المقالات

قدوري شده يهجر مدارس الطين للبحث في القمامة!!

561 12:04:00 2012-09-01

حيدر عباس النداوي

اعلنت لجنة التربية والتعليم النيابية عن حاجة العراق الى اكثر من (6000) مدرسة ،والعراق ليس كل العراق، اذا ما استثنينا اقليم كردستان فهو لم يعد بحاجة الى المدارس بعد ان حقق الاكتفاء في جميع المجالات، انما هذا الاحتياج المرعب فقط لمناطق الوسط والجنوب والمنطقة الغربية وهذا الرقم سيزداد في السنة القادمة والتي بعدها حتى نصل الى مرحلة نعجز فيها عن احصاء المدارس التي نحتاجها والاموال التي تكفي لسد هذا الاحتياج.ويبرز الخلل في النقص المتوارث من المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية على شكل سلبي متمثلا في ازدياد حالات التسرب من المدارس وارتفاع نسبة الامية بين الاطفال والشباب وانخفاض مستوى التعليم بين تلاميذ المدارس وهي الصفة الغالبة لاسباب اهمها ازدياد اعداد التلاميذ والطلاب في الصف الواحد مما يتسسب بانخفاض نسبة الاهتمام بكل فرد ،اضافة الى بدائية وسائل التعليم المتبعة وانعدام مستوى وسائل الايضاح وطرق التدريس الحديثة.وليس من الصعب على أي شخص من غير اصحاب الاختصاص ان يكتشف ان اكثر مدارس العراق تفتقر لابسط الخدمات من ماء او كهرباء وليس غريبا ان تجد معظم الصفوف لا تحتوي على اجهزة التبريد او التكييف في اجواء متطرفة صيفا وشتاءا بل الغريب ان تجد اجهزة تبريد وتكييف في هذه المدارس مقارنة بما معمول به في دول الجوار وقد تصاب بالدوار ونوبة من التقيوء عندما تشاهد المرافق الصحية للمدارس وكذلك خزانات المياه التي يشرب منها الاطفال اذا كانت تعمل هذه الخزانات مع تهشم زجاج الشبابيك وما يتركه من اثار سلبية في الشتاء وفي الصيف خاصة وان معظم التلاميذ من ابناء اصحاب الدخول المحدودة . ويكمن الخلل الاساس في نقص المدارس وفي تهيئتها بما يتلائم مع الطبيعة الانسانية الى جملة من الاسباب اهمها استشراء الفساد المالي والاداري وعدم وجود اشخاص اكفاء ومن اصحاب الاختصاص يديرون هذا المفصل الحيوي بسبب المحاصصة والمحسوبية والحزبية وكذلك قلة الاهتمام بالهيئات التدريسية وخاصة في مجال الدورات التطويرية وانعدام برامج التوعية بمخاطر الامية وتسرب التلاميذ.المشكلة الكبرى ان الاموال متوفرة ولا يوجد خلل او نقص في هذه الاموال والدليل ان الوزارة لم تنفق اكثر من 10% من موازنة الوزارة المالية المخصصة لبناء المدارس بحجج واهية تتمحور معظمها في العقلية المتخلفة التي لا تستطيع انفاق هذه الاموال بصورة صحيحة والانطلاق بنهضة كبيرة وحملة لبناء المدارس وترميمها وتاثيثها بما يتلائم مع احتياجات العصر ومتطلباته واطلاق حملة اعلامية متميزة وعلى كافة الاصعدة تبين خطورة ارتفاع نسبة الامية بين الاطفال والشباب.ان واقع مستوى التعليم في العراق يدعو الى وقفة جادة لمعالجة هذا الملف الحيوي والامر ليس صعبا او مستحيلا مع توفر الاموال الطائلة لكنه يبقى مستحيلا اذا استمر الاعتماد على اشخاص لا يجيدون غير السرقات والاعتماد على المحسوبية والمنسوبية في ادارة مفاصل الوزارة وستكون من علامات معالجة هذا الملف الحقيقية هو الانطلاق اليه من خلال غلق فساد بوابات الهياكل الحديدية والمدارس الطينية وبيع الاسئلة الى مناطق معينة واختفاء اطفال البحث في القمامة والمزابل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك