المقالات

[[خارطة الشرق الاوسط - مفتاح ادارة العالم للقرن الحادي والعشرون]]

561 07:42:00 2012-12-16

مكتب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي (كندا) - مركز الدراسات السياسية

انه من حسن الطالع ان يبقى الإنسان متلمسا لحقيقة الأشياء وتبقى هي محاطة بالغموض والتكتم ولعل هذا من المتلازمات والعلل الكونية حتى تبقى هذه الجدلية بين الإنسان والحقيقة من جهة وبين غاية الإنسان في الوصول ألى الحقيقة من جهة أخرى, فلربما تكون الغاية هي المعرفة المحضة أو الاستعداد لأمر ٍما أو في أحسن الحالات هو القدرة على التأثير في مجريات الأحداث علّه يستطيع أن يحرف المسار للتقليل من الضرر إن وجد وبالقدر الممكن, وعليه يصبح من سمة التعقل هو محاولة قراءة و تحليل الحاضر لاستشراف المستقبل.ولكن التسارع المذهل للأحداث في منطقة الشرق الأوسط بشقّيها السياسي والعسكري وتشابك المصالح وتقاطعها وتصادمها بين القوى الكبرى وقوى محلية يرتبط وجودها وديمومة أنظمتها بعجلة الموقف للقوى الدولية المتصارعة ومحاولات القوى الكبرى رسم صورٍ لتخندقٍ كونيٍ يحمل في جعبته تخندقاتٍ محليةً عرقيةً تارةً ودينيةً طائفيةً تاراتٍ أخرى, يجعل من الصعب على المتتبع أن يربط جميع الخيوط المتشابكة حد التكور للخروج بتصورٍ عما سوف تؤول إليه الأحداث في المرحلة المقبلة

وذلك لكثرة التناقضات والضبابية من جهة , والأهم من ذلك هو تردد جميع الأطراف في دفع الأمور باتجاه الحسم أو ما نصطلح عليه القدرة الأكيدة على الحسم من جهة أخرى والتي يمكن أن نجزم أنها موضع شكٍ ولأول مرةٍ منذ الحرب العالمية الثانية بالنسبة للقوى المهيمنة .

وللحديث عن الحسم فإن الأمر يتطلب مقاربة كل المعطيات على المستوى الإستراتيجي وذلك لأن الخسائر على البعد التكتيكي و الآني المحض هي كبيرةٌ وكبيرةٌ جداً للجميع ولكن على مستوى تجذر النزاع وأبعاده التاريخية على صعيد القدرة في التأثير والتحكم بإدارة ملفات المصالح الكبرى بشقيها الدنيوي ذات التركيز الكثيف على المصالح ضمن الموقع الجيوسياسيللمنطقة والعالم أو الديني الآيدلوجي المحض المؤطر لأبعاد الصراع على المستوى العقائدي وهو مهم للغايةلأنه هو المستخدم للتّعبئة والتحشيد الإعلامي.

إن الاصطفافات واضحة والخط الفاصل بين المتحاربين مميز ولكن الخطوط الحمراء ومدى القدرة على المبادرة والاستعداد لتحمل الخسائر مبهم لهذه اللحظة إضافةً إلى أن الإشارات المرسلة من بعض الجهات متناقضةٌ ولا يُعول عليها في بناء موقف واضح صريح ومحدد.وعلى ذكر الخطوط الحمراء فانه من الصعب بمكان تأطير ردود أفعال الأطراف الفاعلة في صياغة الشرق الأوسط بدون معرفتها أو استخلاص مقاربة لها.

عليه فإن من نافلة القول بان البعض يستعرض المعطيات التخمينية على إنها حقائق دامغة , من قبيل أن الحرب أو المنازلة الكبرى واقعةٌ لا محالة أو أن الحرب لن تقع البتة .إن الأمر ليس كذلك على الإطلاق فالحرب قائمةٌ فعلاً ولكن بشقها الاقتصادي الأمني الثقافي التعبوي وحتى العسكري في مقاييس محددة. ولكن السؤال المطروح هو فيما إذا كانت الحرب ستأخذ الطابع العسكري الشاملأم سيكتفي المتحاربون في التوقف عند هذه الحدود حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. وإذا كانت الأطراف جميعها مدركةً أنه من الإستحالة بمكان لمعركة من هذا النوع أن تنتهي بلا غالب و لا مغلوب, و إن التحول الكبير المرتقب وحركة التاريخ الجارفة و التي تدفع نحو قلب ثوابت الحاضر نحو قادمٍ مجهولٍ فإذا كان فهمنا للتاريخ صحيحاً فلا حلول وسط ولسوف يضطر الجميع للجوء لخيار الحسم مع ما يحتوي من مخاطر لا تحصى ودفع الأمور إلى نهايتها "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض".أو أن يتم التعامل بموضوعية مع ماهو واقع على الأرض والقبول بان الأمر اصبح محسوماً بدخول قوىً جديدةً لها كلمتها ودورها الأساسي في إدارة المنطقة ضمن محدداتها المرتبطة بالموقع الجغرافي والتوزيع الديموغرافية بل ولربما سوف يمتد تاثيرها وقدرتا في رسم خارطة سياسية جديدة للعالم على مداه الرحب .

وعلية فانه من الاهمية بكان محاولة الفهم الصحيح لدقائق الامور ولذا فإننا نؤشر على أهمية التيقظ للأزمة الإقليمية وخصوصاً ما يجري على الساحة السوريةوانعكاساتها على الواقع في العراق حيث أن الجهات و الأهداف التي تحرك العنف في سوريا هي ذاتها التي تغذي العنف في العراق لإشغال الساحات الإقليمية في دوامة من العنف الأعمى وذلك بغية تمرير سياسات مبهمة التطلعات غرضها تعطيل شعوب المنطقة عن النهوض وممارسة دورها الحضاري والريادي في عالم اليوم.وصولاً إلى فرض إرادات قوىً كبرى وخارجية على إرادة شعوب المنطقة , وتقسيم سياسي ممنهج وجديد يرسم الصورة السياسة للقرن الحادي والعشرين وعليه فإنها معركة إستراتيجية بكافة أبعادها ويجب التعامل معها من هذا المستوى والمنطلق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك