المقالات

في الشرعية

518 10:26:00 2011-10-28

همام عبد الحسين الكرخي

ليس ماهو أسوأ من أن يتصدأ الجهلاء الى تقرير مصائر الآخرين .وليس أسوأ من ثقتهم بأنفسهم وما يعتقدون أنها المعرفة الكافية للنظر في شرعية هذا وبطلان وجود ذلك استنتاجا مافي الرضا والسخط من قوة عجيبة على أن تشرعن ماهو باطل وتبطل ماهو مشروع وقديماً قال احدهم:عين الرضا عن كل عيب كليلة لكن عين السخط تبدي المساوية والحقيقة أن عين السخط عمياء وليس بمقدورها أن ترى الأشياء حتى تبدي مساواتها ولذلك أوجب أهل القانون على القضاة أن يكونوا على مايلزم العدل من موضوعية الحكم وصدوره عن نفس خالية من مشاعر الغضب والتفكير بالانتقام .أما في مايخص الشرعية فان الحكومات كل الحكومات في العالم وسواء كانت عادلة أم جائرة فهي لاتمنح الشرعية لأحد وليس في جعبة الحكومة مايشرعن وجود الآخرين أو يخلع عليهم مبررات مايطلعون به من مشاريع ولو كان ذلك صحيحاً لأصبح كل ماعند موظفي الدولة ومسوؤليها من مظاهر الفساد وانحراف وغير ذلك مشروعا لأنه صادر عن الحكومة وحتى أوقر على هؤلاء الجهلاء الجهد والوقت معاً فان عليهم أن يدركوا أن ثمة فرقاً كبيراً بين ماهو شرعي وماهو رسمي وكون الإجراءات أو القرارات رسمية لا يعني أنها شرعية مادامت تخالف أحكام القانون وتهدف الى مانسميه بالنفع الخاص فعلى مدى 35عاماً من حكم النظام السابق صدرت آلاف القرارات الرسمية ولكنها غير شرعية لأنها لم تهدف الى شي مشروع أي له انسجامه وتناغمه مع حركة المجتمع ومسيرته الى أهدافهم في الحياة الحرة والسعيدة.وكم من مشاريع مشروعة لأن أهدافها ووسائلها مشروعة ولكنها لم تقبل من الحكومة ورفضته رفضاً قاطعاً لتعارضها مع مصالح الحكام وأهدافهم وهذه الرؤية تنحسب على القوانين التي صدرت تعبيرا عن أرادة نظام الحكم وليس إرادة المجتمع وما تقتضيه ومصالحه وحاجاته الأساسية ولو كانت الحكومة مصدر الشرعية دائماً لتحول كل خروج عليها والسعي الى الإطاحة بها الى عمل غير مشروع فالشرعية لا تعطي ولي في القوانين وكل القوانين مايشرعن تصرف أو سلوك أو موقف وثمة فرق أخر بين كون الشيء موافق للقانون وكونه شرعياً أو مشروعاً من ناحية أخرى.فعدى عن كون القوانين تعبر عما يشعر به الحاكم من قدرة الفرض على المحكومين وما يحولها الى أوامر وليس قوانين فان الشرعية تفرض وجود الانسجام بين الغاية والوسيلة التي تستخدم في تحقيقها وابتعادها ماأوسعها الى ذلك عن روح وفكرة السلطة.ولهذا فان مفكري الديمقراطية الحديثة يرفضون التقسيمات القديمة وتسميتها بالسلطات الثلاثة وهي (التشريعية والتنفيذية والقضائية)ويرون الصحيح في تسميتها بالمؤسسات أو الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية .ففي المجتمع الديمقراطي لاسلطة لغير الشعب لأنه وحده من يمتلك الحق في ممارسة السلطة أي إصدار القوانين وليس الأوامر التي تستلزم الخضوع والطاعة من الآخرين. وفي مايخص الأحزاب والمنظمات المهنية ومنظمات المجتمع المدني فهي شرعية بحدود ماتكون وسائلها وأهدافها كذلك أي أن شرعيتها تنبع من أهدافها ومن خلال اتحاد إرادات أعضائها وتواضعها على أسلوب معين ومشروع للتعبير عن أفكارهم والسعي الى تحقيق أهدافهم ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك