حيدر عباس النداوي
اعلنت لجنة التربية والتعليم النيابية عن حاجة العراق الى اكثر من (6000) مدرسة ،والعراق ليس كل العراق، اذا ما استثنينا اقليم كردستان فهو لم يعد بحاجة الى المدارس بعد ان حقق الاكتفاء في جميع المجالات، انما هذا الاحتياج المرعب فقط لمناطق الوسط والجنوب والمنطقة الغربية وهذا الرقم سيزداد في السنة القادمة والتي بعدها حتى نصل الى مرحلة نعجز فيها عن احصاء المدارس التي نحتاجها والاموال التي تكفي لسد هذا الاحتياج.ويبرز الخلل في النقص المتوارث من المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية على شكل سلبي متمثلا في ازدياد حالات التسرب من المدارس وارتفاع نسبة الامية بين الاطفال والشباب وانخفاض مستوى التعليم بين تلاميذ المدارس وهي الصفة الغالبة لاسباب اهمها ازدياد اعداد التلاميذ والطلاب في الصف الواحد مما يتسسب بانخفاض نسبة الاهتمام بكل فرد ،اضافة الى بدائية وسائل التعليم المتبعة وانعدام مستوى وسائل الايضاح وطرق التدريس الحديثة.وليس من الصعب على أي شخص من غير اصحاب الاختصاص ان يكتشف ان اكثر مدارس العراق تفتقر لابسط الخدمات من ماء او كهرباء وليس غريبا ان تجد معظم الصفوف لا تحتوي على اجهزة التبريد او التكييف في اجواء متطرفة صيفا وشتاءا بل الغريب ان تجد اجهزة تبريد وتكييف في هذه المدارس مقارنة بما معمول به في دول الجوار وقد تصاب بالدوار ونوبة من التقيوء عندما تشاهد المرافق الصحية للمدارس وكذلك خزانات المياه التي يشرب منها الاطفال اذا كانت تعمل هذه الخزانات مع تهشم زجاج الشبابيك وما يتركه من اثار سلبية في الشتاء وفي الصيف خاصة وان معظم التلاميذ من ابناء اصحاب الدخول المحدودة . ويكمن الخلل الاساس في نقص المدارس وفي تهيئتها بما يتلائم مع الطبيعة الانسانية الى جملة من الاسباب اهمها استشراء الفساد المالي والاداري وعدم وجود اشخاص اكفاء ومن اصحاب الاختصاص يديرون هذا المفصل الحيوي بسبب المحاصصة والمحسوبية والحزبية وكذلك قلة الاهتمام بالهيئات التدريسية وخاصة في مجال الدورات التطويرية وانعدام برامج التوعية بمخاطر الامية وتسرب التلاميذ.المشكلة الكبرى ان الاموال متوفرة ولا يوجد خلل او نقص في هذه الاموال والدليل ان الوزارة لم تنفق اكثر من 10% من موازنة الوزارة المالية المخصصة لبناء المدارس بحجج واهية تتمحور معظمها في العقلية المتخلفة التي لا تستطيع انفاق هذه الاموال بصورة صحيحة والانطلاق بنهضة كبيرة وحملة لبناء المدارس وترميمها وتاثيثها بما يتلائم مع احتياجات العصر ومتطلباته واطلاق حملة اعلامية متميزة وعلى كافة الاصعدة تبين خطورة ارتفاع نسبة الامية بين الاطفال والشباب.ان واقع مستوى التعليم في العراق يدعو الى وقفة جادة لمعالجة هذا الملف الحيوي والامر ليس صعبا او مستحيلا مع توفر الاموال الطائلة لكنه يبقى مستحيلا اذا استمر الاعتماد على اشخاص لا يجيدون غير السرقات والاعتماد على المحسوبية والمنسوبية في ادارة مفاصل الوزارة وستكون من علامات معالجة هذا الملف الحقيقية هو الانطلاق اليه من خلال غلق فساد بوابات الهياكل الحديدية والمدارس الطينية وبيع الاسئلة الى مناطق معينة واختفاء اطفال البحث في القمامة والمزابل.
https://telegram.me/buratha