المقالات

ميكافيلي ...وطقوس الحسين!!

895 19:06:00 2011-12-06

جواد أبو رغيف

لازالت ذاكرتي المثقوبة تحتفظ بذكرى حفرت وجودها في غرف الذاكرة الذهنية دون ان تزيحها تزاحم الأفكار والقصص والمآسي التي مرت علي في مسيرة حياتي كعراقي عاش ورأى وسمع الظلم الذي لا تستطيع أزرار الكي بورد أن تصفها او تحوي هول فواجعها !!فقد بدأت منذ أن كنت طفلاً احضر مجلس العزاء الحسيني في سبعينيات القرن الماضي والذي منع رجال الأمن الحاج جميل الدراجي من إقامته ولم نعلم ذلك حتى حضر شهر محرم الحرام وكنت متشوقاًً للحضور فذهبت للجلوس على( البارية)وهي حصيرة تصنع من القصب تستخدم كفراش لجلوس الحاضرين فلم أجد البارية ولا الحضور ! فعدت إلى والدتي سألتها عن عدم وجود مجلس العزاء ؟ فقالت لي :(يمه الدولة ماتقبل)!!ولان علاقة الحسين بالأخر هي ليست علاقة منفعة ولا مصلحيه بل علاقة عشق حقيقية لا تستطيع أية قوة على وجه الأرض أن تقطع تلك العلاقة فهي علاقة روحية ،فق ذهبت لأنفس عن عشقي وأتواصل مع الحسين عن طريق فراءت الكتب التي تروي قصة المسيرة الحسينية ،ولازلت اذكر أول كتاب قرأته ( زينب بطلة كربلاء) للأديبة (بنت الشاطئ) وهي تروي مسير السبايا الحسينية النساء والأطفال من العراق إلى الشام ومن الشام إلى العراق على ظهور الجمال الهزل وبينما شارف الكتاب على نهايته وكنت قد استلقيت على فراشي وأواصل تكملة فصول القصة التي ترويها بنت الشاطئ بألمها ومعاناتها ! انفجرت بالصراخ والبكاء عالياً ، هرعت والدتي مفزوعة تتساءل عن سبب بكائي ؟ هل ضربك احد ؟ هل وقع عليك شيئاً؟ ولكنني لم استطع أن أبوح بسبب بكائي !وهو أن أسئلة كثيرة تفجرت في رأسي حينها ؟وهي لماذا رفض من يقود السبايا في طريق العودة الى مدينة جدهم رسول الله!! طلب زينب أن يعرج بهم إلى كربلاء موضع جسد الحسين وأهله وأصحابه ؟ ترى من إي نوع من الإنسانية هؤلاء ؟ وهل يحملون صفة الإنسانية ؟ وعلى الرغم من سنواتي التي لم تتجاوز الاثنى عشر حينها بيد أني هونت تساؤلاتي وقلت :ليس غريباً الم يمنع النظام ألبعثي مجالس العزاء الحسيني هذه السنة لالشي الا استهتاراً فالمجالس الحسينية تحوي من المنفعة الأخلاقية والاجتماعية الشي الكثير فهي تساهم في بناء المنظومة القيمية الاجتماعية وتزيد من روابط المحبة بين أبناء المجتمع الواحد فالحسين عليه السلام هو نقطة التقاء بين الأحرار في كل زمان ومكان وليس ثورة كما يصورها البعض بل هو مسيرة أصلاحية عالمية كبرى لذلك كان الحسين مهوى لأفئدة الكثيرين من المفكرين والمصلحين بمختلف مرجعياتهم الفكرية والأيدلوجية ف (المهاتما غاندي )في مقدمة المتأثرين بالفكر الحسيني فلقب المهاتما يعني النفس الكبيرة وأصحاب النفوس الكبيرة يلتقون بفض النظر عن الزمان والمكان وكانت مقولة غاندي الشهيرة ( علمني الحسين كيف أكون مضلوماً فانتصر) هي مصداق للقاء المصلحين فنهضة الحسين هي انتصار الدم على السيف!وان المظلومية هي بداية النصر فكأني عزائي عندما حرمت في طفولتي من حضور مجلس عزاء الحسين أن النصر للحقيقة سيبزغ فجره حتى ولو بعد حين وان (بداية انحلال الدول وسقوط الأنظمة عندما لايحنرم القادة الشعائر الدينية للشعوب)كما يقول ميكافيلي !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك