المقالات

لـماذا يتحدث العراقيون بالسياسة كثيرا؟! ...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

449 11:02:00 2012-11-07

لكي تبقى المؤسسة البشرية (المجتمع) مترابطة، يجب أن يكون هناك حد أدنى من التضامن بين أعضائه، ووظيفة الفعاليات الاجتماعية هي خلق وتدعيم التضامن بين الجماعات البشرية، وتدعيم النظم الاجتماعية التي تحقق ذلك، وفي ذات الوقت يجب أن يكون هناك حد أدنى من الاتساق في العلاقات بين الأجزاء المكونة للنسق الاجتماعي ولكل مجتمع ملامحه البنائية الرئيسة، ومعها ممارسات عملية مختلفة تظهر لتربط هذه النظم بطريقة ما..

حينما نشير الى ان المجتمع العراقي ظل محافظا على ظاهرة (الغيرة) ولا أقصد بها غيرة النسوان التي صدح بها نزار قباني في إحدى قصائده، بل أن للغيرة مفهوما أخلاقيا راقيا يجعل من المجتمع العراقي يعد كواحد من أرقى المجتمعات المترابطة المتماسكة على مر تاريخ البشرية، فالغيور هو الذي يعتقد أن من واجبه مد يد المساعدة إلى كل محتاج لها، والغيور هو من يرى في صرخة المظلوم جرحا لوجوده الإنساني ، والا فإن عليه أن يسعى لإنصافه بكل ما يستطيع من قوة، والغيور هو من يجد أن عليه أن يكون مستعدا دوما للاستجابة للهفة الملهوف، والعراقي غيور على وطنه، فيبكي بكاءا مرا لاي اخفاق او فشل او تراجع يمنى به وطنه حتى لو كان الفشل لا يعدو خسارة فريق كرة القدم مثلا، والعراقي الغيور فخور بكفاءاته، كـ (زهاء حديد) تلك المهندسة المعمارية البارعة التي صممت أفخر المباني في مختلف دول العالم، والعراقي كثير التذمر من مطبات الشوارع وزحمة السير وسوء الإدارة، وهو الأكثر بين سكان العالم انتقادا لمؤسسات دولته، ليس لأنه ينتقد وحسب، بل لأنه غيور على وطنه، لأنه باني حضارة من نمط خاص، نمط يمتد إلى أعمق نقطة في زمن تاريخ البشرية.

 العراقي سادتي لا يرضى عن حاكم، ولن يرضى قط، فهو يجد نفسه أفضل من الحاكم، وأغلب العراقيين يجدون أن من حقهم التحدث بالسياسة، وهذا بعض من غيرتهم على وطنهم، فكل ما يجري هم معنيون به، وليست السياسة تخصصا للبعض كما يحاول هذا البعض إيهامنا به..العراقي أبو الغيرة، وساسة البلد يسعون لقتل هذه الخصلة النبيلة في شعبنا بألاعيبهم الخرقاء ومحاولاتهم البائسة لتمزيق النسيج الاجتماعي الذي من بين دعائمه الغيرة..

 كلام قبل السلام:.يمكننا أن نحلم بالنجوم ، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ننسى أن أرجلنا على الأرض .....! سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك