم النقاط التالية :1 ـ أهمية احترام الدستور والالتزام بكافة مواده دون تبعيض او تجزئة.2 ـ بناء دولة المؤسسات وأحترام الصلاحيات ومساحات الاختصاص بين مؤسسات الدولة.3 ـ الشراكة الحقيقية بين المكونات الاجتماعية والقوى السياسية الممثلة لهذه المكونات.4 ـ التخطيط الاستراتيجي ووضع الخطط الوطنية الشاملة لكل مرافق الدولة والأعمار المطلوب فيها. 5 ـ محاربة الارهاب وتحديد الخطط والوسائل والاليات المستخدمة في مواجهة الارهاب.6 ـ محاربة الفساد الاداري في مؤسسات الدولة.7 ـ العمل على استعادة السيادة الكاملة بخروج العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة.ولاشك ان كل نقطة من النقاط الانفة الذكر تحتاج الى قراءات موضوعية وتحليل عميق، يتم من خلاله تشخيص جوانب القوة وجوانب الضعف لتعزيز الاولى ومعالجة الثانية.ولان المبادرة تضمنت اشارات دستورية وسياسية واقتصادية وتنموية وخدمية فأنه يفترض بالمسؤولين في المفاصل التنفيذية والتشريعية والرقابية والقضائية العليا في الدولة التمعن فيها والعمل على تفعيل مضامينها ومحتوياتها. ويتطلب ذلك قبل كل شيء الخروج من شرنقة الاجندات والحسابات الخاصة والعقد الشخصية، والخلافات البعيدة عن مصالح الناس وهمومهم وتطلعاتهم المشروعة والواقعية والتي ينبغي العمل الجاد والمخلص من قبل ساسة البلد على تلبيتها وتحقيقها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك